يستمر،ّ منذ أكثر من شهر، بولاية قفصة، الشلل التامّ لنشاط شركة فسفاط قفصة في استخراج الفسفاط وإنتاجه ونقله إلى الحرفاء دون أن تفضي إلى حدّ يوم الثلاثاء، جلسات الحوار بين الامين العام المساعد للاتحاد العام التونسي للشغل، بوعلي المباركي، وعدد من نواب الولاية بالبرلمان، من جهة، وممثلون عن المعتصمين وطالبي الشغل، من جهة أخرى، إلى أي نتائج ملموسة حول مشروع الاتفاق مع الحكومة.
واعتبر الامين العام للاتحاد العام التونسي للشغل، بوعلي المباركي، مساء أمس الثلاثاء في تصريح صحفي، أنّ الامل مازال قائما في حلحلة الوضع، رغم إقراره بوجود اشكاليات برزت في جلسات الحوار مع المعتصمين وخاصة بمناطق إنتاج الفسفاط .
ولئن قبل ممثلو طالبي الشغل بعدد من معتمديات الولاية بمشروع الاتفاق الحكومي والذي ينصّ على توفير حوالي 7 آلاف فرصة عمل وتكوين وبعث مشروع خاص، فإنّ ممثلي المعتصمين بالمعتمديات المنجمية وهي المتلوي والمظيلة وام العرائس والرديف والذين حضروا جلسات الحوار يشترطون، وقبل فكّ اعتصاماتهم، معرفة حصّة مناطقهم من الانتدابات وفرص التكوين وبعث المشاريع المقترحة في مشروع الاتفاق مع الحكومة.
وشدّد الشاب صالح تليجاني المعتصم بالمظيلة منذ 20 جانفي الماضي بأن معتصمي منطقته يريدون قبل كلّ شيء معرفة حصّة هذه المعتمدية من الانتدابات المقترحة، مؤكدا الاستعداد للحوار مجددا مع كل الاطراف في حال تمّ القبول بشروطهم.
وأوضح بوعلي المباركي، في هذا الخصوص، أنّه ولئن يتفهّم “مقترحات وشروط المعتصمين” إلا أن تحديد نصيب كلّ معتمدية من هذه الانتدابات ليس من مشمولاته، مفيدا بأن لجنة فنّية محايدة ستتولى هذا الامر، وستتشكّل لهذا الغرض في حال تمّ التوصّل إلى اتفاق مع المعتصمين.
وذكّر الامين العام المساعد لاتحاد الشغل مجددا بأن إمضاء مشروع الاتفاق مع الحكومة مشروط باستئناف شركة فسفاط قفصة لنشاطها في إنتاج الفسفاط ونقله.
وكان مقرّ ولاية قفصة احتضن يومي الاثنين والثلاثاء جلسات حوار بين الامين العام المساعد للاتحاد العام التونسي للشغل، بوعلي المباركي، وعدد من نواب الولاية بالبرلمان، من جهة، وممثلون عن المعتصمين وطالبي الشغل بمعتمديات الولاية، من جهة أخرى، وهي جلسات تهدف إلى إعلام المعتصمين بمشروع الاتفاق الذي تمّ التوصّل إليه يوم الجمعة 23 فيفري الجاري مع الحكومة وما تضمّنه من إجراءات وقرارات تهمّ خاصة التشغيل والتكوين.
من ناحية أخرى، أفاد المدير المركزي للانتاج بشركة فسفاط قفصة مراسلة (وات) بأنّ نتائج هذه الشركة من الفسفاط التجاري عرف تراجعا كبيرا منذ العام الجاري ولم يتجاوز 160 ألف طن مقابل 950 ألف طنّ أنتجتها الشركة في شهري جانفي وفيفري من العام 2017 .
وتعمّ احتجاجات واعتصامات واسعة النطاق منذ 20 جانفي الماضي كل المعتمديات المنجمية أين يعتصم محتجون على نتائج مناظرة أنجزتها شركة فسفاط قفصة لانتداب 1700 عون تنفيذ، ونصبوا الخيام بمقاطع استخراج الفسفاط، وبوحدات إنتاجه، وبمسالك نقله، وأيضا بالمنشآت الاخرى التابعة لشركة فسفاط قفصة.