انطلقت المصالح الصحية في ولاية توزر منذ شهر جانفي المنقضي في اتخاذ اجراءات وقائية ضد مرض الحصبة بعد انتشاره في المناطق الواقعة بالشريط الحدودي الجزائرى، المتاخمة لولاية توزر، وتسجيل حالات وفاة، وذلك من خلال المراقبة المستمرة لجميع الحالات المشتبه فيها، ووضع نقاط ترصد في كامل الولاية، وفق ما ذكرته مديرة الطب الوقائي بالإدارة الجهوية للصحة سعاد النجعي.
وأكدت النجعي في تصريح لمراسلة (وات) أنه “لم يتم تسجيل أية حالة بالمرض في الجهة”، واضافت ان “الحالات المشتبه فيها لدى عدد من الأطفال، كشفت تحاليل الدم واللعاب عن سلامتهم”، واشارت الى انه “يتم ارسال تحاليل الدم الى مستشفى شارل نيكول وإنجاز تحاليل اللعاب في معهد باستور”.
وبينت أن “إمكانية العدوى تبقى واردة من القطر الجزائري، إلا أن التغطية العالية بالتلاقيح ساهمت في عدم انتشار المرض، حيث وصل المعدل الجهوي للتغطية بالتلاقيح ضد مرض الحصبة 95 بالمائة، وتنخفض هذه النسبة في معتمدية تمغزة الى حوالي 89 بالمائة فقط، بسبب اعتماد الأهالي على الوحدات الصحية في معتمدية الرديف المجاورة لهم” واضافت انه “سيتم في الأيام القليلة القادمة تنفيذ برنامج وقائي في كامل معتمدية تمغزة من خلال الاتصال المباشر بالأولياء وتلقيح الأطفال المتخلفين عن اجراء التلقيح في اوانه على غرار الحملة التي نفذت في شهر فيفري الماضي بمعتمدية حزوة الحدودية”.
وأشارت الى تسجيل ثلاث حالات إصابة بالمرض من الجزائريين الوافدين على المستشفى الجهوي بتوزر وهو ما دفعهم الى “القيام بالتلقيح لجميع الأطفال المقيمين في المستشفى حينها”، ولاحظت أنه “رغم ان الجهات الصحية الرسمية في الجزائر لم تعلم الجهات التونسية، إلا أن المصالح الصحية بالجهة اتخذت عدة تدابير استباقية من خلال التعريف بأعراض المرض (وهي الحمى المصحوبة بالطفح الجلدي)، وقامت بتوزيع معلقات تحسيسية في كافة المراكز الصحية والمستشفيات المحلية والجهوية، وتولت دعوة الأطباء الى الإبلاغ عن جميع الحالات التي يشبه في اصابتها بهذا المرض لإجراء التحاليل في ابانها ومراقبتها”.