ببادرة من المركز الفني للتمور بقبلي وبالتعاون مع المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية، احتضن مركز التكوين المهني الفلاحي بجمنة من معتمدية قبلي الجنوبية يوم امس الخميس يوما تحسيسيا حول التلقيح الالي لاشجار النخيل، تزامنا مع انطلاقة موسم التلقيح الذي يعرف لدى فلاحي الجهة بموسم الذكار، وما بات يشهده من صعوبات تتعلق اساسا بندرة اليد العاملة، وغلاء تكلفتها، وفق ما اكده المنسق الفني بمركز التكوين المهني الفلاحي بجمنة علي حمزة لمراسل (وات) بالجهة.
واوضح المصدر ذاته انه “امام التوسع الكبير في غراسة اشجار النخيل بهذه الربوع والتي تمثل العمود الفقري للاقتصاد بالجهة، فان التوجه نحو تعصير القطاع الفلاحي بات ضرورة حتمية خاصة في ظل الصعوبات المتكررة التي تعترض الفلاحين سنويا، وخاصة منها المتعلقة باليد العاملة، امام العزوف الكبير من الشباب عن العمل في هذا القطاع”.
واشار الى ان “التجارب المستعملة في بعض الدول العربية وخاصة منها الامارات العربية المتحدة، اثبتت نجاعة استغلال الميكنة الفلاحية في عملية تلقيح اشجار النخيل، وذلك عبر استخلاص حبوب اللقاح اليا واضافة بعض المكونات التي تساعد في تثبيتها على العراجين، ثم رش هذه الحبوب باستعمال الات مخصصة للغرض مباشرة على شجرة النخيل واقرب ما يكون من العراجين، وهو ما دفع المركز بالتعاون مع عدد من الادارات الجهوية الى تنظيم هذا اليوم التحسيسي لتعريف الفلاحين بالولاية بهذه الطرق الجديدة في عملية التلقيح واستعراض التجارب الناجحة لهذه البلدان في هذا المجال”.
واضاف حمزة ان اليوم التحسيسي “تضمن الى جانب المداخلات العلمية حول اهمية عملية تلقيح النخيل كأهم مرحلة في تحضير صابة التمور، والتي تعتبر المرحلة المفصلية لضمان جودة الصابة، القيام بتجارب حية حول كيفية استخلاص حبوب اللقاح اليا مع انجاز تجربة في رش اللقاح على اشجار النخيل بالواحة المجاورة للمركز”.
وفي جانب اخر، اكد ذات المصدر ان “نتائج هذه التجربة ستمثل دافعا هاما من شانه تحفيز فلاحي الجهة على التوجه نحو اعتماد الرش الالي لحبات اللقاح اثناء موسم تلقيح النخيل بالجهة ودعم حضور الميكنة الفلاحية بالواحات وما سيكون له من مردودية على القطاع، خاصة وانه سيجنب الفلاحين التعطيلات التي تعترضهم اثناء الموسم وما ينجر عنها من تاثيرات على الصابة في صورة تاخر القيام بعملية التلقيخ بسبب ندرة اليد العاملة وغلاء تكلفتها”.
وبين ان “الميكنة تضمن من ناحية اخرى سرعة كبيرة في القيام بعملية التلقيح وهو ما يفضي الى تلقيح اكبر عدد من اشجار النخيل يوميا والحد نسبيا من تاثيرات التقلبات المناخية على الموسم خاصة وان عملية التلقيح تقتضي حتما توفر الطقس الملائم والخالي من الرياح والرطوبة”.