خمس سنوات على اغتيال الشهيد شكري بلعيد عاد المشهد كما كان عليه” و” لوبيات تتحكم في الانتدابات رشاوي وصفقات في شركة الفسفاط” و”في يوم تقديم برنامج الامان الاجتماعي مخاوف من استعمال قاعدة بيانات العائلات الفقيرة في الحملات الانتخابية” و” الامراض المهنية الموت البطىء” مثلت ابرز عناوين في الصحف التونسية الصادرة اليوم الثلاثاء 6 فيفري 2018 .
وجاء في افتتاحية جريدة ” المغرب” بعنوان ” اغتيال شكري بلعيد الحدث المنعرج” ان دم الشهيد لا يستحق الا الحقيقية ولا شىء غيرها ولكن عدم بذل الجهد لكشفها يضع بدوره اسئلة كثيرة حول هذا الخوف، مشيرة الى ان تونس تحيى اليوم فقط ذكرى استشهاد قائد سياسي من طينة خاصة بلاغة وحضور بديهة وقدرة حجاجية وتذوق للفن وللشعر وشهيد لم يعد ملكا خاصا لاسرته او لحزبه و لرفاقه بل اضحى ىشكري بلعيد ملكا يشترك فيه التونسيين ويرون اليوم في اقواله وحواراته التلفزية والاذاعية بصرا وبصيرة لما سيحدث .
واضافت ،ان تونس تحيى هذه الذكرى الخامسة لرحيل الشهيد وكل ما في البلاد اليوم في علاقة بدمائه الزكية ولكن عدم كشف حقيقة الاغتيالات السياسية وكل الحقيقة يجعل الجميع يخشى على تلفها وضياعها في متاهات السياسة مبينة ان الحقيقة وحدها تؤسس للمصالحة .
وفي موضوع اخر تحدثت ذات الصحيفة عن اقتراب تاريخ انطلاق المفاوضات الاجتماعية لسنة 2018 بجانبيها المالي والترتيبي بالتوزاي مع التفاوض بخصوص الزيادة في الاجور ،مشيرة الى ان هدف الاتحاد خلال المفاوضات الاجتماعية اساسا ادخال تغييرات جوهرية على التشريعات الشغلية الدنيا المتمثلة اساسا في الاتفاقيات المشتركة القطاعية واتفاقيات المؤسسات المفترض الدخول بخصوصها في مفاوضات مع اتحاد الاعراف في موفى مارس وفق ما نص عليه البند السابع من اتفاق 10 مارس 2017 الممضي بين رئيسة اتحاد الصناعة السابقة وداد بوشماوي وامين عام اتحاد الشغل نورالدين الطبوبي .
وخصصت جريدة “الشروق” ورقة كاملة للحديث عن ملفات الفساد واللوبيات التي ترتع في شركة فسفاط قفصة وكثر الحديث عنها على السنة رموز السياسة بالجهة كما كان ولا يزال محور اهتمام لدى عدد من نشطاء المجتمع المدني المهتمين بالمجال التنموي الجهوي وبانشطة الشركة .
واكد، النائب عدنان الحاجين ان الفساد مستشر في الشركات المتفرعة عن شركة فسفاط قفصة ،مشيرا الى ان المناظرة لانتداب 1700 عون تنفيذ تعلقت بها شبهات فساد كبيرة .وتساءل في سياق متصل عن سبب صمت الجهات الحكومية على هذا الموضوع وانتهى الى الاشارة الى ان هناك حديث عن رشاوي بمئات الملايين تعلقت بالمناظرة وقد تكون استفادت منها جهات نافذة في السلطة .
واضافت، الصحفية ،في سياق متصل ، ان عديد النقابيين والعاملين في قطاع الفسفاط رفضوا التحدث في هذا الموضوع الذي مازال يمثل محور اهتمام شرائح مجتمعية واسعة بولاية قفصة عموما وبمنطقة الحوض المنجمي خصوصا وبعضهم اكتفى ببعض المعلومات في ما يتعلق خاصة بالانتدابات التي اصبحت تثقل كاهل الشركة من ذلك ان مواقع عمل تتطلب 5 او6 اعوان تجد بها اكثر من 20 عونا وفي اغلبهم لا اختصاص لهم بالاضافة الى السرقات المتواصلة لتجهيزات الشركة من مخازنها وسرقة كميات هامة من المحروقات والحديد والمطاط دون رقابة او ردع .
وتطرقت جريدة “الصباح” في مقال الى تحذير الخبير في العلوم الاجتماعية ورئيس الشبكة التونسية للاقتصاد الاجتماعي والتضامني بلعيد اولاد عبد الله من استعمال قاعدة بيانات العائلات الفقيرة في الحملات الانتخابية وذلك خلال يوم دراسي انتظم لتقديم مضامين برنامج الامان الاجتماعي .
واكد في، السياق ذاته ،على ضرورة تامينها وتوضيح اسس الاستعمال المعلوماتي لسجل الفقراء ومحدودي الدخل ،مبينا ان هذا المشروع يجب ان يوضح هل سيقع اعتبار المعطلين عن العمل من المشمولين ببرنامج الامان الاجتماعي .
واعتبر، ان مشروع القانون فيه هنات اولها ان مظلة الامان الاجتماعي تم حصرها في الفئات الفقيرة والفئات محدودة الدخل وكان يجب توسيعها لتشمل جميع التونسيين لان كل الفئات عرضة لان تكون مهددة سواء بفقدان الشغل او المسكن، ملاحظا ان معالجة الفقر حسب ما جاء في المشروع ليست فيها ابداع اجتماعي فهي ترتكز على الاعانات المالية والخدمات الصحية وكان الاجدر ان تكون هذه المساعدات والخدمات الفرع_ لا الاصل اما الاصل فهو الادماج الاقتصادي والاجتماعي لهذه الفئات حتى تتمكن من التعويل على نفسها لتحل محلها عائلات اخرى .
واهتمت الصحيفة ذاتها في مقال بعنوان ” الامراض المهنية الموت البطىء ” بحوادث الشغل القاتلة في مكان العمل حيث تفيد الارقام الرسمية ان سقوط الاشخاص والتعرض لصعقة التيار الكهربائي والنوبة القلبية في مكان العمل والغرق اثناء هبوب العواصف يتسبب في 67 بالمائة من عدد حوادث الشغل القاتلة .
واضافت، انه بالرغم من الانخفاض الملحوظ في عدد حوادث الشغل في قطاع البناء والاشغال العامة خلال 2016 مقارنة بسنة 2015 فان هذا القطاع يحتل المرتبة الاولى من حيث عدد حوادث الشغل القاتلة مقارنة بباقي القطاعات حيث يمثل ثلث حوادث الشغل القاتلة في مكان العمل.
واشار الناطق الرسمي باسم الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي صالح حميدات الى ان نسبة حوادث الشغل التي تحصل في مكان العمل قد فاقت خلال كامل الفترة من 2010 الى 2017 اكثر من 90 بالمائة فيما تراوحت نسبة الحوادث التي تحصل على الطريق بين 5 و6 بالمائة .
ووفق احصائيات “الكنام” فان حوادث الشغل القاتلة انخفضت من 2017 سنة 2010 الى 90 سنة 2017 اي بنسبة تراجع فاقت 60 بالمائة مع الاشارة الى ان نسبة حوادث الشغل القاتلة التي تحصل في مكان العمل فاقت خلال نفس الفترة 70 بالمائة فيما تراجعت نسبة الحوادث القاتلة التي تحصل على الطريق من 28 بالمائة الى 18 بالمائة .