تسجل تونس، سنويا 29 حالة إصابة جديدة بمرض السل،عن كل 100 ألف ساكن، 40 بالمائة منها من حالات السل الرئوي و60 بالمائة من حالات السل غير الرئوي المتواجد خاصة بالعقد الليمفاوية، وفق إحصائيات سنة 2017 إدارة الرعاية الصحية الأساسية بوزارة الصحة.
ودعت إدارة رعاية الصحة الأساسية ضمن ورقة إعلامية أصدرتها بمناسبة إحياء تونس اليوم العالمي لمكافحة السل الموافق لـ يوم 24 مارس من كل سنة، والذي اختارت له شعار”السل: الكشف المبكر يضمن الشفاء ويحد من العدوى”، إلى ضرورة استهلاك المنتوجات المعقمة والى اقتناء الحليب ومشتقاته من المحالات الخاضعة للمراقبة الصحية للتأكد من سلامة مصدرها، للتوقي من الإصابة بهذا المرض.
ولفتت إلى الإرتفاع الملحوظ لمعدل الإصابة بالسل العقدي خلال السنوات الأخيرة، حسب احصائيات 2017، موضحة أن نتائج البحث الوطني أكدت أن بكتيريا السل البقري تتسبب في 78 بالمائة من حالات السل العقدي الذي ينتقل عن طريق الحليب غير المعقم ومشتقاته واللحوم الحمراء غير المطهية بشكل جيد.
كما تم حسب ذات الاحصائيات تسجيل 19 حالة إصابة بالسل شديد المقاومة للأدوية فيما لم تسجل أي حالة من التهاب السحايا الناتجة عن مرض السل لدى الأطفال دون الخامسة، مع الإشارة إلى أن إحصائيات 2016 ، كشفت عن تقلص عدد حالات السل الرئوي في تونس في العشرية الأخيرة بـعشر حالات عن كل 100 ألف ساكن، والنجاح في علاج 93 بالمائة من الحالات المصابة .
وتؤكد المنظمة العالمية للصحة أنه رغم توفر الدواء لهذا المرض لا يزال السل يتصدر قائمة الأمراض المعدية القاتلة على الصعيد الدولي ويمثل أيضا السبب الرئيسي للوفيات الناجمة عن مقاومة مضادات الميكروبات واهم أسباب وفيات الأشخاص المصابين بفيروس العوز المناعي البشري، فقد بلغ عدد الإصابات 10.4 مليون إصابة وعدد الوفيات 1.4 مليون شخص (منهم 400 ألف مصاب بفيروس العوز المناعي البشري)، فضلا عن تسجيل 480 ألف إصابة بالسل المقاوم للأدوية توفي منهم 190 ألف حالة .
وتحيي تونس، اليوم العالمي لمكافحة السل وفي رصيدها إستراتيجية جديدة لمكافحة السل 2017 – 2021 ، وذلك لمجابهة التحديات والعراقيل الجديدة. أما على المستوى العالمي فقد صادقت الجمعية العالمية على إستراتيجية طموحة تمتد على 20 سنة ( 2016 – 2035) تهدف لوضع حد لمرض السل في العالم وترتكز على جملة من المحاور أهمها تمكين الحكومات والشركاء من توفير الرعاية اللازمة للمريض ووضع سياسات ونظم تمكن من الوقاية والعلاج وتكون مصدر للأبحاث ولاكتشافات الضرورية للقضاء على هذه الآفة.
ويذكر أن منظمة الصحة العالمية اختارت هذه السنة شعار “توحيد الجهود لوضع حد لمرض السل لا تهملوا أي أحد”لإحياء هذا اليوم، حيث تدعو الحكومات والشعوب والمجتمع المدني والقطاع الخاص إلى الحوار والتعاون في إطار رؤية موحدة وباستعمال أساليب جديدة للحد من هذا الوباء.
وتنظم إدارة الرعاية الصحية الأساسية، بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة السل الذي تهدف من خلالها إلى التأكيد على دور الترصد المبكر في قطع سلسلة العدوى و القضاء على انتشار الوباء، يوم 24 مارس الجاري، قافلة تحسيسية وتوعوية للتذكير بخطر الإصابة للوقاية من مرض السل والسل البقري ،وذلك بالتعاون مع مختلف الجهات المعنية (بلدية تونس ووزارات التجارة والفلاحة).
كما تعقد يوم 30 مارس الجاري، مائدة مستديرة حول السل ،وذلك فضلا عن برمجة حصص تلفزية بمشاركة أعضاء اللجنة الوطنية لمكافحة السل .