قال رئيس قسم أمراض النساء والتوليد بالمستشفى الجامعي الهادي شاكر بصفاقس قيس شعبان، إن “التواصل السليم والناجع” بين الطاقم الصحي والمريضات يعد الركيزة الأساسية لتحسين كل الخدمات الصحية التي يوفرها القسم وهو ما دفعه إلى التعاون مع مركز البحث في الرقميات بصفاقس من أجل إرساء تطبيقة معلوماتية توفر المعلومة السريعة واسترسال متابعة الوضع الصحي لكل المنتفعات بالخدمات الصحية صلب هذا القسم.
وأضاف شعبان في حوار مع (وات) أن الهدف من رقمنة كل المعطيات المتعلقة بالمتابعة الصحية للمريضات تأمين سلامة كل المريضات وتعزيز الثقة بينهن وبين الطاقم الصحي العامل بالقسم، مشيرا إلى أن هذا المشروع سيمكن أيضا من توفير آليات المساعدة على اتخاذ القرار وحوكمة منظومة التصرف داخل القسم وإدارة الملفات بنجاعة.
ويعد قسم أمراض النساء والتوليد بالمستشفى الجامعي الهادي شاكر بصفاقس الأول من نوعه في ولايات الجنوب كقسم من المستوى الثالث الذي يؤمن خدمات إنعاش الرضيع وإنعاش الأم وبه بنك الدم. ويؤمن هذا القسم إيواء 17 ألف مريضة و11 ألف ولادة في السنة.
وذكر رئيس القسم أن صعوبات التواصل تتمثل أساسا في مبدأ “حماية المعطيات الشخصية” وهو ما يجعل الطاقم الطبي متحفظا في إسداء المعلومة حتى للمريض نفسه، ما خلق “ثقة مهزوزة” نوعا ما بينهما، معتبرا أن تأمين استرسال المعلومات بينهما بمثل هذا النظام الرقمي سيمكن من “تحرير” الطبيب من “ضغط التحفظ” وتمكين المريضات من معلومات سريعة تنظم مواعيد قدومهن للمستشفى وتمكن من متابعة وضعهن الصحي وحتى برمجة مواعيد التدخل الطبي.
وتابع شعبان قوله “سيكون النظام المعلوماتي المراد تنفيذه مؤمنا بطريقة لا يمكن أن تتسرب المعلومة لغير صاحبها وييسر على القسم متابعة الحالات الصحية بأقل ضغط ويجنب المريضات معاناة الانتظار والاكتظاظ”.
وأوضح مدير عام مركز البحث في الرقميات بصفاقس محمد جميّل أن هذا المشروع يتنزل في إطار “التفكير الجماعي” لكفاءات صفاقس في بناء مقومات اقتصاد المعرفة والذكاء الذي يمثل حسب رأيه أحد أهم دعائم الإقلاع التنموي لولاية صفاقس.
وأشار إلى أن بناء “قاعدة معطيات رقمية لقسم النساء والتوليد” بمستشفى الهادي شاكر ينصهر ضمن مشروع الصحة الرقمية التي تعتزم صفاقس إطلاقه وبدأت في الإعداد له منذ سنة 2012.
وأفاد قيس شعبان من ناحيته أن التطبيقة ليست جاهزة بعد، ولكن تم الانتهاء من البحوث بشأنها كما تمت دراسة جدواها ولم يبق إلا وضع تصور لتنفيذها.
وألمح إلى أن أقساما أخرى تبنت “الفكرة” وترغب في النسج على منوال قسم أمراض النساء والتوليد في إرساء منظومة رقمية لمتابعة الحالات الوافدة عليها على غرا قسم القلب والشاريين بالمستشفى ذاتها.
وأشار إلى أن هذا المشروع “يتماهى” مع توجهات وزارة الصحة الرامية إلى الاستفادة من التطور التكنولوجي، مستدلا بمشروع الطب عن بعد الذي ستنفذه قريبا بين قسم أمراض النساء والتوليد بمستشفى الهادي شاكر وثلاثة أقسام أخرى بمستشفيات من بعض الولايات.
وقال “سيمكن مشروع الطب عن بعد من المساهمة في حل نقص طب الاختصاص وتوفير إمكانية متابعة الحالات الوافدة على الأقسام لدى كل الطواقم الطبية المتوفرة بها”.
وتم أيضا التحضير لمشروع تخطيط تسجيل دقات قلب الجنين عن بعد دون أن تتجشم المريضة عناء التحول إلى العيادات العمومية أو الخاصة وفق ما صرح به شعبان.