قالت الناطقة الرسمية باسم لجنة مساندي أطفال التوحد، نجاة العبيدي، اليوم الاثنين، انه لم يتم الى حد اللحظة توفير الاحاطة النفسية للأطفال ضحايا العنف الذين غادروا مركز التوحد بأريانة، وذلك خلال جلسة استماع عقدتها لجنة شؤون ذوي الاعاقة والفئات الهشة بمجلس النواب بباردو.
وأضافت العبيدي، الى أنه رغم تعهد الحكومة بتوفير الاحاطة النفسية لجميع ضحايا العنف بمركز التوحد بأريانة، فان توفير الاحاطة النفسية اقتصر على الأطفال الذين خير أهاليهم الابقاء عليهم بالمركز، مع استثناء زملائهم ممن خير أهلوهم ابعادهم نهائيا عنه.
وتابعت قولها “ان توفير الاحاطة النفسية لمن تعرضوا للتعذيب والعنف بالمركز لن يحقق الفائدة المرجوة في ظل استثناء زملائهم ممن خير ذويهم ابعادهم عن المركز من الانتفاع بنفس الاجراء”.
واستبعدت المحامية، فرضية نجاح الاخصائيين النفسانيين في رفع آثار التعذيب والانتهاكات عن الأطفال بحصص احاطة تقدم في نفس مسرح جريمة التعذيب”.
يذكر أن هذه الحادثة كانت اندلعت منذ 18 فيفري المنقضي ، على اثر تداول مقطع فيديو راج عبر شبكات التواصل الاجتماعي ظهر فيه أطفال بمركز خاص لرعاية أطفال التوحد بأريانة يتعرضون إلى اعتداءات جسدية بشعة من قبل المربين.
واستغربت المحامية، عدم اغلاق المركز في ظل مخالفته للقانون، مؤكدة، ضرورة توفير الاحاطة النفسية للأولياء باعتبار تضررهم نفسيا من التعذيب الذي لحق أبناءهم، بعد أن خير بعضهم نقل أطفالهم خارج أسوار المركز.
من جانبها، أكدت اخصائية علم النفس الحركي رحمة العياري، صحة التجاوزات المتعلقة بالتعذيب والعنف ضد الأطفال بالمركز، مشيرة، الى أن عاينت خلال فترة عملها هناك بشاعة العنف المسلط ضد الأطفال.
وقالت العياري، إنها تعرضت إلى ضغوط عند الاستماع اليها بالدائرة الفرعية لمكافحة الاجرام ببن عروس في قضية المركز على اثر انابة قضائية من قاض التحقيق، مشيرة، الى أنه تم الاستماع اليها من لاكثر من 8 ساعات كاملة، وفق روايتها.
وأكدت، ضرورة اجراء أعمال الرقابة على المركز الناشط في مجال رعاية الأطفال مرضى التوحد، مع توفير الاطار التربوي والنفسي المختص للاحاطة بهذه الشريحة من الأطفال.
من جهتهم، أكد بعض النواب ضرورة استخلاص الدروس من حادثة العنف بمركز التوحد بأريانة، واعتبر بعضهم أن اغلاق مراكز رعاية أطفال التوحد تبقى من مشمولات السلطة التنفيذية .
ودعت نائبة باللجنة، الى “تطبيق حازم” للقانون ضد مرتكبي أعمال العنف والتعذيب، وأعلن رئيس اللجنة عن أنه سيتم قريبا تخصيص يوم لدراسة الحلول الكفيلة بمعالجة مرض التوحد ببادرة من اللجنة.
واستمعت اللجنة في ختام أعمالها، الى عدد من تلامذة معهد المكفوفين ببئر القصعة، وكشف هؤلاء عن وجود اخلالات في تسيير المركز تتعلق بالأساس بضعف الاحاطة والبنية التحتية فيه، وعدم تمكينهم من الكتب في مرحلة الباكالوريا.
ويجابه التلاميذ المكفوفون ببئر القصعة، حسب المستشار القانوني بمنظمة “أنا يقظ” انتصار العرفاوي، ظروفا غير ملائمة للدراسة تتمثل في عدم توفر الامكانيات البيداغوجية اللازمة فضلا عن تدهور وضع الأكلة الجامعية وغياب تأمين معايير السلامة بالمبيت.