لم يستبعد رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات محمد التليلي المنصري اليوم الخميس، أن تجرى الانتخابات الجزئية ببلدية المظيلة من ولاية قفصة خلال شهر ماي الجاري وفي شهر رمضان، لكنه أكد أنها لن تجري الأحد القادم.
وقال المنصري، في تصريح لـ(وات)، إن الهيئة ستتصل برؤساء القائمات وستتفاوض معهم, وسيتم على ضوء مقترحاتهم تحديد موعد إجراء الانتخابات الذي لن يتجاوز شهرا من تاريخ الإعلان عن النتائج الأولية وذلك حسب ما يضبطه القانون، مشددا على أن الهيئة على أتم الاستعداد والجاهزية البشرية واللوجستية لإجرائها.
وبين أن من بين الإجراءات الوقائية التي اتخذتها الهيئة لضمان حسن سير ونجاح العملية الانتخابية في كنف الشفافية، تغيير أوراق الاقتراع على مستوى الشكل واللون.
وكان موعد إجراء الانتخابات البلدية يوم الأحد 6 ماي 2018 استثنائيا بدائرة المظيلة من ولاية قفصة، مقارنة بالسير العادي للانتخابات على مستوى باقي الدوائر في كامل أنحاء الجمهورية. فقد شهدت مراكز الاقتراع في كل من حي النسيم ومركز اقتراع مدرسة التوفيق ومدرسة الحي العمالي حالة من الاحتقان في صفوف الناخبين بعد التفطن لخطإ في أوراق الاقتراع التي احتوت على 12 قائمة عوض تسع قائمات مترشحة.
وبحصول هذا الخطأ شكك عدد من أهالي المظيلة في نزاهة سير العملية الانتخابية, وأقدموا على تهشيم صندوقي اقتراع من مجموع أربعة صناديق في المكتبين عدد 1 و 3 ما أدى إلى إيقاف عملية الاقتراع بمطلب من ممثلي الانتخابات, وهو ما جعل الهيئة العليا المستقلة للانتخابات تؤجل عملية الاقتراع بالجهة وتقرر إجراء انتخابات جزئية في موعد لاحق .
//”انتظارات سكان المظيلة من الانتخابات البلدية”
وحاورت موفدة (وات) على خلفية الأحداث التي عاشتها المنطقة بعض المواطنين حول آرائهم في الانتخابات البلدية الجزئية وتاريخ انعقادها, فعبر الشاب والناشط بالمجتمع المدني علي الكريمي عن امتعاضه مما شهدته مراكز الاقتراع يوم الأحد الماضي من فوضى عارمة جعلت من المظيلة “استثناء”، محملا الهيئة الفرعية للانتخابات مسؤولية ما جد، ودعا إلى محاسبة المسؤولين عن هذا الخطأ الذي وقع تأويله من طرف البعض باتجاه تورط بعض الأحزاب الحاكمة وكاد يتسبب في احتقان اجتماعي وكارثة بالمعتمدية, حسب قوله.
ودعا الكريمي في هذا الشأن الهيئة الفرعية إلى تتبع مرتكبي الخطأ إداريا, لاسيما وأنهم تسببوا في تأجيل موعد الانتخابات وفي الخسائر المادية وكسر الصمت الانتخابي المطول, وعودة الدعاية الانتخابية والخطاب الاستقطابي للمواطنين من جديد من أجل المرور إلى تنافس انتخابي مكتمل الشروط، وفق تقديره.
ولفتت حماسة علي في إبداء رأيه بخصوص الانتخابات أنظار عبد العزيز القايدي أحد المارة في العقد الرابع من العمر فلم يتردد في الاستماع إليه وإبداء رأيه حول ما وصفه “بالعرس الانتخابي” الذي لابد أن يكتمل رغم ما حصل, معتبرا أن المقاطعة ليست الحل بل هي “خذلان لمبدأ المواطنة وللمترشحين الراغبين في تقديم الإضافة في الشأن المحلي ولن تخدم مصلحة المنطقة والبلاد ككل”. وشدد على ضرورة إقبال سكان المنطقة وبكثافة على الانتخابات الجزئية من أجل الصالح العام مع التكثيف من التواجد الأمني لتامين عملية الاقتراع وإنجاح عملية الاقتراع.
وعارض يحياوي فرحات وهو كهل في العقد الخامس الدعوة إلى تجديد الموعد مع الانتخابات البلدية، مؤكدا أنه كغيره من معظم سكان المظيلة سيقاطعون الانتخابات التي لن تجني المنطقة بإجرائها، وفق تقديره، أية فائدة خاصة بعد أن خذلت الأحزاب الحاكمة الشعب وسوفت وعودها الانتخابية كالتمييز الايجابي بين الجهات, وتوفير مواطن الشغل للشباب العاطل عن العمل, والنهوض بالجهات الداخلية عبر إحداث المشاريع التنموية, والاشتغال على مسألة البنية التحتية.
“أشاطرك الرأي” هكذا تعالى صوت عبد الوهاب الكريمي وهو أحد المقاطعين للانتخابات الجزئية التي اعتبرها كغيرها من الانتخابات التي لا تعود بالنفع على المواطنين بقدر تمعش الفائزين منها.
وقال “خير دليل على ذلك فشل الحكومات المتعاقبة منذ الثورة في حل الإشكاليات الاجتماعية المطروحة, خاصة منها البطالة التي أصبحت معضلة شباب قفصة عموما”.
يذكر ان عدد الناخبين بدائرة المظيلة يبلغ 8890 ناخبا ويتكون المجلس البلدي من 18 مقعدا. وقد ترشحت بدائرة المظيلة 9 قائمات منها 3 حزبية وهي النهضة ونداء تونس والخضر للتقدم و5 قائمات مستقلة وهي “التوافق” و”شباب المظيلة” و”المظيلة في القلب” وا”صلاح واعمار” و”اتحاد المظيلة” وقائمة ائتلافية للجبهة الشعبية.