أكد وزير الصحة عماد الحمامي، أنّ وزارته ستدعم كلّ الجهود في مجال زرع الأعضاء في تونس، وذلك خلال لقائه مساء أمس السبت، بالفريق الطبي الذي قام بثاني عملية لزرع كبد في البلاد التونسية، يوم 19 جانفي الجاري بالمستشفى الجامعي فطومة بورقيبة بالمنستير.
وأفاد الحمامي، بأنّ الوزارة ستدعم الفريق الطبي بهذا المستشفى الجامعي، وستعمل على تواصل انجاز عمليات زرع الكبد في تونس، مع الاستثمار في مجالات طبية أخرى مماثلة في القطاع الصحي، الذي قال “إنه وصل إلى مرحلة تصدير الخدمات الصحية”، مبرزا الحرص على تحويل تونس إلى وجهة للتداوي وإسداء الخدمات الصحية.
من جهته، صرح الدكتور النوري عبد اللطيف رئيس قسم جراحة الأطفال بالمستشفى، بأنّ وزارة الصحة وفرت لهم كلّ المستلزمات لإنجاز عملية زرع الكبد الأولى والثانية واللتين كللتا بالنجاح، مضيفا أنّه يوجد حاليا على الأقل ثلاث حالات تستوجب التدخل العاجل والقيام بعملية زرع كبد، من بينها حالة بصدد التطور نحو السرطان.
أما الدكتور كريستوف شاردو من مستشفى نيكار الفرنسي، فقد بين أنّ برنامج زرع الكبد يستوجب إجراء معدل سنوي لعمليات زرع الكبد يتراوح بين 15 و20 عملية حتى يتواصل وينجح، حسب ما أكدته دراسات منشورة في مجلات علمية، مشيرا إلى أنّ زرع الكبد يتطلب اختصاصات متعددة ويستدعي تكوينا طويل الأمد.
وكانت عملية زرع الكبد الثانية قد أجريت على طفل صغير عمره 3 سنوات، وقد كانت إستعجالية وضرورية للحيلولة دون تطور المرض الى سرطان، حسب الدكتور النوري عبد اللطيف، الذي أكد أنّ حالته الطفل الصحية جيّدة.
وأفادت الدكتورة خديجة الزواري رئيسة قسم الجراحة بالمستشفى ذاته، بأنّه يوجد حاليا 15 حالة بصدد إنتظار التدخل لزرع كبد، مشيرة إلى أنّه في العملية الأولى تطوع أب لاستئصال جزء من كبده لفائدة ابنه، وفي العملية الثانية تطوعت الأم، وهناك حالة يريد فيها الخال التطوع لفائدة ابن أخته الطفل.
وأعلنت أن الفريق الطبي قرر إجراء عملية زرع كبد كلّ شهر، مؤكدة أنه إشتغل بأكثر أريحية خلال العملية الثانية لزرع الكبد، ومراحل إجراء عملية الزرع تمت في أحسن ظروف، وأن حالة الطفلين الذين حظيا بزرع كبد في صحة جيدّة.
من ناحيته، أوضح رضوان الحربي المدير العام للمستشفى الجامعي فطومة بورقيبة بالمنستير، أنّ الطفل أحمد الذي حظي بزرع كبد في العملية الثانية هو أصيل ولاية مدنين، معربا عنه الأمل في أن تكلل مرحلة ما بعد العملية بدورها بالنجاح، موضحا أنه “في حال لم يلفظ جسم الطفل الكبد فإن العملية تعتبر ناجحة، وإلى حدّ الآن هناك تحسن على هذا المستوى”.
وتراوح عدد الفريق الطبي وشبه الطبي الذي ساهم في اجراء عملية زرع الكبد بين 55 و60 شخصا، في إطار التعاون التونسي الفرنسي بين المستشفى الجامعي فطومة بورقيبة بالمنستير ومستشفي نيكار الفرنسي، مع حضور أساتذة جراحين من ولايتي المهدية وسوسة.
وكانت العملية قد انطلقت على الساعة الثامنة والنصف من صباح يوم الجمعة 19 جانفي الجاري، وتواصلت إلى غاية الساعة الحادية والنصف ليلا من نفس اليوم، حسب رضوان الحربي المدير العام للمستشفى الجامعي فطومة بورقيبة بالمنستير.
وأفاد بشأن كلفة عملية زرع كبد، بأنها تقدر بحوالي 250 ألف دينار، متوقعا أن يتكفل الصندوق الوطني للتأمين على المرض لاحقا بمثل هذه العمليات. وذكر بأن أوّل عملية زرع كبد كانت قد أجريت يوم 14 نوفمبر 2017 .
وأعلن أنّ الفريق الطبي سيقوم بعمليتي زرع كبد خلال شهر فيفري 2018 ، مضيفا أنّ عملية زرع الكبد الخامسة ستكون بكفاءات تونسية بنسبة 100 في المائة.