قال الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل، نورالدين الطبوبي اليوم الثلاثاء ان “الاتحاد يرفض سياسة الهروب الى الامام
المتبعة من قبل الحكومة التي تعمد باستمرار الى الترويج لاملاءات الدوائر المالية العالمية، مشددا على “تصميم الاتحاد على التصدي لكل المحاولات لتمريرها”.
وأكد الطبوبي في كلمة ألقاها خلال اجتماع قاعدي عريض بقصر الرياضة بالمنزه بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للشغل، العزم على مقاومة كل محاولة للتفويت في القطاع العام، من خلال إعادة هيكلته وتحسين توازناته المالية وجودة خدماته وترشيد حوكمته بما يضمن ديمومة المرفق العمومي، مبرزا في
هذا السياق وقوف الاتحاد ضد كل محاولات تدجين الاعلام العمومي وارباك وتوظيف الإدارة العمومية وكل توجه نحو العودة للاستبداد.
كما شدد على رفض اتحاد الشغل التنكر للاتفاقيات المبرمة والتهجم على المنظمة الشغيلة والقدح في رموزها والمساس من استقلاليتها وتحديد مجالات تحركها ونضالاتها.
وفي سياق متصل قال الطبوبي ان “المشاحنات السياسية المعلنة والخفية ازدادت حدة وضراوة على خلفية الانتخابات البلدية القادمة”، معتبرا ان “كل الحكومات فشلت في كبح تفاقم الازمة الاقتصادية الخانقة”، وفق تقديره.
وأضاف ان هذه “التجاذبات قد سيطرت عليها الحسابات الشخصية والفئوية الضيقة من اجل تثبيت المواقع وكسب النفوذ واحتكار القرار ومحاولة إعادة انتاج منظومة الحكم السابق، بما يهدد بنسف ما تحقق من مكاسب على درب الإصلاح”، على حد قوله.
كما لفت الأمين العام الى ان كل الاحصائيات والمؤشرات تثبت ان التونسيين يرون ان البلاد تسير في الطريق الخطا وان الوضع المادي العائلي قد ساء بالمقارنة مع السنة الفارطة ووضع الأجيال القادمة سيكون اسوا من الوضع الحالي.
وابدى استياءه مما اسماه “حالة الوهن” التي اصبح عليها الاقتصاد الوطني، لا سيما وانه تم ادراج تونس لأول مرة ضمن القائمة السوداء للبلدان متعددة المخاطر بسبب تفشي الفساد وتمكنه من مفاصل الدولة في ظل سوء إدارة الملفات من طرف الحكومة.
وسلط الضوء على الارتفاع “غير المسبوق”، حسب توصيفه، لنسبة الدين العام والخارجي لاكثر من 70 بالمائة وتسارع معدلات التضخم الى مستوى قياسي بلغ في شهر مارس الماضي 6ر7 بسبب تغلغل التجارة الموازية وتفشي ظاهرة الاحتكار خاصة في مسالك التوزيع وتدحرج قيمة الدينار الى ادنى مستوياته مما ساهم مباشرة في انكماش الاقتصاد وتراجع الاستثمار والتشغيل والعائدات الجبائية، وفق تصريحه.
وفي جانب اخر انتقد الطبوبي “بعض الجهات التي ترى في مواقف الاتحاد إزاء الانزلاقات الخطيرة المسجلة في عديد المستويات تهديدا لمصالحها وتسعى لشيطنة الاتحاد ومحاولة ارباكه وافتعال الازمات لاستهدافه وتأليب الراي العام ضده”، حسب تعبيره.
ولفت الى خروج الاتحاد منتصرا من كل الازمات المفتعلة والتزامه بمصالح الشغالين والمهمشين والسعي لتحسين أوضاعهم المعيشية ومقاومة الاستغلال والتسلط من أجل تحقيق العدالة الاجتماعية، بالإضافة الى الدفاع عن المرفق العمومي وخاصة المدرسة العمومية والصحة العمومية والسكن الاجتماعي والنقل العمومي.
وتجدر الاشارة الى ان القوى القاعدية للإتحاد هتفت قبيل انطلاق هذا الإجتماع العمالي، بعديد الشعارات المناوئة للحكومة والمطالبة باستقالتها، وقامت برفع شعارات تحيي ذاكرة الإتحاد وتخلد ذكرى الرموز النضالية خلال كفاحها التحريري ضد الإستعمار والإستبداد.