دعا رئيس الحكومة يوسف الشاهد، مساء اليوم الجمعة، المربين بالمدارس الإعدادية والمعاهد الثانوية إلى استئناف الدروس وإرجاع الأعداد ابتداء من يوم الاثنين، مبديا التزام الحكومة بالحوار والنظر في مطالبهم انطلاقا من اليوم ذاته.
وقال الشاهد في كلمة بثتها نشرة أخبار الثامنة للقناة الوطنية الأولى، إن على كل طرف أن يتحمل مسؤولياته، فالسنة البيضاء لم تعد مجرد “فرضية” وإذا ما تواصل الأمر كما هو عليه الآن ستصبح أمرا واقعا، مضيفا أن الأولياء أصبحوا قلقين على مستقبل أبنائهم الذي أصبح مهددا جراء الإضراب المفتوح منذ أربعة أيام وجراء حجب الأعداد الذي تواصل طيلة ثلاثة أشهر وهوما أثر سلبا على المستوى البيداغوجي وعلى عملية التوجيه.
واعتبر أن الإضراب المفتوح يهدد الامتحانات الوطنية وهو ما يزيد مخاوف الأولياء من الخطر المحدق بمستقبل أبنائهم، مشددا على أنه لا مبرر لسنة بيضاء مهما بلغ حجم الاختلافات.
وتابع قائلا: “أنا على يقين أن المربين لا يرغبون في أن تكون السنة الدراسية سنة بيضاء والأغلبية الساحقة منهم مع إنجاح السنة الدراسية”.
وذكر أن رئيس الجمهورية كان أكد في لقائه مع الشركاء الاجتماعيين أنه لا بديل عن الحوار، وأن الحكومة “ليست محتاجة لأي ضغط” للتعامل مع المطالب الاجتماعية للمربين.
وأردف قوله “نحن نتعامل بإيجابية مع كل المطالب الاجتماعية لاسيما مطالب رجال ونساء التعليم الذين يؤدون رسالة نبيلة وكل المجتمع مدين لهم”.
وأفاد الشاهد أن المفاوضات الاجتماعية في الوظيفة العمومية وفي القطاع العام ستنطلق الأسبوع المقبل، مشيرا إلى أن الاستجابة للمطالب المادية سواء للمربين أو للقطاعات الأخرى ليست “مجرد رغبة” ولكنها مرتبطة بالوضع المالي للبلاد.
وقال “مازالت أمامنا فرصة لتفادي السنة البيضاء والحل الوحيد أن تعود الأمور عادية وأن نرجع للحوار وأنا على يقين أن شريكنا الاجتماعي الاتحاد العام التونسي للشغل يقاسمنا الهاجس نفسه وهو إنقاذ السنة الدراسية”.
وكان الاتحاد العام التونسي للشغل أعلن ظهر اليوم الجمعة انه “تقرر تبعا للأحداث الجارية في البلاد عقد مكتب تنفيذي وطني عاجل”، غدا السبت على الساعة الخامسة مساء بمقره بالعاصمة.
وقال الطبوبي خلال إشرافه اليوم الجمعة على المؤتمر الجهوي الثامن عشر للإتحاد الجهوي بتوزر إن “الحكومة توظف ملف التعليم الثانوي لتجعله مطية للتغطية على فشلها الذريع في كل الخيارات المطروحة على تونس” مضيفا أن “الحكومة هي التي تسببت في الوضع الصعب الذي تعرفه البلاد لانها جعلت كسب المواقع السياسية هدفها لا خدمة الصالح العام”.