استجوبت محكمة الدار البيضاء بالعاصمة المغربية امس فتاة تبلغ من العمر 24 سنة، في إطار محاكمتها حول تهمة تهديد أمن الملاحة الجوية التي تسببت في حالة استنفار قصوى على مستوى طائرة تابعة للخطوط التركية، كانت على متنها المتهمة في اتجاه مدينة الدار البيضاء المغربية، بعد تلقي طاقم الطائرة إنذارا كاذبا عن وجود قنبلة بصدد تفجيرها، وهي تعبر الأجواء الجزائرية ، الأمر الذي خلق حالة رعب وهلع كبيرين بين المسافرين، ليتضح لاحقا أنها تعاني من الإدمان على المواد المخدرة وأصيبت إثر ذلك باضطراب ذهني من نوع نشاط هذياني كان السبب في تصرفاتها.
وحسب ما نقلته صحيفة الشروق الجزائرية فان وقائع الحادثة تعود لشهر جويلية الفارط، حيث تفاجأ طاقم الطائرة بصراخ مسافرة وتلفظها بكلمات غير مفهومة، لتركض نحو المرحاض مسرعة حاملة بيدها مادة غريبة قامت برميها في الداخل ثم أغلقت الباب بقوة، ليحاول الطاقم إخراجها عن طريق كسره والسيطرة على الفتاة التي بقيت تردد بطريقة هستيرية آيات قرآنية، وأخبرت المضيفين بأن الطائرة ستنفجر بعد 10 دقائق، الأمر الذي أدخل نحو 300 مسافر في دوامة من الخوف ليقرر الطاقم التوقف أكثر من ثلاث ساعات بمطار هواري بومدين، وإعلان حالة طوارئ، وبالتشاور مع السلطات تم إجلاء المسافرين وتفتيش الطائرة، وهو ما اعترفت به المتهمة التي لم تتمالك نفسها وهي ترد على أسئلة القاضية أمس، قبل أن تنهار بالبكاء وتطلع هيئة المحكمة أنها كانت تعاني من “فوبيا” الطائرة ولم تكن في وعيها حسب ما ذكرت.
وفي المقابل، ركز دفاع الخطوط الجوية التركية ، خلال المرافعة على أن الحادثة كانت وراءها جماعة إرهابية خططت لتفجير الطائرة، واستدل بمعلومات تم التوصل لها خلال التحقيق حول هوية المتهمة، التي تبين أنها طالبة في الإخراج بالجامعة الاسترالية في الأردن، وتم اقتناء تذكرتها إلكترونيا عن طريق بريد يحمل اسم “إسلام العقيدة”، مطالبا بإعادة تكييف القضية إلى جناية إرهابية، لتقرر المحكمة تأجيل الفصل في ملفها للأسبوع القادم، بعد التماس ممثل الحق العام عقوبة 3 سنوات حبسا نافذا