“التضخم رقما قياسيا جديدا ب6ر7 بالمائة .. تونس على حافة الانهيار التضخمي” و”لا أكذب ولكنني أتجمل” و”بورقيبة الحاضر في زمن الغياب .. لا امام سوى العقل” و “كثير من المخاطر”، مثلت أبرز العناوين التي تصدرت الصفحات الاولى للجرائد التونسية الصادرة اليوم الجمعة.
لاحظت جريدة (المغرب) في افتتاحيتها اليوم، أن نسبة التضخم في تونس حطمت رقما قياسيا جديدا ببلوغها في شهر مارس 6ر7 بالمائة بعد أن كانت في شهر فيفري 1ر7 بالمائة وبعد أن أنهينا السنة الفارطة ب4ر6 بالمائة أي أن مؤشر التضخم قد ازداد في ثلاثة أشهر بأكثر من نقطة ولو واصلنا على هذا النسق فسنتجاوز عتبة الرقمين (أي 10 بالمائة) خلال هذه السنة.
واعتبرت أننا ازاء كارثية خاصة عندما نعلم بأن كل المعطيات تفيد بأن انفجار التضخم سيزداد وبسرعة وأن كل محاولة للبنك المركزي قد لا يقضي على التضخم فقط بل وعلى كل انعاش ممكن للاقتصاد الوطني مبينة أن الوضع ينبئ بمخاطر عدة ولا بد من الفوقوف عندها بكل قوة وأن نحدد السياسات العمومية المناسبة للتحكم في التضخم دون القضاء على المفاعل التنموي الاساسي وهو الاستثمار حيث أن تأثير الاصلاح والانقاد فستكون كلفته غدا مرتفعة للغاية.
وفي سياق متصل، رأت (الشروق)، أن تونس اليوم في أشد الحاجة الى الفكر البورقيبي حتى نعيد للدولة التونسية قوتها، دون تسلط، واشعاعها الديبلوماسي والثقافي ونواصل بناء تونس الجديدة على أسس ثابتة من الحرية والديمقراطية والرفاه الاقتصادي مضيفة الى أن الدرس البورقيبي يفرض علينا أن نعيد النظر بشجاعة وثبات في اختيارات تمت باستعجال واضح غداة الثورة ومنها خصوصا النظام الانتخابي الذي يفضي في كل الحالات الى التعطيل ثم الى التوافق الرخو المتسبب للشلل.
وأبرزت أنها ثورة فكرية جديدة نحتاجها اليوم، ذكرى وفاة بورقيبة، لاثمار ثورة 14 جانفي مشيرة الى أنه لعل من حسن حظ تونس أن يترأسها أحد تلامذته الرئيس قائد السبسي الذي أعاد، وفق تقدير الصحيفة، لتونس بعضا من ألقها واشعاعها وصالح بين أجيالها وهيأ لها أسباب انطلاقة أصحت قريبة لو يصح عزم المسؤولين وتغلبت فيهم المصلحة العليا للدولة كما كان يقول دائما الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة.
وفتحت جريدة (الصحافة) في مقالها الافتتاحي، الملف الصحي في تونس مشيرة الى وجود أزمة في قطاع الدواء وهناك لوبيات وتهريب للدواء في ظل منع اعادة تصدير الدواء المستورد كغيره من المواد المستوردة وفقا لاتفاقيات منظمة التجارة العالمية وهناك صعوبات مالية تعيشها الصيدلية المركزية انطلقت بادئ ذي بدء بحرق أحد مخازن الادوية في سنة 2012 وخسارة أدوية باهظة الثمن بما قيمته 42 مليارا من المليمات ثم بتفاقم الديون غير المستخلصة من قبل الصندوق الوطني للتأمين على المرض وغيرها من المؤسسات الصحية.
واعتبرت أن قطاعنا الصحي مريضا ويلزمه العلاج والدواء ولن يتم ذلك الا بالمصارحة وبتشخيص الداء وليس باخفاء الحقيقة وتزييف الواقع فلا بد من اجراءات حكومية عاجلة لاصلاح القطاع وحمايته من المزيد من التدهور وتوفير الدواء حماية لارواح الناس وعوض أن ننفلت في التوريد العشوائي لكل المواد غير الاساسية التي عمقت أزمة الانتاج المحلي فرص التصدير وعجزت ميزاننا التجاري بمبادلات غير متوازنة خصوصا مع تركيا التي نستورد منها كل شئ حتى قلم الرصاص من الاولى والاحرى توريد الدواء، وفق ما ورد بالصحيفة.
وسلطت (الصباح) في ورقة خاصة الضوء على تصريح الامين العام للاتحاد العام التونسي للشغل، نور الدين الطبوبي، معتبرة أنه لا يقف فقط عند مستوى التوصيف لواقع البلاد بل يقرأ على كونه قراءة مستقبلية للتفاعلات والتراكمات التي أصبحت تعيش على وقعها تونس بدل العيش على وقع نسب النمو وانخفاض البطالة وارتفاع الصادرات حيث أن المسؤول النقابي كان يعي ما يقول بأن “التوترات الاجتماعية الخانقة التي تعيشها البلاد باتت تنبئ بكثير من المخاطر”.
وأضافت أن تصريح الطبوبي يعبر عن حالة نفسية وعن أقصى درجات الامتعاض وعما يختلج في نفوس التونسيين نأمل ان تشاطره مكونات النخبة السياسية رغم حالة اليأس منها لان طريق النجاة سيفرض علينا ان عاجلا أم آجلا .. طريق لا يكون باللهروب الى الامام بل باتفاق عملي على الخروج من الازمة وعلى الاصلاح الجدي، وفق تقدير الصحيفة.