أكد الرئيس الفرنسي “ايمانويل ماكرون”، أنه لا خيار أمام فرنسا اليوم غير الوقوف إلى جانب تونس”، قائلا في هذا الصدد “لقد اخترت أن أكون إلى جانبكم وأنتم تواصلون بناء ما انطلقتم فيه منذ سبع سنوات، في تجربة ديمقراطية نموذجية لم يسبق لها مثيل رغم الهشاشة والتحديات التي تواجهونها”.
واعتبر في خطاب ألقاه اليوم الخميس أمام الجلسة العامة الممتازة لمجلس نواب الشعب المنعقدة في قصر باردو، أن “صفحة الربيع العربي لم تطوى على عكس ما يعتقده الكثيرون من أن ما تعيشه البلاد حالة غريبة وأمر شاذ، وأن تونس ماضية في تحقيق أهدافها من خلال كل ما قام به شعبها وقادتها من عمل متميز بتبني دستور جديد وبالحصول على جائزة نوبل للسلام”.
وذكر في هذا الصدد بأن “هذا البلد الصغير كان سباقا في القضاء على العبودية قبل فرنسا بسنتين واستمراره في الدفاع عن قيم حقوق الإنسان بإقرار حرية الضمير وإحلال المساواة بين الرجل والمرأة وإرساء مقومات الدولة المدنية”، مثمنا المبادرة التي قام بها رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي في علاقة بالمساواة في الزواج والميراث (اوت 2017).
وجدد الرئيس الفرنسي التأكيد على التزام بلاده بدعم تونس أمام التحديات التي تنتظرها اليوم، لتحقيق النجاح الكامل اقتصاديا واجتماعيا والاستجابة لانتظارات الشعب التونسي لما هو أفضل، وبين أن “الانتخابات البلدية القادمة من شأنها تغذية العلاقة بين الحكومة والشعب التونسيين، كما ان الجهود المبذولة لمكافحة الفساد ستساهم في إحلال الديمقراطية واستعادة الثقة بين الجانبين”.
ودعا ماكرون، الحكومة التونسية إلى تحمل مسؤولياتها الجسيمة في مواصلة البناء والحفاظ على المثال الديمقراطي الحي، قائلا أن “العالم العربي ودول المتوسط ينظر الى تونس وعليها ان تنجح ، ونحن في فرنسا واعون بحجم الصعوبات التي تواجهها البلاد سواء بسبب الأزمات في دول الجوار أو المشاكل الداخلية في علاقة بالوضع الأمني ومكافحة الإرهاب وتشغيل الشباب وغلاء السعار”.
وقال أن فرنسا سوف تبذل قصارى جهدها لمساعدة تونس ك”شقيق أو شقيقة”، أمام عمق التاريخ والروابط المشتركة بين البلدين، وفي كل معاركها ضد العودة إلى التاريخ المظلم، وذلك من خلال الجهود المشتركة لمكافحة الإرهاب وتعزيز تبادل المعلومات في المجال وطرق التعاطي مع العائدين من ساحات القتال.