أكد محافظ البنك المركزي التونسي، مروان العباسي، الاثنين، “ان الأوساط المالية والنقدية في تونس مدركة لأهمية تقنية “بلوك تشاين” (بناء القاعدة التسلسلي أو تكنولوجيا السجل الموزع ) كمصدر نمو لتونس وافريقيا”.
وأوضح العباسي، في افتتاح القمة الافريقية حول صناعة التقنيات المالية الحديثة “بلوك تشاين”، التى ينظمها كل من البنك المركزي التونسي و”باريس اوروبلاس” بالتعاون مع مجموعة “تالان”، “أن هذه التقنية عبارة عن تكنولوجيا للخزن ونقل المعلومات بصفة شفافة ومؤمنة دون استعمال جهاز مركزي للمراقبة”.
وقال “إن القارة الافريقية، هي، ومن دون ادنى شك، القادرة على الاستفادة من هذه التكنولوجيا، فالبلدان الافريقية والعربية تواجه تحديات مشتركة ولا سيما ضعف الاندماج المالي واستفحال القطاع الموازي، إذ أظهرت دراسة انجزها مكتب العمل الدولي، مؤخرا، أنّ أكثر من 85 بالمائة من مواطن الشغل في افريقيا يستوعبها القطاع الموازي في حين تقدر هذه النسبة ب58 بالمائة في تونس، بالاضافة الى ارتفاع مستوى البطالة في صفوف النساء والشباب وخريجي معاهد التعليم العالي ونقص ضمانات القروض وتدهور البنية التحتية والنمو الديمغرافي السريع.
وأردف قائلا: “إزاء هذه التحديات يمكن لهذه التكنولوجيا ان تساعد بلداننا على تسريع تطورها الاقتصادي وضمان استقلاليتها فاضافة الى الجانب النقدي يمكن لهذه التقنية ان تفتح الافاق أمام باعثي المشاريع من خلال تقديم العديد من الحلول الناجعة والمؤمنة والشفافة، وفق تعبيره.
وتطرق العباسي الى العوائق التى تحول دون تطوير تقنية “بلوك تشاين” مشيرا الى “انها تتمثل اولا في ضعف الترابط في افريقيا فيما يتمثل الاشكال الثاني في ان الحلول التى تطرحها هذه التقنية تستوجب تغييرا جذريا يصل الى حد القطع التام مع الانظمة الحالية وهو ما يستدعي استعداد المؤسسات المالية وكامل المنظومة الاقتصادية لهذا التحول”.
وتابع موضحا “ان التحدي الثالث يرتبط بالسلطات العمومية التى يتعين عليها توفير الاطار التشريعي الملائم وفرض القوانين وتطبيقها لتسهيل نشاط الباعثين على الصعيد الدولي وتيسير حصولهم على نفس الاليات لمجابهة المنافسة على الصعيد الدولي.
وبين العباسي “ضرورة التشجيع على تطوير هذه التكنولوجيات من خلال ضمان احترام القواعد المالية وحماية المستهلك ومعطياته الشخصية والاستقرار المالي والتصدي لظاهرة تبييض الاموال”.
وأوصى كذلك “بوضع الاطار التشريعي الملائم ليكون بمثابة الدافع على التجديد والتصدي لهجرة الادمغة التي تحرم البلدان العربية والافريقية من افضل كفاءاتها”.
وأبرز المدير العام ورئيس مجلس ادارة صندوق النقد العربي عبد الرحمان الحميدي، من جانبه، الفرص التي يمكن للبلدان العربية والافريقية ان تحصل عليها بفضل تطوير تكنولوجيات مالية جديدة سيكون لها، حسب رايه، انعكاس هام في مجال الاندماج المالي والنفاذ الى الخدمات المالية والتحكم في الكلفة المالية بالنسبة للمؤسسات المالية وتمويل الاقتصاد.
وحذّر في المقابل، من المخاطر المحتملة التي يمكن ان تترتب عن هذه التكنولوجيا الحديثة والتي لم يتم الى الان ضبط اطارها القانوني والتشريعي والمتعلقة اساسا بحماية المعطيات الشخصية والهجمات السيبرنية.
وأضاف كاتب عام “باريس اوروبلاس”، الان بيتون، “ان هذه التظاهرة تندرج في اطار الحركية العالمية التي ترمي الى التحكم في تقنية “بلوك تشاين” التي تسعى “باريس اوروبلاس” الى الارتقاء بها سواء في فرنسا او على الصعيد الدولي.
وعبر عن امله في “ان تتم الاستفادة من العلاقات المتميزة مع السوق المالية التونسية لاعداد مشاريع مشتركة في اتجاه افريقيا ومنطقة شمال افريقيا والشرق الاوسط.
يذكر أنّ قمة افريقيا “بلوك تشاين” تتطلع إلى مزيد التعريف بتأثير تكنولوجيا التحكم في تقنية تكنولوجيا السجل الموزع على المنظومة المالية في افريقيا والبلدان الصاعدة.
وتصبو هذه البادرة الى المساهمة في الحركية العالمية حول تقنية “بلوك تشاين” واقتراح تصورات اقليمية وسلم لتحليل وفهم هذه التكنولوجيا.
كما سيمكن الملتقى من اصدار كتاب ابيض يقترح رؤية مشتركة تطرح خلالها البنوك المركزية في المنطقة التحديات التى تعالجها تقنية “بلوك تشاين” لارساء اطار تشريعي ملائم وناجع للاسواق المالية.