اظهر بحث ميداني انجزه المعهد الوطني للاستهلاك حول “المستهلك التونسي واستهلاك المنتوج الوطني” أن 5ر29 بالمائة من التونسيين لهم أولوية الشراء دائما للمنتوج التونسي في صورة وجود منتوج تونسي ومنتوج أجنبي.
ويقوم 6ر50 بالمائة من بين هؤلاء بهذا الاختيار لاقتناعهم بجودة وسلامة المنتوج الوطني، و1ر16 بالمائة تشجيعا للمؤسسات الوطنية والمحافظة على وجودها، و2ر14 بالمائة بدواعي “حب الوطن”، و3ر10 بالمائة نظرا لمقبولية السعر.
وأفاد المدير العام للمعهد الوطني للاستهلاك طارق بن جازية في تصريح ل(وات)، أن البحث الميداني شمل عينة تمثيلية تتكون من 2016 مستهلكا تفوق اعمارهم او تساوي 20 سنة، حسب خصائص التوزيع الجغرافي، والوسط، والعمر والجنس.
ويهدف البحث إلى معرفة تمييز المستهلك التونسي للمنتوج الوطني ومعرفة سلوكه إزاء المنتوج الوطني ومثيله الأجنبي ومحددات اختياره بينهما إلى جانب معرفة المنتوج الوطني في نظر التونسي ومدى استعداده لدعم المنتجات الوطنية وشروط تحقيق ذلك.
ومن ضمن نتائج البحث وفق المسؤول أن 5ر85 بالمائة من التونسيين من عاداتهم التثبت من مصدر المنتوج قبل شرائه، منهم 50 بالمائة يتثبتون دائما وان 3ر69 بالمائة من التونسيين يميزون بين المنتوج التونسي والمنتوج الأجنبي بعبارة “صنع في تونس”.
وأضاف بن جازية أن 4ر9 بالمائة فقط من التونسيين يعلمون ان الترقيم بالأعمدة للمنتوج التونسي يبدأ بالرقم 619، أن 6ر90 بالمائة من المستجوبين ليس لهم علم بالترقيم الخاص بالمنتوج الوطني وتصل هذه النسبة إلى 93 بالمائة بالوسط غير البلدي، وتنزل إلى 84 بالمائة للفئة العمرية 20-29 سنة، وأقصاها في الفئة العمرية 60 سنة وأكثر (97 بالمائة).
وبخصوص الفئة التي تختار المنتوج الأجنبي، عوضا عن المنتوج الوطني، فإن ذلك يعود لاقتناعهم بأن المنتوج الأجنبي أفضل بنسبة 8ر31 بالمائة، ولعدم ثقتهم في جودة وسلامة المنتوج التونسي بنسبة 9ر27 بالمائة.
كما كشف البحث وفق مدير عام المعهد الوطني للاستهلاك، أن 9ر45 بالمائة من التونسيين غير مستعدين للدفع أكثر لشراء منتوج أجنبي بداعي أن المنتوج المستورد أفضل إلى جانب أن 7ر30 بالمائة من التونسيين مستعدون لشراء منتوج تونسي أغلى من المنتوج الأجنبي فقط لأنه تونسي.
ومن جهة أخرى قال طارق بن جازية أن ذات البحث ابرز أن 50 بالمائة من التونسيين يضعون المواد الغذائية في المرتبة الأولى من حيث التميز والحضور في الأسواق، وبنسبة أقل منتوجات الصناعات التقليدية، ثم الأدوية ومواد البناء.
وتحتل المراتب الأخيرة تباعا، الأدوات المدرسية والمكتبية، والمواد الإلكترونية والكهرومنزلية، ثم الأحذية وأخيرا مواد التجميل.
وتعتبر 69 بالمائة من العينة المستجوبة أن الصناعات التقليدية تتميز بجودة عالية، ثم مواد البناء بنسبة 46 بالمائة، تليها الأدوية بنسبة 45 بالمائة.
وبالنسبة للمواد التي تتميز بجودة متدنية كشف البحث أنها تتعلق أساسا بالأحذية، ثم المواد الإلكترونية والكهرومنزلية، ثم مواد التجميل.
ويرى 25 بالمائة من التونسيين وفق ما خلص إليه البحث أنه يجب مكافحة المنتجات المقلدة وتنظيم مسالك التوزيع والحد من التجارة الموازية لدعم استهلاك المنتوج الوطني، في حين يرى 6ر14 بالمائة من العينة ضرورة تحسين طرق العرض والتعليب، و2ر13 بالمائة أهمية تحسين الجودة.
وشدد المتحدث أن نتائج هذا البحث تؤكد ضرورة التركيز على فئة الشباب من أجل دعم إقبالها على المنتوج الوطني ومواصلة العمل من خلال حملة وطنية تنخرط فيها عديد الهياكل والجمعيات من أجل دعم المنتوج الوطني.
كما يوصي المعهد الوطني للاستهلاك بأهمية التركيز على العلاقة بين استهلاك المنتوج الوطني ودعم الاقتصاد والمحافظة على نسيج المؤسسات التونسية ومواطن الشغل، لا سيما وان عديد المنتجات تحظى بثقة كبيرة لدى المستهلك التونسي، لذلك يجب العمل على دعمها وتحسين ترويجها
وكشف طارق بن جازية أن المعهد الوطني للاستهلاك سينظم حملة وطنية خلال شهر رمضان بالتعاون مع الأطراف المعنية للتشجيع على استهلاك المنتوج الوطني خاصة أمام تفاقم العجز التجاري خلال سنة 2017 والذي بلغ 6ر15 مليار دينار، وتسجيل زيادة في واردات المواد الاستهلاكية بنسبة 2ر15 بالمائة.