أدانت النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين، الإعتداء الذي استهدف أمس الأربعاء، صحفيّا بإذاعة “الديوان أف أم”، من قبل عدد من أعوان الأمن بجهة صفاقس، معتبرة هذا الإعتداء “مواصلة للخيار الأمني الذي ينتهجه أعوان وزارة الداخلية مع الصحفيين، في ظل صمت الوزارة وإفلات المعتدين من العقاب”.
وحمّلت النقابة في بيان لها اليوم الخميس، وزير الداخلية، “المسؤولية الكاملة عمّا حصل” ودعته إلى “التحرك العاجل وإيقاف نزيف مثل هذه الإعتداءات والتحقيق فيها، باعتبارها اعتداءات على حرية الصحافة وعلى الحرمة الجسديّة والنفسيّة للصحفيين”، ملاحظة أن “أيّ تأخير في ذلك يعدّ تبنّيا للخيار الأمني وموقفا سياسيا واضحا لتكميم الأفواه وقمع حرية الصحافة”.
وبعد أن أكدت رفضها القطعي لهذا الإعتداء، ذكرت نقابة الصحفيين، بأنّ “ستّة أعوان أمن بالزي الرسمي، تعمّدوا الإعتداء بالعنف المادي واللفظي على الصحفي بإذاعة “الديوان أف أم”، إلياس بن صالح، خلال تغطيته لأعمال العنف التي مارسها أمنيون على مشجعي جمعيتي ساقية الزيت ونادي طبلبة، خلال مقابلة كرة اليد بالقاعة المغطاة بمنطقة ساقية الزيت من ولاية صفاقس.
وأضافت أنّ “عون أمن افتكّ هاتف الصحفي وأجبره على مده بكلمة العبور ليقوم بفسخ المحتوى الإعلامي بهاتفه الخاص وأنه تم تهديده لعدم النشر حول الموضوع، مع استعمال حركة لا أخلاقية”، حسب ما جاء في البيان ذاته.
وفي تصريحه لوحدة الرصد بمركز السلامة المدنية التابعة لنقابة الصحفيين، أفاد الصحفي بأنه “جدّ خلال المقابلة، تشنّج بين مسؤولي الجمعيتين والحكم الرئيسي للمقابلة، تدخّل على إثره أعوان الأمن لإخراج الحكام واستعملوا العنف الشديد ضد الجمهور المتواجد بالمكان”. وبيّن أنّه فور تفطّن أحد أعوان الأمن لتصويره الإعتداء العنيف الذي مارسه زملاؤه، توجه نحوه وعمد إلى افتكاك آلة التصوير، رغم الإستظهار ببطاقة صحفي رياضي وقام بسحبه من قميصه مع سبّه وشتمه”، وفق الرواية الواردة في بيان النقابة.
وقال الصحفي إلياس بن صالح إنّه “بعد هدوء الوضع، طلب من العون أن يعيد له هاتفه، فطوّقه ستة أعوان وعمدوا إلى سبّه وشتمه، مع إجباره من قبل أحدهم على مدّه بكلمة عبور هاتفه تحت التهديد وتولّى فسخ المحتوى الإعلامي الذي قام بتصويره”، موضّحا أنه تم كذلك “الإعتداء عليه بالعنف عند محاولته العودة للتصوير مع اللاعبين الذين أصيب أحدهم أثناء التدخل الأمني العنيف وتجرّأ أحد الأمنيين على إتيان حركة لا أخلاقية ضده”، وذلك حسب رواية الصحفي والتي جاءت في نص بيان النقابة.