أكد رئيس الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد، شوقي الطبيب، ضرورة تفكيك منظومة الفساد، سواء كان الفساد كبيرا أو صغيرا، مبرزا تأثيره السلبي على الدولة وعلى ثقة المواطن فى مؤسساتها وعلى الاستثمار والتنمية.
وأفاد الطبيب، في تصريح لمراسلة (وات) بباجة الثلاثاء، على هامش يوم تحسيسي جهوى نظمته الهيئة بالتعاون مع اتحاد للشغل وجمعية أحرار الوطن تحت شعار “باجة تكافح الفساد، بأنه يسجل حاليا ارتكاب نيابات خصوصية لعديد التجاوزات وذلك قبل الانتخابات البلدية، مؤكدا أنه سيتم تتبع كل القرارات المخالفة للقانون عاجلا أم آجلا، وفق تعبيره.
وأبرز خلال اللقاء، الذي انعقد في مقر الاتحاد الجهوى للشغل بباجة، دور الاتحاد فى مكافحة الفساد. وتم بالمناسبة امضاء اتفاقية مع الاتحاد الجهوى بعد أن جرى فى مستهل فيفرى الحالي امضاء اتفاقية مع المنظمة الشغيلة.
وأوضح رئيس هيئة مكافحة الفساد أن اليوم التحسيسي، الأول من نوعه على الصعيد الجهوى، ستليه ورشات لتنمية قدرات النقابيين في مجال الحوكمة الرشيدة وآليات مكافحة الفساد، حتى ينخرط الاتحاد في استراتيجية مكافحة الفساد.
وأكد ضرورة تفعيل هذه الاستراتيجية، مشيرا إلى وجود نقص فى التفاعل من الطرف الحكومى خاصة في ما يتعلق بإصدار التراتيب التطبيقية وفي الدعم اللوجستي للهيئة.
وقال في هذا السياق إن ميزانية هيئة مكافحة الفساد تقدر بـ 2ر2 مليون دينار فقط، معتبرا إنها ميزانية ضئيلة بالنظر إلى المهام الموكولة إليها. ودعا إلى الاستثمار فى مكافحة الفساد، مؤكدا أن الهيئة تهدف الى توجيه نحو سبعين بالمائة من جهودها للحوكمة الرشيدة فى القطاعين العام والخاص وفي الحياة السياسية.
وبين شوقي الطبيب أن مقاومة الفساد سيكون لها أثر كبير فى ارتفاع نسب الاستثمار والتنمية، مستشهدا بارتفاع المداخيل الديوانية بسبع مرات بعد انخراط الديوانة فى جهود الاصلاح ومكافحة الفساد.
وأكد أن المعضلة الكبيرة حاليا تتمثل في غياب النصوص التطبيقية المتعلقة بحماية المبلغين، داعيا الحكومة إلى إصدارها.
من جهته قال سامي الطاهرى عضو المكتب التنفيذى للاتحاد العام التونسي للشغل، إنه لا يعتقد أنه تم القضاء على “الفساد الكبير” كما صرح بذلك رئيس الحكومة، مشيرا في هذا الخصوص إلى أن عديد “الفاسدين الكبار” لم تقع محاسبتهم بعد، معتبرا أن مكافحة الفساد منظومة حقيقية وعقد بين الشعب والحكومة وليست شعارا أو حملة دعائية، وفق تعبيره.
وأبرز أن الاتحاد انخرط في جهود مكافحة الفساد وأنه يعطي المثل في الشفافية المالية وفي التصرف وفي وضع قوانين داخلية تجعله محصنا من أي اختراق.
وأكد على دور كل نقابي فى إعطاء المثل وفي الانخراط فى منظومة مكافحة الفساد وخلق جيل جديد وعقليات محصنة من الفساد في كل الممارسات اليومية وكل الهياكل والادارات، منبها إلى أن الانخراط في مكافحة الفساد “سيعرض الاتحاد لمحاولات التشويه والإغراء والضغط، ممن يرغبون في الاستفادة من وضع الفوضى والانخرام”، بحسب تعبيره.
وتضمنت أشغال اليوم التحسيسي مداخلات حول دور النقابيين في الاتحاد العام التونسي للشغل فى مكافحة الفساد، أثثها سامي الطاهري عضو المكتب التنفيذى للاتحاد وحول تأثير الفساد على الاوضاع الاجتماعية للخبير الحقوقي عبد الجواد الحرازي، ودور الاتحاد العام التونسي للشغل فى مكافحة الفساد فى المجالين الاقتصادى والاجتماعي للاستاذ الجامعي عبد السلام النصيري.
كما قدمت جمعية أحرار الوطن مشروع سفراء النزاهة الذي تنفذه الجمعية بالشراكة مع الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد، ويهدف إلى تحسيس الناشئة بأهمية مكافحة الفساد وتعريفها بمظاهره، ويشمل خاصة تلاميذ عدد من المدارس والمعاهد بالجهة.