حقق مشروع استصلاح التربة بواحات دوز القديمة باستعمال مخلفات النخيل، الذي تنجزه جمعية نخلة بالتعاون مع المعهد الفرنسي بتونس منذ شهر نوفمبر 2016 وعلى امتداد سنة ونصف، نتائج ايجابية جعلت الجمعية تسعى الى توسيعه ليشمل باقي واحات الجهة، وفق ما اكده رئيس الجمعية احمد عبد الدايم لمراسل (وات) بالجهة.
وبين عبد الدايم ان “الهدف الرئيسي من تجديد التربة بهذه الطريقة، هو الحد من التلوث بالمقاسم الفلاحية وحماية المنظومة الواحية من الامراض، الى جانب تحقيق التنوع البيولوجي في الزراعات الواحية وضمان التنمية المستدامة”.
واضاف المصدر ذاته ان “انطلاقة المشروع كانت موجهة بالاساس ل30 فلاحا من منطقة دوز، الا ان الاقبال الكبير والتفاعل الذي وجده القائمون عليه من اهالي الجهة، مكن من توسيع دائرة الاستفادة لتشمل قرابة 120 منتفعا منهم 60 امراة تلقوا تكوينا في مجال تثمين مخلفات التمور وتحويلها الى مكونات غذائية على غرار رب التمر او القهوة من نواة التمور”.
وذكر انه ” تمت تجربة انجاز بعض الانواع من المخللات باستعمال بلح النخيل، الى جانب انتفاع عدد كبير من الفلاحين من طريقة تجديد تربة المقاسم الفلاحية وتسميدها بالاسمدة العضوية المستخرجة من مخلفات عمليات جني التمور (مخلفات العراجين) والجريد المتيبس الذي يتم قصه اثناء موسم حماية الصابة، وذلك عبر رحي هذه المكونات والتدخل عليها لانتاج المستسمد العضوي الطبيعي المعروف بالكومبوست”.
وبين ان “التقييم الذي تم انجازه بالتعاون مع الفلاحين المنتفعين بهذا المشروع مكن من الوقوف على العديد من الايجابيات التي تتطلب مزيدا من الدعم والتى من اهمها نظافة الواحة وحمايتها من الامراض المتاتية من تراكم مخلفات النخيل، فضلا عن تنويع الزراعات عبر انتاج الخضر والغلال والتوجه نحو الزراعة الطبقية اي استغلال الطبقات الثلاث للفلاحة من انتاج التمور في النخيل وانتاج الغلال من الاشجار المثمر وانتاج الخضر المزروعة في اديم الارض”.
واشار الى “ما حققه المشروع من عمليات تاطير واحاطة بالفلاحين خاصة في الحملات التحسيسية الموجهة للفلاحين من اجل حثهم على التوجه نحو عملية تجديد التربة وتنظيف المقاسم الفلاحية عبر التخلص من مخلفات عمليتي الجني وحماية الصابة من خلال رحيها واستعمالها كمستسمد طبيعي لا يتطلب اعتمادات مادية كبيرة من الفلاح لانتاجه خلافا للاسمدة الكيماوية مرتفعة التكلفة وذات الاضرار الجانبية”.
واعتبر ان “هذه النتائج لا تخفي بعض النقائص التي سيتم العمل على تفاديها، حيث سيقع العمل على اقناع السفارة الفرنسية بتمديد المشروع وتوسعته ليشمل باقي الواحات وذلك من اجل تفادي تشتت ملكية وصغر حجم المستغلات الفلاحية وخاصة بالواحات القديمة الامر الذي يحد من مجال الانتفاع بالتجربة في انتاج المستسمد فضلا على ضرورة احداث مشاتل محلية ولو صغرى تمكن من ايجاد نباتات قادرة على التاقلم مع المناخ القاسي للجهة ومقاومة الظروف الطبيعية لضمان تحقيق منتوج جيد للاشجار المثمرة التي يتم غراستها”.