نظّمت مجموعة من حرفيي وتجّار الأحذية بصفاقس صباح اليوم الأربعاء حركة احتجاجية بساحة باب الديوان أمام المدينة العتيقة استنكارا لما يعتبرونه استفحالا غير مسبوق لظاهرة الانتصاب الفوضوي وعدم تنفيذ القرارات المتخذة في الغرض من قبل السلط الإدارية والأمنية.
وسعى المحتجّون إلى نصب منضدة لعرض منتوجاتهم بشكل عشوائي بالساحة على غرار المنتصبين بشكل فوضوي في حركة رمزية منهم للتحسيس بضرورة التصدّي لهذه الظاهرة غير أن فرق الأمن منعتهم من ذلك بحسب ما صرّح به عضو المكتب التنفيذي للاتحاد الجهوي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية في صفاقس يوسف بن حمد لمراسل (وات).
وعلّل إطار أمني موجود على عين المكان هذا المنع قائلا بأن ذلك يدخل في إطار رفض كل أشكال الانتصاب الفوضوي مهما كانت غاياتها حسب قوله، لافتا إلى أن عملية المنع لم تشمل الاحتجاج الذي نفّذه الحرفيون بكل حرية.
وذكر هذا الإطار الأمني الذي خيّر عدم الإفصاح عن إسمه ردا عن سؤال يتعلق باتهامات المحتجين للجهات الأمنية ولا سيما الشرطة البلدية بالتغاضي عن مخالفات الانتصاب الفوضوي في باب الديوان وباب الجبلي أن المنتصبين الذين لا يقع رفع أكشاكهم ومنضداتهم لهم رخص مسلّمة من جهات رسمية ولا سيما بلدية صفاقس.
من ناحيته قال عضو المكتب التنفيذي للاتحاد الجهوي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية حمادي مقني ” المشكل يكمن في أن من يمتلك رخصة انتصاب على مساحة متر واحد يستغل عشرة أمتار، وصار يملك عشر منضدات بدل الواحدة ولكم أن تتصوروا حجم الظاهرة التي صارت تهدد مئات المحلات المنظمة التي تدفع الضرائب وما ينتظرها من مخاطر الغلق والإفلاس”.
ويطلق أحد الحرفيين صيحة فزع بالإشارة إلى أن عدد حرفيي الأحذية في صفاقس تقلّص من ستة آلاف خلال سنوات 2000 إلى ما دون 2500 حاليا وعدد الذين يشتغلون بالقطاع من 17 ألف إلى 5 آلاف فقط نتيجة بيع الأحذية المورّدة بشكل غير قانوني أمام محلات المنتوج المحلي الذي صار يتهاوى يوما بعد يوم، وفق تعبيره.
من جهتها اعتبرت سعاد بن زينة صاحبة “نصبة” (منضدة) مرخّص فيها في باب الديوان أنه من “حقها العيش والارتزاق” كبقية التونسيين وبالنظر كذلك إلى حالتها الاجتماعية الصعبة. وأوضحت في المقابل بأنها مستعدة للانتقال إلى سوق منظمة في حال وفرت السلط بديلا لها ولزملائها المنتصبين، وفق تصريحها.
وعبّر الحرفي راشد المصمودي عن استنكاره لتفاقم ظاهرة الانتصاب الفوضوي أمام باب الديوان وداخل أنهج وأسواق المدينة العتيقة معتبرا الظاهرة مسيئة جدا للمدينة العتيقة كمعلم تاريخي مرسّم ووجهة سياحية عرفت مؤخرا إدراج مسلك سياحي صلبها، بحسب رأيه.