دخلت معتمدية جلمة من ولاية سيدي بوزيد، اليوم الثلاثاء، في إضراب عام على خلفية استعمال القوة العامة لربط بئر السوائبية وما انجر عنه من مواجهات بين الأهالي وقوات الامن طيلة يوم أمس الاثنين، والتي أسفرت عن العشرات من الإصابات متفاوتة الخطورة في صفوف المواطنين والأمنيين.
وعلى ضوء الإضراب العام، تعطلت الدروس بمختلف المؤسسات التربوية، وأغلقت الإدارات العمومية أبوابها على غرار القباضة المالية والبريد والبلدية والمعتمدية والفرع البنكي بالمنطقة، بالإضافة الى عدد من المحلات التجارية الخاصة.
كما تجمع عدد كبير من الأهالي بالقرب من بئر السوائبية للتعبير عن رفضهم لما شهدته المنطقة من استعمال مكثّف للقوة ورفعوا شعار “ارحل” في وجه القوات الامنية المتمركزة بالمكان، ليتطور الوضع الى مواجهات بين الطرفين رشق خلالها المحتجون الامنيين بالحجارة والذين استعملوا بدورهم الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين.
ويأتي هذا الاضراب استجابة للبيان الذي أصدره الاتحاد المحلي للشغل بجلمة أمس، وأعلن فيه إقرار الإضراب العام اليوم، وذلك على خلفية ما عبّر عنه في نص البيان برفض والي سيدي بوزيد الحوار والتفاوض واعتماد القوة العامة لترحيل ما يعرف بـ “سنطاج جلمة ” الى فترة لاحقة، فضلا عن الاستعمال المفرط للقوة من قبل قوات الامن والذي أدى الى احتقان كبير في صفوف المواطنين وتضرر العديد منهم.
وفي هذا الصدد، صدرت، أمس الاثنين، العديد من البيانات المنددة باستعمال القوة على غرار بيان التنسيقية الوطنية للتحركات الاحتجاجية الذي طالبت فيه بسحب التعزيزات الأمنية من مدينة جلمة وحملت السلط المحلية والجهوية والمركزية مسؤولية أية تطورات قد تحدث، وبيان المركز التونسي للمياه الذي أكد فيه عن رفضه التام للحلول الأمنية في التعاطي مع احتجاجات الأهالي من أجل حقهم في الماء وتضامنه المطلق معهم، مطالبا بإطلاق سراح جميع الموقوفين وإيقاف التتبعات العدلية ضدهم.
وأشار المركز أيضا الى ان ابار مائدة سبيطلة-جلمة توفر 96 ألف متر مكعب من المياه نصيب ولاية سيدي بوزيد منها 21 ألف متر مكعب والباقي يتم تحويله الى ولاية صفاقس، موضحا ان البئر محل الخلاف ستوفر بعد تشغيلها 5184 مترا مكعبا يوميا.
وبدوره، أدان الفرع الجامعي للتعليم الثانوي بسيدي بوزيد في بيانه الاستعمال المفرط للقوة من قبل قوات الامن والاعتداء على حرمة المؤسسة التربوية والإطار العامل بها وطالب بفتح تحقيق فوري وجدي لمحاسبة المعتدين.