انتظم صباح اليوم الاثنين موكب رسمي بروضة الشهداء بالسيجومي بتونس العاصمة، لاحياء الذكرى الثمانين لعيد الشهداء الذي يخلد أحداث 9 أفريل 1938، باشراف رئيس الجمهورية الباجي قايد السبسي وبحضور كل من رئيس الحكومة يوسف الشاهد ورئيس مجلس نواب الشعب محمد الناصر.
وأمام النصب التذكاري للشهداء، وضع رئيس الجمهورية إكليلا من الزهور، قبل أن يتلو فاتحة الكتاب ترحما على أرواح شهداء أحداث 9 أفريل.
وحيا الرؤساء الثلاثة رفقة وزير الدفاع الوطني عبد الكريم الزبيدي العلم على أنغام النشيد الوطني واستعرضوا تشكيلة شرفية من الجيوش الثلاث أدت لهم التحية.
وحضر الموكب بالخصوص مفتي الجمهورية وأعضاء الحكومة ورؤساء بعض الأحزاب السياسية وعدد من ممثلي المنظمات الوطنية وثلة من سامي الضباط بالجيش الوطني.
يذكر أن أحداث 9 أفريل 1938 شكلت منعرجا حاسما في مسيرة الكفاح الوطني، وكانت محطة هامة أسست لتحولات سياسية في مسار النضال الوطني أدت في النهاية إلى نيل الاستقلال يوم 20 مارس 1956 ثم إعلان النظام الجمهوري في 25 جويلية 1957.
فقد انطلق آلاف التونسيين منذ 7 أفريل 1938 في تنظيم مظاهرات احتجاجية توجت، يوم 9 أفريل 1938، بخروج مسيرتين بقيادة علي البلهوان والمنجي سليم، التقتا أمام مقر المقيم العام للمطالبة بإحداث “برلمان تونسي” فواجههم جنود المستعمر الفرنسي بالرّصاص ممّا أدّى إلى سقوط العشرات من الشهداء والجرحى.
وقد قام المستعمر اثر هذه التحركات بايقاف ونفي عدد من زعماء الحركة الوطنية، على غرار الحبيب بورقيبة وعلي البلهوان والمنجي سليم ونفيهم، ولم يطلق سراحهم إلا بعد خمس سنوات، كما تميزت أحداث 9 أفريل بمشاركة المرأة التونسية التي خرجت لأول مرة للتظاهر.