مراسلة خاصة) بعد أن باحت بنتائجها في نوفمبر الماضي، تم مساء الأربعاء تسليم جوائز مؤسسة العويس الثقافية في دورتها الخامسة عشرة (2016-2017) على المتوجين الذين كان من بينهم بالخصوص الباحث الأكاديمي التونسي الدكتور حمادي صمود المختص في البلاغة ونظريات الأدب وآليات تحليل الخطاب.
وفاز الدكتور صمود بجائزة العويس في حقل الدراسات الأدبية والنقد، “تقديرا لجهده في إثراء النقد العربي الحديث باعتباره من القلائل الذين تتوفر في منتجهم المعرفي درجة عالية من العمق والتمحيص وتأصيل المكتسبات المعرفية والإنسانية في الثقافة العربية، وفق ما جاء في تقرير لجنة التنظيم الذي تلاه بالمناسبة عضو اللجنة الدكتور شريف الجيار (مصر).
وفي تصريح لـ”وات” أعرب صمود عن سعادته بنيل هذه الجائزة التي يرجو كل باحث الفوز بها وتتويج أبحاثه، وفق قوله، “نظرا لما لها من قيمة مادية واعتبارية ولأنها أيضا من أهم الجوائز التي تسند في العالم العربي، لذلك فإن الحصول عليها فيه تشريف كبير.”
وتوج الشاعر اللبناني شوقي بزيع بجائزة الشعر، وتقاسم جائزة القصة والرواية والمسرحية كل من الروائية السورية المقيمة بفرنسا هدى بركات والقاص العراقي عبد الخالق الركابي، فيما توج المفكر اللبناني الكبير المقيم بفرنسا جورج قرم بجائزة الدراسات الإنسانية والمستقبلية.
وترشح لنيل الجائزة في مختلف الحقول أكثر من الف وست مائة مترشح (1662) وقد اختارت لجنة التحكيم هذه الكوكبة من المبدعين للفوز بالجائزة “لما تمثله تجاربهم من عمق وأصالة وقوة تعبير تصب في خانة الثقافة العربية المعاصرة”.
ومنحت مؤسسة العويس جائزة الإنجاز الثقافي والعلمي لجامعة الامارات العربية المتحدة لمساهماتها لأكثر من أربعين عاما في “نشر الثقافة العلمية المبنية على أسس وقواعد رصينة ودفعها نحو البحث الحر وتوفير الفرص للباحثين عن التطور والنجاح لأجيال مؤمنة بقيمة العلم كطريق صحيح نحو المستقبل. وقد أسفرت تلك المجهودات عشرات المراكز البحثية”.
وأقيم حفل تسليم الجائزة أقيم بمبنى مؤسسة العويس بدبي بحضور ثلة من المفكرين والباحثين والأدباء والنقاد والمترجمين والإعلاميين العرب، فضلا عن عدد من المسؤولين الاماراتيين من بينهم بالخصوص الدكتور محمد أنور قرقاش رئيس مجلس أمناء مؤسسة العويس الثقافية، ووزير الشؤون الخارجية.
وأوضح قرقاش في كلمة بالمناسبة أن مؤسسة العويس التي تستكمل هذا العام عقدها الرابع ما انفكت تكسب ثقة المبدعين العرب لما تتمتع به لجان تحكيمها من استقلالية وحيادية، وانتصار للإبداع فقط بعيدا أن أي تكتلات، مبينا أن مجلس الأمناء ما فتئ يعمل من دورة إلى أخرى على ترسيخ القيم التي من أجلها تم تأسيس الجائزة سنة 1987 بهدف تكريم الادباء والمفكرين العرب وترسيخ الامل المعقود عليهم، وتعظيما لشأنهم وتشجيعا لهم للمضي قدما في سبيل مواصلة عملهم الجاد والهادف من أجل النهوض فكريا بالأمة العربية.
ومن تونس حضر حفل تسليم جائزة العويس الدكتور شكري مبخوت عضو لجنة تحكيم الجائزة التي ضمت أيضا كلا من الدكاترة سعيد بنكيراد (المغرب) وحسن مدن (البحرين) وروناك حسني (العراق) وزهيدة درويش (لبنان) وسمر روحي الفيصل (سوريا) وصالح زياد الغامدي (السعودية) وعبد الله الجسمي (الكويت) ومريم السويدي (الامارات) وشريف الجيار وهالة فؤاد (مصر) وبثينة الخالدي (تونس).
وكان الحفل مسبوقا بزيارة الضيوف للمعرض الدائم ببهو المؤسسة والذي يتضمن لوحات تجسد بورتريهات لجميع الفائزين بجائزة العويس منذ انطلاقها سنة 1987 فقد تحول الطابق السفلي للمؤسسة إلى رواق فني، وشحت جدرانه بصور مبدعين عرب في شتى المجالات الثقافية والفكرية من بينهم ثلاثة تونسيين هم الأديب عز الدين المدني الفائز بجائزة القصة والرواية والمسرحية في الدورة التاسعة (2004-2005) والمفكر هشام جعيط الفائز بجائزة الدراسات الإنسانية والمستقبلية في الدورة العاشرة والدكتور عبد السلام المسدي، الفائز في الدورة 11 (2008-2009) بجائزة الدراسات الأدبية والنقد، وقد انضافت الى صور هؤلاء المبدعين والمثقفين التونسيين لوحة الدكتور حمادي صمود بريشة الفنان الاماراتي فيصل البستكي.
وجاءت بقية لوحات الفائزين في الدورة الحالية بريشات عدد من الرسامين الآخرين وهم فريد فاضل ومحمد فهمي واحسان الخطيب وبابو وقد رسم هؤلاء على التوالي بورتريهات بزيع وبركات والركابي وقرم.
وتم بالمناسبة إصدار كتيب بعنوان “الفائزون” ويتضمن توثيقا لمختلف تفاصيل الدورة 15 فضلا عن السير الذاتية للفائزين ومقتطفات من كتاباتهم وشهادات لهم بمناسبة التتويج بهذه الجائزة.
وشهد فضاء المؤسسة أيضا تنظيم معرض للكتب الصادرة عن مؤسسة العويس التي دأبت على اختيار احد المنجزات الفكرية والعلمية للمتوجين وإصدارها من جديد، وكان من الإصدارات المعروضة كتاب نشأة المدينة العربية الإسلامية للدكتور هشام جعيط.
وتتواصل فعاليات تكريم كوكبة من فرسان الفكر والكلمة الفائزين بجوائز الدورة 15 لجائزة سلطان بن علي العويس مساء الخميس بتنظيم حفل غنائي تحييه الفنانة المغربية نجاة رجوي، وسيكون مسبوقا بجلسة أدبية يقدم خلالها الشاعر شوقي بزيع مختارات من أجمل قصائده الشعرية.