نفذ أهالي معتمدية تالة في ولاية القصرين، اليوم الإربعاء، بدعوة من الإتحاد الجهوي للشغل بالقصرين ومكونات المجتمع المدني والنقابي والسياسي بتالة، اضرابا عاما بيوم، شلت على اثره الحركة وأغلقت بموجبه كافة المؤسسات العمومية والخاصة والمدارس الإبتدائية والمعاهد الإعدادية والثانوية والمحلات التجارية باستثناء الصيدليات والمستشفى المحلي.
ويأتي الاضراب العام حدادا على روحي التلميذتين اللتين قضتا ظهر امس الثلاثاء في الحريق الذي نشب مساء الاثنين بمبيت الفتيات باعدادية 25 جويلية في تالة، واستجابة لحالة الاحتقان لدى الاولياء والتلاميذ وأهالي تالة، واحتجاجا على الأوضاع الكارثية للمبيتات المدرسية والمؤسسات التربوية بالمنطقة، وعلى تدهور وضعها التنموي، وفق الكاتب العام للاتحاد المحلي للشغل بتالة محمد العربي الحاجي .
وذكر الحاجي، في تصريح لمراسلة (وات) أن “نسبة نجاح الإضراب ناهزت 100 بالمائة، وقد دعمته كافة اطياف المجتمع المدني والأهالي والتلاميذ والإطارات التربوية والإدارية بتالة وبعدد من المعتمديات المجاورة للمطالبة بالالتفات الى هذه المنطقة المنسية، وضمان العيش الكريم لابنائها، والنظر في التقسيم الاداري لمعتمدية تالة وفي مطلب متساكنيها الملح المتعلق بتحويلها الى ولاية لتسريع وتيرة التنمية بها”.
وانظمت على هامش الإضراب مسيرة سلمية حاشدة انطلقت من أمام مقر الاتحاد المحلي للشغل بتالة جابت الشوارع الرئيسية للمدينة، وتوجهت الى إعدادية 25 جويلية أين انتظمت وقفة رمزية ترحما على روحي التلميذتين وحدادا على وفاتهما، رفع خلالها المحتجون شعارات تطالب الحكومة بفتح تحقيق جدي للكشف عن الأسباب الحقيقية لاندلاع هذا الحريق، وتحديد المسؤوليات ومعاقبة كل طرف مخل، فضلا عن المطالبة بنصيب تالة من التنمية.
يشار إلى أنه تم صباح اليوم تشييع جثماني التلميذتين الى مثواهما الأخير بمسقط رأسيهما بمنطقة “البرك” من عمادة زلفان في معتمدية “العيون”، ومنطقة “بولحناش” من معتمدية تالة، وسط حضور حشد من الإطارات الجهوية والمحلية ومن ممثلي المجتمع واهالي الجهة.