“2017 اقتصاديا .. سنة أخرى للنسيان” و”الانتخابات البلدية … تحديات ورهانات” و”التلاميذ ضحاياهم .. ظلاميون برتبة مربين” و”دقت ساعة الامتحان الصعب” و”ما بعد الاستقالة ومنح الثقة”، مثلت أبرز عناوين الصحف الصادرة اليوم الجمعة.
أشارت جريدة (المغرب) في افتتاحيتها اليوم، الى أنه بعد أزمة القائمات السوداء وبعد تراجيديا اقالة/استقالة محافظ البنك المركزي والمصادقة على تعويضه بمحافظ جديد تنزل يوم أمس أهم المؤشرات الاقتصادية للثلاثي الرابع لسنة 2017 اذ لم يتطور فيه الناتج الداخلي الاجمالي الا ب2 بالمائة يعطينا معدلا سنويا ب9ر1 بالمائة وهو أقل بكثير من التوقعات الاولية في بداية السنة الفارطة وحتى من التوقعات المحينة في قانون المالية التكميلي في ديسمبر الماضي حيث نزلنا التوقعات من 5ر2 بالمائة الى 2ر2 بالمائة ولكن حتى النتيجة النهائية كانت دون العتبة الرمزية ل2 بالمائة مشيرة الى أن ما نتج مباشرة عن كل هذا هو ارتفاع نسبي للبطالة من 3ر15 بالمائة الى 5ر154 بالمائة.
واعتبرت أن الاساسي في كل هذه الارقام هو أننا لم نتمكن من جعل سنة 2017 سنة بداية الاقلاع الاقتصادي فهي رغم التحسن الطفيف مقارنة بسابقتها التي لم تحقق الا 1 بالمائة كنسبة نمو فقد أبقت البلاد في منطقة النمو الضعيف والهش حيث لم نتجاوز خلال هذه الثلاثية الاخيرة سوى 3ر1 بالمائة كمتوسط سنوي لنمو ناتجنا الخام مبرزة أن هذه الفترة تعتبر من أضعف فترات النمو التونسي منذ استقلال البلاد.
ورأت (الشروق) في افتتاحيتها اليوم، أن الاستحقاق الانتخابي المنتظر هو “بروفة” للتنافس الديمقراطي الذي يحتكم بالاساس الى صندوق الاقتراع ويمثل تحديا أساسيا بالنسبة لكل الكيانات الحزبية لكنه يطرح في الوقت نفسه تحديات صعبة ومعقدة ومتعددة على البلاد في ظل مناخ سياسي صعب وحساس وفي ظل تراجع ثقافة التحاور والنقاش مما ولد مخاوف واضحة من تصويت عقابي قد يغير من قواعد اللعبة السياسية وربما يمهد للانتخابات النيابية التي يليها.
وأبرزت أن ما هو واضح الى حد الان أن الاحزاب السياسية في البلاد مازالت تفتقد في جوانب كثيرة الى النضج السياسي والمسؤولية السياسية والاخلاقية التي تفترض النأي عن كل تجاذب والتفرغ للقيام بدورها لمساندة البلاد ومساعدتها على مواجهة كل المخاطر المحدقة بها والانخراط في عملية بناء حقيقية تفرض التغلغل في تفاصيل الحاجات اليومية وأن تختار مرشحيها بناء على ما يمكن أن يقدموه من برامج وتصورات تمس المواطن في قوته ومشاغله ومشاكله اليومية لا على انتمائه السياسي ولائه الحزبي، وفق ما ورد بالصحيفة.
واعتبرت (الصحافة) أن الامتحان الاصعب في في ما يتعلق بالانتخابات البلدية التي تقرر انجازها يوم 6 ماي القادم هو اقناع الناس بالتصويت وحملهم على الذهاب والتصويت لمن سيمثلهم ويقوم على مصالحهم ويهتم لشؤونهم في منطقتهم ومن يرون فيه الكفاءة والقدرة على خدمة الدائرة وتقديم الاضافة في مجالات التدخل البلدي والعمل الميداني لصالح تنمية المنطقة والنهوض بالخدمات مبينة أنها مهمة لا تقل خطورة عن مهمة انجاز القائمات الانتخابية أو وضع البرامج وتعليق اللافتات وعقد الاجتماعات فاقتناع المواطن باختيار مسؤولية المحليين هو الضامن الوحيد لنجاح العملية الانتخابية البلدية برمتها وهو أيضا الامتحان الصعب والحقيقي والعسير في استرجاع ثقة المواطن في الطبقة السياسية وفي الخطاب السياسي وفي التوجه العام للدولة وفي العملية السياسية بكل جوانبها.
واهتمت (الصباح) باستقالة محافظ البنك المركزي، الشاذلي العياري، مبرزة أنه ليس بذهاب المحافظ وتغييره فقط ستشرق شمس الرخاء والنمو على البلاد بل لا بد من تغيير السياسات المتبعة وأولها سياسات الحكومة ولا بد من فتح الملفات بصورة جدية وليس مواجهة الازمات بسياسة “التوافقات” التي أعطت أكلها سياسيا لكنها لم ولن تجدي اقتصاديا مؤكدة على ضرورة وضع كل المشاكل الاقتصادية الهيكلية على الطاولة وطرحها لابكل شفافية ومعالجتها بكل جدية بعيدا عن مبدا “التوافق” الذي يؤجل المشكل ويحيله على الايام القادمة أو لمن سيتولى المسؤولية ستقبلا وهكذا دواليك ليبقى الملف كما هو بل يزداد تعقيدا.
وأضافت أنه بعد الاعلان الرسمي عن شخصية محافظ البنك المركزي قان المطلوب أن تكون له الكفاءة العالية والفهم الجيد للتحديات النقدية والاقتصادية والاستقلالية والجرأة في اتخاذ القرار واستشراف الازمات الممكنة والقدرة على التصدي لها وأن يبعث الثقة في مختلف المتعاملين والفاعلين الاقتصاديين مثلما كان حال شخصية محافظ البنك المركزي الاوروبي الفرنسي جون كلود تريشي الذي تمكن من احتواء الازمة التي عصفت باوروبا سنة 2008 بمهنية عالية أصبحت اليوم تدرس في جامعات الاقتصاد والمالية، حسب ما جاء بالصحيفة.