قرر مجلس الهيئة العليا المستقلة للإتصال السمعي والبصري (هايكا)، إيقاف برنامج “بلا قناع” الذي تبثه القناة التلفزية الخاصة “آم تونيزيا”، لمدة ثلاثة أشهر، من تاريخ إصدار القرار (26 جانفي 2018) وسحب حلقات البرنامج بتاريخ 21 أفريل و5 ماي و12 ماي و30 جوان و25 أكتوبر و1 نوفمبر و22 نوفمبر و6 ديسمبر 2017، من الموقع الإلكتروني الرسمي للقناة ومن جميع صفحات التواصل الاجتماعي التابعة لها.
وأفادت الهايكا في بلاغ لها اليوم الأربعاء، بأن الحلقات المذكورة تضمنت “مشاهد صادمة لدماء وجروح عميقة تظهر على جسد شاب قام بإلحاق الأذى بنفسه وآخر قام بالإعتداء على وجهه ويده وبطنه بآلة حادة وتصوير محاولات إنتحار ومشاهد عنف من شأنها التأثير على الفئات الحساسة وخاصة منها الأطفال، دون وضع التحذيرات اللازمة، وفقا لأحكام الملحق المتعلق بحماية الأطفال وحقوقهم، من جهة، واستنطاق طفل موقوف في جريمة قتل مع الكشف عن وجهه، بما من شأنه أن يعرضه للوصم الإجتماعي، من جهة أخرى بما يشكل خرقا جسيما لمقتضيات ضوابط ممارسة حرية الإتصال السمعي والبصري المضمنة بالفصل الخامس من المرسوم عدد 116 لسنة 2011 المؤرخ في 2 نوفمبر 2011، المتعلق بحرية الإتصال السمعي والبصري وبإحداث هيئة عليا مستقلة للإتصال السمعي والبصري ومنها خاصة حماية الطفولة”.
ولاحظت الهيئة أنه تمّ إعلام الممثل القانوني للقناة بالمخالفة المنسوبة إليها، بتاريخ 22 ديسمبر 2017 ودعوته للحضور يوم 25 ديسمبر 2017 أمام مجلس الهيئة، للإطلاع على ملف المخالفة وللإدلاء بملحوظاته بخصوصها، مضيفة أنه “وحيث لم يحضر الممثل القانوني للقناة في التاريخ المحدّد له، فإن عدم حضور المخالف لا يمنع من اتخاذ الإجراء اللازم، بناء على الفصل 30 من المرسوم عدد 116 لسنة 2011”.
وبينت الهايكا في بلاغها، أن “الصحفي خرج، في الحلقات المذكورة، عن دوره إذ قام باستنطاق موقوفين والتحقيق معهم واجبارهم على ذكر تفاصيل الجرائم المنسوبة إليهم والكشف عن هوياتهم، دون احترام قواعد المهنة ومبدأ قرينة البراءة المضمون بمقتضى الدستور التونسي. كما قام باستنطاق طفل موقوف في جريمة قتل، دون احترام مبدأ قرينة البراءة، بما يشكل مسا من مصلحته الفضلى، مع الكشف عن وجهه، بما من شأنه أن يعرضه للوصم الإجتماعي، بالحلقة التي بثت بتاريخ 1 نوفمبر 2017.