“في انتظار قمة على مستوى رؤساء .. الاتحاد المغاربي يسترجع أنفاسه؟” و”ثلاثة أيام قبل غلق باب الترشحات .. الانتخابات البلدية تكشف المستور..” و”فرز جديد في الافق” و”المعارك الاعلامية … خطوة نحو الهدم”، مثلت أبرز العناوين التي تصدرت الصفحات الاولى للجرائد التونسية الصادرة اليوم الثلاثاء.
سلطت جريدة (الصحافة) في مقال بصفحتها الثالثة، الضوء على استقبال رئيس الجمهورية يوم أمس للامين العام لاتحاد المغرب العربي، الطيب البكوش، وذلك في اطار البحث عن الصرح المغاربي واعادة الانطلاق واسترجاع زمام المبادرة معتبرة أن دور تونس خصوصا بعد انتخابات 2014 قد بدأ يتجه الى لملمة الصف العربي والمغاربي نحو اعادة الاعتبار للدولة الوطنية ذات الكيان السيادي بعد فترة سوداء كالحة تذررت فيها الصفوف نتيجة مؤامرة مكشوفة لتوطين جماعات الاسلام السياسي في مفاصل الحكم.
وأضافت أنه اذا عبثت تلك الفترة بضمائرنا لوقت فانها لن تستطيع ذلك لكل الوقت لان فواعلها قد انكشفوا وتخبطوا في هوة الفشل والاخفاق متسائلة عن مدى امكانية القول بأن استرداد أنفاس الصرح المغاربي هي القمة المرتقبة على الرؤساء.
ولاحظت (المغرب) في افتتاحيتها اليوم، أن لدى كل الاحزاب ميل شبه فطري للظهور الاعلامي وللخطاب السياسي على حساب العمل الميداني وتأطير المواطنين ولهذا تراها لا ترغب كثيرا في انتخابات القرب لانها لا تملك مقوماتها ولا وجود يذكر لها بين المواطنين في قراهم ومدنهم وهي لم ترد أو لم تستطع اصلاح هذا الخلل على امتداد هذه السنوات الاخيرة فكان لبعضها حضور اعلامي أو سياسي لافتان ولكنها لم تعط لنفسها امكانيات الوجود الفعلي على الميدان معتبرة أن بناء المنظومة الحزبية ليس فقط من مسؤولية الاحزاب أو المواطنين بل هو كذلك سياسة عمومية عبر التمويل العمومي وشفافية التسيير حتى لا تكون الاحزاب حكرا على وجاهات المال والنفوذ.
وأبرزت أن هذه الايام الخمسة الاولى بينت هشاشات منظومتنا الحزبية وأننا مازلنا نفتقد لوجود خمسة أو ستة أحزاب قوية وقادرة على تأطير المواطنين ووازنة فوق الميدان ولها رؤية وأفكار للبلاد على أساسها تتقدم للانتخابات أو تتحالف أو تتصارع، حسب ما جاء بالصحيفة.
واعتبرت، ذات الصحيفة، في ورقة أخرى، أن المعطيات المتعلقة بالقائمات وطبيعتها تفيد بأن كل من حركة النهضة ونداء تونس ستكونان المراهنين الاكبر على الاستحقاق البلدي فهما الى غاية يوم أمس من أثبت جدية استعداداته للاستحقاق الانتخابي فيما تتعثر خطوات بقية الاحزاب أو تتباطأ في تقديم ترشحاتها اما لصعوبات تواجهها أو لخيار الاستفادة من الوقت لاستكمال بقية الاجراءات والشروط على غرار التيار الديمقراطي الذي أكد زعيمه انهم انطلقوا في تقديم قائماتهم الانتخابية في عدد من الدوائر دون تحديد رقم مع الاشارة الى أن الهدف هو بلوغ 100 قائمة تمثل الحزب.
وأضافت أن الامر ذاته يتكرر مع حراك تونس الارادة الذي استمر ممثلوه في تقديم قائمات انتخابية باسمه دون حصر رقمها أو تحديد سقف رهانهم على عكس حركة الشعب المنتظر أن تنطلق اليوم في تقديم قائمات تمثلها في الاستحقاق الانتخابي.
وفي سياق متصل، رأت جريدة (الشروق) في مقال بصفحتها الخامسة، أن المسار الانتخابي البلدي في مرحلته الاولى أي مرحلة تقديم الترشحات التي تنتهي الخميس القادم سيعكس جاهزية الاحزاب وقدرتها على تقديم عدد محترم من القائمات وقدرتها أيضا على استقطاب الكفاءات التي باستطاعتها اقناع الناخبين وتقديم الاضافة الى العمل البلدي مبرزة أنه رهان حاسم ان لم يكن مصيريا سيسمح باسقاط عديد البالونات الحزبية والائتلافية التي نفخ فيها أصحابها على مدار الاشهر الفارطة وستحاجج خطابات اعتادت الصخب الاعلامي والبحث عن الاضواء وستكسف حقيقة الشعارات التي تم ترديدها من قبل الكثيرين تجاه خصومهم ومنافسيهم.
وأثارت جريدة (الصباح) في افتتاحيتها اليوم، استفهاما جوهريا حول الشئ الذي يمكن أن تضيفه المعارك الاعلامية الجانبية للمشهد الاعلامي العليل بالاساس غير مزيد من التطاحن واهدار لكرامة الاعلامي أو للمؤسسات أو المنظمات التي ينتمي اليها وأيضا غير المزيد من اتساع رقعة عدم الثقة بين الاعلام والمتلقي مؤكدة أن أهم المعارك التي يجب أن نقودها اليوم من أجل اعلاء راية الاعلام النزيه والشفاف والمحايد هو أن نترفع عن المزايدات وأن تكون الجهود موجهة أساسا لما ينفع الناس وهي رسالة الاعلام الاولى التي يبدو أن البعض نسيها وركب موجة ثقافة الاثارة أو ما يعرف ب”البوز”، وفق تقدير الصحيفة.