اعتبرت النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين أن مشروع القانون الذى تقدم به عدد من نواب حركة نداء تونس والمتعلق بتنقيح وإتمام بعض أحكام المجلة الجزائية لتجريم ما أطلق عليه النواب “القذف الالكتروني”، ينم عن عقلية استبدادية وتضييقية للحريات تحن إلى زمن الديكتاتورية، ويعكس جهلا فظيعا بمكاسب الثورة في مجال حرية الرأي و التعبير.
وأضافت في بيان أصدرته اليوم الاثنين، أن هذا المشروع مخالف للدستور وللمواثيق الدولية التي صادقت عليها تونس و لما جاء بالمرسومين 115 و 116، ويحيل إلى مجلة الصحافة لسنة 1975 التي الغيت بعد سقوط نظام بن علي، علاوة على أنه يستعمل مصطلحات ألغاها الدستور مثل مصطلح “النظام العام” و”الأخلاق الحميدة” و”ثلب الهيئات الرسمية”.
وأكدت النقابة أن هذا المشروع ليس له أي جدوى غير تجديد المساعي المحمومة لمحاولة خنق حرية الرأي والتعبير في البلاد، باعتبار أن جنحة القذف منصوص عليها بالفصل 245 من المجلة الجزائية و بنفس أركان المشروع المقترح.
واعتبرت أن المشروع يعد استنساخا لفصول موجودة بالمجلة الجزائية تتعلق بجنحة القذف التى هي في حد ذاتها غير دستورية ومستوجبة الإلغاء، مبينة أن عبارة “القذف” ذاتها لم تعد تستعمل في المصطلحات القانونية وتم استبدالها بعبارة “الثلب”.
ونبهت النقابة الرأي العام والمدافعين عن الحريات في البلاد إلى خطورة مثل هذه المشاريع التي تعكس “رغبة في العودة إلى الوراء ونسف ما تحقق من مكاسب في مجال الحريات وخاصة حرية الرأي والتعبير”،وفق نص البيان.
وجددت رفضها لحملات الثلب والتشويه، داعية الأحزاب وخاصة الحاكمة منها إلى لجم ميليشياتها الإلكترونية وانتهاج الحوار الرصين والنقاش المعمق بدل سياسة تصفية الحسابات مع الخصوم بواسطة أساليب السب والشتم، أو إطلاق مشاريع قوانين منافية للديمقراطية.
ولفتت الى أن مشروع القانون المقترح جرم “كل إنتاج أو إعداد أو دعوة أو نسبة أمر من شأنه المساس بالنظام العام والأخلاق الحميدة أو بحرمة الحياة الخاصة أو بهتك شرف أو اعتبار شخص أو هيئة رسمية على الشبكة المعلوماتية “، ونص على عقوبة بالسجن تصل إلى عامين وخطية قدرها ثلاثة ألاف دينار.
تجدر الإشارة الى أن وسائل اعلام أوردت، قيام كتلة نداء تونس بالبرلمان بتقديم مبادرة تشريعية تهدف الى تنظيم الفضاء الافتراضي وشبكات التواصل الاجتماعي من خلال تجريم كل أشكال القذف والسب.
وأفاد النائب منجي الحرباوي بأنّ هذه المبادرة تأتي “للحد من هذه الظاهرة السلبية التي تفشت وباتت تنشر ثقافة الحقد والكره”، وفق تعبيره.