أفاد الرئيس المدير العام للصندوق الوطني للتقاعد والحيطة الاجتماعية عماد التركي اليوم الخميس أن 9 عمارات من الحي السكني “الدار البيضاء” بالرمانة (ولاية تونس) تستوجب الإخلاء الفوري من المتساكنين ووضعها خارج إطار الإستغلال نظرا لما طالها من أضرار وصفها ب”الخطيرة”، ولإنجاز عمليات صيانة وترميم وتعهد متأكدة حفاظا على الأرواح البشرية.
وأضاف عماد التركي خلال ندوة صحفية خصصت لتسليط الضوء على وضعية الحي السكني “الدار البيضاء” بالرمانة الذي تولى صندوق التقاعد والحيطة الاجتماعية تشييده في سنة 1980 أنه بعد عمليات تفقد لشقق هذا الحي في نهاية سنة 2016 بناء على تشكيات المتساكنين حول بروز تشققات وتصدعات بالمساكن، كلف الصندوق مكتب مراقبة لإعداد تقرير اختبار أولي للتأكد من جدية تفاقم الخطورة وتقدير امكانية استغلال العمارات المتضررة من عدمه وذلك في اطار سعي الصندوق للمحافظة على سلامة المتساكنين ولتلافي المخاطر التي قد تنجر عن ذلك.
وأثبت تقرير مكتب المراقبة أن 9 عمارات تشكو من أضرار خطيرة منها 4 عمارات تتكون من 47 شقة وخلص الى ضرورة اخلائها من المتساكنين في الإبان تحسبا لكل طارىء ووضعها فورا خارج إطار الإستغلال، كما أوصى بضرورة اليقظة والمراقبة المستمرة بالنسبة للعمارات الأخرى مع الإسراع بالقيام بالإختبارات اللازمة والتعهد بالدراسات والأشغال، حسب ذات المصدر.
وأوضح التركي أنه ازاء هذه الوضعية قام الصندوق بالإجراءات الضرورية والإستعجالية ذات الصبغة الفنية والترتيبية، حيث أعلم المتسوغين عن طريق عدل منفذ بخطورة الوضعية وضرورة اخلاء الشقق للحفاظ على سلامتهم، كما علّق عملية اسناد الشقق بولايات تونس الكبرى لاعطاء أولوية التسويغ للمتساكنين المعنيين بعملية الإخلاء من الحالات المتأكدة
عند حصول أي شغور خلال مدة الأشغال الى جانب اعلام مختلف الأطراف المتدخلة في المسألة بخطورة الوضعية الحالية لمساكن الحي (وزير الداخلية، وزير التجهيز، والي تونس..).
كما قام الصندوق بتكليف مكتب مراقبة ثان للقيام بمعاينة ميدانية للتسع عمارات المتضررة وموافاة الصندوق بتقرير اختبار اولي ثم اختبار معمق للبت في وضعية العمارات. وتبين للمكتب الثاني الذي باشر مهامه منذ 17 ديسمبر 2017 بروز تصدعات كبيرة ووجود اخلالات هامة على مستوى العمارات والجدار الواقي الذي كان الصندوق قد اقامه خلال الثمانينات لتدعيم المساكن، وأكد في تقريره ضرورة إخلاء الشقق.
وأوضح عماد التركي ان الصندوق الوطني للتقاعد والحيطة الاجتماعية بادر بالقيام باجراءات التقاضي لاخلاء الشقق وفق ما تم التنصيص عليه في تقريري مكتبي المراقبة الاول والثاني، الا ان المتساكنين ما زالوا مصرين على عدم اخلاء الشقق تخوفا من عدم استرجاعها بعد الصيانة رغم تعهد الصندوق كتابيا بذلك، داعيا الى ضرورة التحلي بالتفهم للحفاظ على سلامة المتساكنين وحتى على المارة والسيارات في محيط هذه العمارات الايلة للسقوط.
للإشارة تولى الصندوق الوطني للتقاعد والحيطة الاجتماعية منذ سنة 1978 تشييد 25 حيا سكنيا في كافة جهات البلاد تضم 315 محلا معدا للاستغلال التجاري والاداري
و2854 شقة معدة للكراء لمنظوريه غير المالكين لعقارات سكنية. وقد تم تشييد الحي السكني “الدار البيضاء” بالرمانة المتكون من 19 عمارة سكنية على قسطين، القسط الأول خلال الفترة من 1980 الى 1982 يشمل 9 عمارات والقسط الثاني من 1983 الى 1985 ويتكون من 10 عمارات. وقد شهد قسط الاول اشغال تدعيم خلال سنتي 1985
و1986 وخلال 1998 و2003