“القصبة 1 والكامور 2″ و”سوريا .. صفحة من المصير العربي” و”شعار فئات متعاظمة في تونس اليوم .. أنا أتغول اذن أنا موجود” و”تونس الضباب … والضبابية لمصلحة من؟”، مثلت أبرز العناوين التي تصدرت الصفحات الاولى للجرائد التونسية الصادرة اليوم الاربعاء.
اعتبرت جريدة (الصحافة) في افتتاحيتها اليوم، أن الفعالية الاحتجاجية، بقطع النظر عن رجاحة المطالب ومشروعيتها، تتحول الى قوة ضد الشعب حين تضرب موارد الدولة فالنفط الذي لا يتدفق والفسفاط الذي لا يستخرج هي في النهاية أموال ضائعة من الموارد التي تتنفس منها شرايين الاقتصاد وتوازنات المالية العمومية التي لا تنقصها الانحدارات والازمات مشيرة الى أن هذا لن يؤدي الى التنمية والتشغيل بل يمكن أن يهدد مواطن الشغل الموجودة وهذه كارثة الكوارث، وفق تقدير الصحيفة.
وأضافت أنه من “القصبة 1” الى “الكامور 2” لم نفكر في أننا سننعى أنفسنا حين ننعى هيبة الدولة لكن الاوان قد حان لطرح المسألة ووقف هذا التيار الجارف وتحميل كل الاطراف لمسؤوليتها مؤكدة على ضرورة أن تحترم الحكومة تعهداتها وأن يفرق المحتجون بين المفاوضة على الحق والتهديد بالباطل باعتباره واجبهم كمواطنين في دولة واحدة غير مجزأة تملك حق التصرف في ثرواتها لفائدة المصلحة العامة شمالا وجنوبا.
ورأت (المغرب) في افتتاحيتها، أن ما يغيب عن بعض النقابات الامنية التي نوعت وعددت في مظاهر تغولها على الدولة هو أن استضعاف الدولة والتغول عليها وعلى مرافقها السيادية من قبل من يفترض فيهم حمايتها هو رسالة مفتوحة للجميع بأن “الامن الجمهوري” شعار تسويقي لا غير وأن استباحة الدولة حق مباح للجميع وأن كل تكتل بشري بامكانه فرض الافلات من المحاسبة لكل أفراده وفي هذا يستوي الجميع فالكل يأخذ حقه بيده والكل يحمي أبناءه وفق منطق القبيلة الموغل في الزمن مبرزة أن من يعتقد أننا نشاهد أمام أعيننا شبح عودة دولة البوليس مخطئ لاننا في الواقع بصدد مشاهدة شبح أخطر من ذلك بكثير .. ضعف متفاقم للدولة وبروز عهد حكم القبائل، وفق تقدير الصحيفة.
ولاحظت (الشروق) من جانبها، أن تونس تعيش اليوم على وقع المتغيرات غير المحسوبة بكثير من الضبابية في المواقف مشيرة الى أن الاعلام يؤثث واقع التجاذبات ومشهد غياب القانون وسط حضور ملفات الفساد وملفات الخوصصة والاعلام وملفات الطاقة وملف الانتخابات البلدية الامر الذي جعل من الواضح أن تونس تساس منذ سبع سنوات بالملفات وبالمناسبات حيث تختلف الاراء والمواقف لا انطلاقا من قولة “الاختلاف رحمة” بل من زاوية السباق نحو المجهول حتى ان اقتضى الامر ارساء واقع ضبابي كالذي نعيشه اليوم.
واعتبرت أن الملف الذي يؤرق تونس يتمثل في كثرة وتنوع المتدخلين الدوليين مبرزة أن هذه الجهات مثلها مثل أغلب السياسيين التونسيين تبحث عن التموقع في المنطقة من خلال تونس وأن لا أحد من هذه الجهات بامكانه أن يعير كثيرا من الاهتمام لتونس الشعب، فاذا كان ابن البلد للطبل ضاربا فلا تلومن الاجانب اذا رقصوا على ماسي تونس بعد أن تسببوا فيها، وفق ما جاء بالصحيفة.
وتطرقت (الصباح) في عددها اليوم، الى سلسلة العمليات التي استهدفت في الايام القليلة الماضية منطقة الغوطة الشرقية وسقوط مئات القتلى بين المدنيين مشيرة الى أن الجدل أصبح متمحورا حاليا حول تنفيذ الهدنة التي أقرها مجلس الامن الدولي ومن أولت له مهمة الاشراف عليها.
واعتبرت أن الجدل في هذه المسألة، عقيم فيما المأساة الكبرى بسوريا تشارف على عامها السابع مبرزة أن الحديث عن سوريا يجر حتما الى الحديث عن أكثر من بلد عربي تنهشه الصراعات وتمزقه الحرب الاهلية بدءا من اليمن وانتهاء بليبيا فيما التنظيمات الارهابية لا تكاد تنسحب من منطقة الا وتكون قد رسخت أقدامها في منطقة أخرى ولعل ما يحصل في سيناء حاليا خير دليل.
وأضافت أنه لا مفر من القول أن أجيالا عدة لم تفلح على أكثر من صعيد سواء فيما يتعلق ببناء الدولة الوطنية أو تكوين النخب والاهم من ذلك تخاذل الطبقات السياسية المتعاقبة وضيق أفقها اللذان أنتجا أوضاعا متفاوتة من بلد الى اخر لكن النتيجة واحدة اما مستنقع الحرب الاهلية أو الغرق في المشاكل والازمات الاقتصادية والاجتماعية، حسب ما ورد بالصحيفة.