“قد تنطلق أشغالها في نهاية الاسبوع .. هل تنقذ لجنة خارطة الطريق حكومة الشاهد” و”تونس … والدوران في حلقة مفرغة” و””بعد اقرار البنك المركزي التونسي الترفيع في نسبة الفائدة المديرية .. الخبير المالي مراد الحطاب يحذر من أزمة اقتصادية شاملة” و”في محاولة اخراج الحي من الميت”، مثلت أبرز العناوين التي تصدرت الصفحات الاولى للجرائد التونسية الصادرة اليوم الخميس.
أشارت جريدة (المغرب) في افتتاحيتها اليوم، الى حالة الغموض التي خيمت على البلاد بصفة كثيفة بعد اجتماع الممضين على وثيقة قرطاج يوم أول أمس واتفاقهم على صعوبة الاوضاع وعلى فشل الحكومة (النسبي للبعض والكلي للبعض الاخر) في ادارتها بحكم غياب الجرأة والرؤية الواضحة والاصلاحات الهامة اما لتعلق هذا بغلبة المحاصصة الحزبية على الفريق الحكومي أو لضعف أداء عدد من الوزراء والمستشارين وكبار المسؤولين في الدولة.
وأضافت أنه بانتهاء اجتماع قرطاج بالاتفاق على تشكيل لجنة الوضع خارطة طريق دقيقة للخروج من الازمة أخذت أزمة البلاد منعرجا جديدا ودخلنا في مرحلة لا يعلم أحد كيف ستكون مآلاتها مشيرة الى أن كل الاحتمالات ممكنة أي بعبارة كل شئ وارد ابتداء من ترميم حكومي يشمل بعض الوزراء والمستشارين في القصبة الى تغيير جذري يغادر بموجبه يوسف الشاهد القصبة ولكن الوصول الى هذه المرحلة يقتضي قبل ذلك اصدار خارطة طريق تفصيلية تتضمن برنامجا حكوميا تفصيليان وفق ما جاء بالصحيفة.
ورأت (الشروق) في سياق متصل، أن اجتماع قرطاج أكد عزلة الحكومة وتخلي الجميع عنها تقريبا مشيرة الى أن تصريحات حافظ قائد السبسي ونور الدين الطبوبي تؤكد بوضوح أن أيام هذه الحكومة أصبحت معدودة رغم مكابرة يوسف الشاهد ووزير الفلاحة سمير بالطيب الذي حضر بنفسه اجتماع قرطاج وهو ما يؤكد أن اختلافات تشق حزبه في علاقة بالمشاركة في حكومة الوحدة الوطنية التي لم يبق لها من هذا الشعار الا الاسم بعد الانسحابات المتتالية للموقعين على وثيقة التي جاءت بهذه الحكومة ورئيسها يوسف الشاهد.
وأضافت أن وضع تونس اليوم لم يعد يتحمل هذا العبث والجدل العقيم والاجتماعات التي بلا معنى وأن الاولوية الوحيدة اليوم هي انقاذ تونس حيث تدور البلاد منذ سبع سنوات في حلقة مفرغة لم تقدنا الا لمزيد الفشل والازمات، وفق تقدير الصحيفة.
وحاورت جريدة (الصحافة)، الخبير المالي والاقتصادي مراد الحطاب، الذي أكد أن الوضع العام الاقتصادي متفجر والانعكاسات الاجتماعية على المدى المتوسط لقرار البنك المركزي بالترفيع في نسبة الفائدة المديرية ستكون مدمرة تماما لمعظم طبقات المجتمع في نمط الحياة ومستوى العيش والفقر سيمس طبقة الاجراء مضيفا أنه في ظرف سنتين سيشهد نمط عيش التونسيين تغييرا كبيرا مع امكانية أن تصبح تونس ضمن أواخر المراتب على مستوى القارة السمراء بسبب القرارات الارتجالية وغياب السياسات الواضحة لكل الحكومات، وفق تعبيره.
ودعا الحطاب السلطات الى ضرورة الكشف عن موارد الاقتراض التي تمت في السنوات الماضية مشيرا الى أن نسبة 7 بالمائة فقط من القروض تذهب الى المشاريع المنجزة والنسبة المتبقية مجهولة ولا يعرف عنها شئ.
وحذر، في سياق متصل، من أزمة اقتصادية شاملة تهدد بلادنا خاصة وان التوجه العام ليس لايقاف التوريد الذي انعكس سلبا وبدرجة كبيرة على الصناعات الوطنية حيث قال ان الصناعة التونسية تشهد ركودا اضافة الى الضغط الجبائي والترفيع في نسب الاداءات على الخدمات كالانترنت والاتصالات وغيرها.
واعتبرت (الصباح) في مقالها الافتتاحي، أن واقع الحال كشف أن ما جمع الموقعين على وثيقة قرطاج لم يكن الوطن بقدر ما كانت المصالح وأن جل الذين انفضوا عنها أو التحقوا بها أو مزقوها وعادوا اليها تحركهم مصالح ذاتية انتخابية مشيرة الى أن أصدق دليل على ذلك حالة البلاد التي وان اختلفوا في تقييمها فانهم لا يختلفون حول أنه بالوحدة الوطنية أو بدونها ظلت كل الحكومات “هز ساق تغرق الاخرى” واستمر وهن الدولة وتواصلت استباحتها تحت ضغط اللوبيات، وفق ما جاء بالصحيفة.
واعتبرت أن مخرجات الاجتماع لم تقنع الرأي العام الذي استشعر مما حدث محاولة تغطية فشل معلن باجراء عملية قيصرية يتم من خلالها اخراج مولود جديد أسموه الوثيقة الاقتصادية أو وثيقة أولويات المرحلة القادمة من رحم وثيقة قرطاج الميتة سريريا، وثيقة أرادوها منفذ نجدة يمكنهم من خروج يظنونه مشرفا يوصلهم سالمين الى موعد اجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية القادمة.