بعد عام من التوتر بين كوريا الجنوبية وجارتها الشمالية، بسبب تجارب بيونغ يانغ النووية ، تتحد الكوريتان تحت علم واحد ، استعدادا لدورة الألعاب الأولمبية الشتوية لعام 2018 التي ستنطلق غدا الجمعة في مدينة/ بيونغ تشانغ/ بكوريا الجنوبية وحتى يوم 25 فيفري الحالي .
وعلى الرغم من أن هذه المرة ليست الأولى ، التي تسير فيها فرق الكوريتين معا بشكل مشترك أثناء الفعاليات الرياضية الدولية منذ اندلاع الحرب بين الجارتين عام 1950 ،إلا أنها المرة الأولى التي سيكون فيها لدى الدولتين فريق رياضي واحد.
فقد استخدم العلم الكوري الموحد لأول مرة في عام 1991 عندما تنافس البلدان باعتبارها واحدة في بطولة العالم رقم 41 لتنس الطاولة التي أقيمت باليابان ، وأيضا في بطولة العالم للشباب لكرة القدم الثامنة التي أقيمت في لشبونة بنفس العام، وكذلك دورة الألعاب الأولمبية الصيفية لعامي 2000 و 2004 ودورة الألعاب الأولمبية الشتوية لعام 2006 في تورينو، فضلا عن دورة الألعاب الآسيوية لعامي 2002 و 2006.
وهذا العام يشترك البلدان بفريق أولمبي واحد لرياضة الهوكي للسيدات، كما أرسلت كوريا الشمالية فريقاً من المشجعين يضم 230 مشاركاً مرافقاً لفريق كبير من الموسيقيين مؤلف من 140 عازفاً وفريق من الرياضيين يضم ثلاثين لاعباً لرياضة التايكواندو.
ومن المقرر أن يخوض الفريق النسائي الكوري الموحد أول مباراة ضد سويسرا يوم 10 فيفري في مركز كواندونغ للهوكي في كانغ رونغ ، شرق بيونغ شانغ ، بعد يوم واحد من حفل الافتتاح، كما تجري الآن التحضيرات لتسير الفرق الرياضية للكوريتين معا بشكل مشترك خلال الافتتاح معا خلف راية كوريا الموحدة ، فيما اختارت وزارة الرياضة في سول ، لاعب الزلاجة الجماعية وو يون جونغ ليكون حامل الراية عن كوريا الجنوبية.
وتشارك الكوريتان في بطولة بيونغ تشانغ بأكبر عدد من بعثاتها الرياضية بالأولمبياد الشتوية على الإطلاق حيث يشارك بالفعالية 219 رياضيا ومسؤولا من كوريا الجنوبية، فيما تشارك كوريا الشمالية بـ 46 رياضيا ومسؤولا .
وقد جدد الرئيس الكوري مون جيه تأكيده على نجاح بلاده في استضافة دورة ألعاب بيونغ تشانغ الأولمبية والبارالمبية الشتوية 2018، لافتا أنها ستكون بمثابة البداية لبناء العملية السلمية في إقليم آسيا.
وعبر خلال مشاركته في الدورة الـ132 لاجتماع اللجنة الأولمبية الدولية الذي يعقد بحكم العادة قبيل انطلاق دورة الألعاب الشتوية الأولمبية بأيام عن امتنانه للجنة الأولمبية وأعضائها لقبول قرار بيونغ يانغ للمشاركة في البطولة والذي جاء متأخرا.
ولفت مون إلى أن مشاركة كوريا الشمالية لوحدها كفيلة بحمل رسالة واضحة للعالم بدور الأنشطة الرياضية في التقريب بين الدول وتسوية قضاياها وخلافاتها السياسية والأيديولوجية.. مشيرا إلى أن نجاح استضافة بيونغ تشانغ يعد بمثابة البداية لبناء العملية السلمية في شمال شرق آسيا، حيث أن اليابان والصين تتحضران لاستضافة البطولتين الصيفية والشتوية المقبلتين على التوالي.
وقد انتهت مدينة بيونغ تشانع التي تبعد نحو 180 كلم شرق سول في إقليم كوانغ وون ، من اللمسات الأخيرة لمواقع التزحلق وقرى الرياضيين المشاركين في الدورة ، باعتباره الحدث الرياضي الأبرز للكوريين الجنوبيين هذا العام بعد دورة الألعاب الأولمبية الصيفية لعام 1988 وكأس العالم لكرة القدم في العام 2002.