“تونس بين احتجاجات الجهات والقطاعات .. أزمة امكانيات أم أزمة تصورات؟” و”ارفعوا الحظر عن مستقبل تونس” و”الازمة النقدية والمالية في تونس .. ماذا بعد تغيير محافظ البنك المركزي؟” و”في سباق العشرة أمتار الاخيرة .. النهضة باقية وتتمدد .. النداء يحسم اليوم .. الجبهة والائتلاف قادمان على مهل”، مثلت أبرز العناوين التي تصدرت الصفحات الاولى للجرائد التونسية الصادرة اليوم الاربعاء.
سلطت جريدة (المغرب) في افتتاحيتها اليوم، الضوء على الاحتجاجات المتعددة الاطراف والمتنوعة المطالب والتي اشتغلت كل الحكومات المتعاقبة على الاستجابة لبعض المطالب منها وبتأجيل الاخر مبرزة أن المهم لا يكمن في البرامج والطرق البيداغوجية بل ببلوغ مكتسبات التلاميذ منذ السنة التحضيرية مستوى التألق الواسع حيث نبدأ البناء ونعيد تأسيس المدرسة التونسية من تكوين المكونين وتقييمهم ومن حوكمة كل المنظومة التربوية وهذا هو الاصلاح الجوهري لتونس الغد والذي سيمتد على عقود ولكننا لم نبدأ الى اليوم البداية الصحيحة لاننا لسنا متفقين على تشخيص حقيقة أزمة المدرسة التونسية، وفق تقدير الصحيفة.
وأكدت على ضرورة جعل العدل الاجتماعي سياسات عمومية خالقة للقيمة المضافة العالية أي عنصرا أساسيا في خلق الثروة لا فقط في توزيعها كالاعتماد على سياسات عمومية قائمة على تمييز ايجابي فعلي نخلق بموجبه نقاط التميز المدرسي والعلمي والاقتصادي والثقافي في كل منالطق الجمهورية معتبرة أن أزمة تونس اليوم ليست بالاساس في قلة ذات اليد بل في فقدان حلم جماعي نؤسس فيه جميعا لديمقراطية مستقرة ذات رفاهية عالية وقودها الاساسي العمل والتألق.
واعتبرت (الصباح) في ورقة خاصة، أن تونس تقف ازاء نخبة لا تزال تصر على مصادرة الحاضر وابقاء “الحظر” قائما على المستقبل وتبديد الامال والطموح في النفوس مشيرة الى أن هذا “الحظر” الذي تتعسف في ممارسته النخب السياسية يبقى الاخطر لانه بكل بساطة يستنزف المجتمع من الداخل ووقعه مثل وقع الداء اذا تمكن من الجسد.
وأبرزت أن الاعتراف بالحق فضيلة ويعكس توجها نحو تصحيح المسار وهذا ما انتظره التونسيون قبل طي صفحة “الاقالة المقنعة” لمحافظ البنك المركزي الامر الذي يؤكد امتهان سياسة الهروب الى الامام بل يبدو أن سياسة النعامة باتت هواية حكومة الوحدة الوطنية كلما تعلق الامر بقضية من القضايا المعقدة وما تفترضه من مصارحة أمام الراي العام مشددة على ضرورة البدء في رفع الحظر عن حاضر البلاد ومستقبلها.
ورأت (الشروق) في افتتاحيتها اليوم أنه لا سيادة وطنية ولا حرية وطنية الا عبر صياغة قانون يتماهى مع متطلبات وشروط مؤسسة الدولة في العالم وأن الحرية في التعبير والتشخيص واعتماد منوال التنمية المناسبة ينبع من أهداف مرسومة داخلية مشيرة الى أنه لا خير في بلد ينتظر مسؤولوه وسياسيوه الرضاء من الدوائر الاجنبية ويحاولون أن يوهموا شعوبهم أنهم “يزينون” القوانين ويقدمون مؤسسة الدولة حسب المتطلبات والمواصفات الدولية.
وأضافت أن تونس اليوم تقف في مفترق صعب وعسير لكنها قادرة على تفعيل القانون الذي يملك السلطان باعتبار أن دولة القانون وحدها هي الضامن للديمقراطية وحرية التعبير منبهة من أن ما تشهده تونس اليوم من مطالبات يتجه صوب هدف واحد .. الغاء مؤسسة الدولة بعد تفكيكها، وفق ما ورد بالصحيفة.
وتطرقت، ذات الصحيفة، في مقال آخر، الى ملف السياسة النقدية والمالية في البلاد الذي مازال يثير عديد التساؤلات حول ما تخفيه الايام القادمة لتونس خاصة في ظل تواصل الصعوبات الاقتصادية والمخاوف من تأثر الوضع العام مشيرة الى أن قرار الحكومة مؤخرا تغيير محافظ البنك المركزي مباشرة اثر تصنيف تونس ضمن القائمة السوداء لدول تبييض الاموال وتمويل الارهاب وبالتزامن مع مرور البلاد بأزمة مالية واقتصادية دفع الى التساؤل ان كان ذلك كافيا لاخراج البلاد من دائرة الخطر أم أن المشكل أعمق من تعويض الشاذلي العياري بمروان العباسي على رأس البنك المركزي.
واعتبرت (الصحافة) في مقال بصفحتها الثالثة، أن الساعات القليلة القادمة ستكون بالتاكيد حاسمة لكل الاطراف التي بذلت في الايام القليلة الفارطة مجهودات جبارة لتقديم أكثر ما يمكن من قائمات واكتساب أكثر ما يمكن أيضا من فرص النجاح في ظل قانون انتخابي يجمع الكل أنه قاس الى أبعد الحدود في معايير قبول القائمات للترشح للاستحقاق البلدي المقرر ليوم السادس من ماي القادم.
وأضافت أنه اذا كانت هناك من نقطة مضيئة في هذا المشهد أو هذا الزحام الانتخابي فهي بلا شك القائمات المستقلة التي تجاوز عددها الى حدود أمس عتبة المائة وخمسين قائمة والتي يراهن كثيرون على أنها ستحتل مكانة لا بأس بها في سلم النتائج أيضا خاصة وأنها تعود بالمواطن الى منطق الستينات في بداية تكوين الدولة الوطنية واعتماد البلديات ساعتها على الوجاهة المحلية والاعيان وحتى منطق العروشية والجهوية في كثير من المناطق خصوصا الريفية التي دخلت هذا العام في سباق الانتخابات وتحولت الى رقم صعب مباشرة في تكوين هذه القائمات.