يشهد عدد من قرى ومدن ولاية صفاقس اضطرابات وانقطاعات متواصلة للماء الصالح للشرب في الوقت الذي تعرف فيه الجهة إنجاز مجموعة من المشاريع الجديدة لتحسين المنظومة المائية والتصدي لظاهرة العطش وانقطاع الماء التي صارت تعرفها الولاية في السنوات الأخيرة خلال الفترة الصيفية.
ومن بين المناطق التي عانت في الآونة الأخيرة ولا تزال من انقطاع الماء الصالح للشرب قرية “بوثدي” من معتمدية منزل شاكر وقرية، “سيدي امحمّد” من معتمدية الصخيرة (وهما منطقتان تزودان عن طريق قسم الهندسة الريفية بالمندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية)، وبعض مناطق معتمدية صفاقس الغربية المزودة عن طريق الشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه وغيرها.
وقد عبر سكان هذه المناطق عن امتعاضهم وقلقهم من هذه الانقطاعات والاضطرابات التي انعكست على سير حياتهم وقضاء شؤونهم الحياتية اليومية من خلال نداءات استغاثة أطلقوها على صفحات التواصل الاجتماعي وعلى أثير بعض الإذاعات.
وأرجع المدير الجهوي للشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه أحمد صولة في تصريح لمراسل (وات) بالجهة هذه الاضطرابات إلى “تواصل النقص في الموارد المائية مقابل الزيادة في الطلب على المياه خاصة في الفترة الصيفية التي ينتج عنها اختلال في التوازن بين العرض والطلب”. وأشار إلى جملة من الإكراهات منها أن “سد نبهانة الذي تتزود منه ولايتي صفاقس والمهدية يشهد نقصا في المخزون، كذلك الشأن بالنسبة لقناة جلب المياه من سبيطلة وجلمة”.
ووجه صولة نداء للأهالي لضرورة “ترشيد استهلاكهم للمساهمة في ضمان أكبر قدر ممكن من الاستقرار في التزويد خلال الصائفة، مع العمل على استعمال الموارد الخاص ولا سيما مياه المواجل خلال فترات الذروة في الاستهلاك”.
وكانت الجهة شهدت تدشين محطة ضخ وخزاني مياه صالحة للشرب بمعتمدية الصخيرة بطاقة استيعاب تقدر ب1500 متر مكعب بالنسبة للخزان الأول (وهو خزان النصف مغمور) وب250 مترا مكعبا بالنسبة للخزان الثاني (وهو خزان علوي، فوق أرضي)، وتصل كلفة هذه المحطة المنجزة في إطار مشروع تدعيم شبكة الجلب للمحور الجنوبي الخاصة بمعتمديات عقارب والمحرس والغريبة والصخيرة إلى 14 مليون دينار.
كما تم خلال شهر رمضان المنقضي الشروع في استغلال خزاني مياه صالحة للشراب بكلفة تفوق مليوني دينار، وبطاقة استيعاب تقدر ب4000 متر مكعب لتزويد المنطقة الصناعية بمنطقة دخان (من معتمدية الحنشة) وتقوية منسوب المياه بالنسبة للمناطق السكنية.
وتعرف الجهة كذلك إنجاز مشروع تهيئة شبكة للماء الصالح للشرب لفائدة 130 عائلة بمنطقة بوسعيد الحضارة من معتمدية الصخيرة ويتكون من محطة ضخ مجهزة وخزان سعته 50 م3 على ارتفاع 16 ومد 25 كلم من القنوات بتكلفة تناهز 1.2 مليون دينار، كما يجري تهذيب الشبكة المائية وتأهيل المنظومة المائية بكل من منطقة صبيح بالجروالة ومنطقة نوال أولاد قمر بمعتمدية الصخيرة.
يذكر أن هذه المناطق الريفية المزودة عن طريق المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية عرفت في السنوات الأخيرة إشكاليات كبيرة تتمثل أساسا في تراكم ديون المجمع المائي لفائدة شركة المياه وغياب هيئات مسيرة مستعدة لمجابهة الاشكاليات المطروحة ومنها اتساع رقعة الشبكة المائية وعدم استرسال التزويد (انقطاعات وضعف الماء) وهو ما أثر سلبا على علاقة المجمع بالمنتفعين ودفعهم الى عدم الخلاص.
ويؤكد تقرير صادر عن المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بصفاقس أن الشبكة في منطقتي صبيح ونوال “أصبحت حاليا بفضل المشاريع المنجزة في وضعية جيدة وستخضع إلى التجارب الفنية اللازمة وتصبح قابلة للتشغيل و تزويد المواطنين بالماء في أحسن الظروف شريطة توفر الكميات الضرورية من طرف شركة المياه”.
يذكر أن مشروع محطة تحلية مياه البحر بصفاقس الذي تعلق عليه الجهة آمالا كبيرة في مقاومة النقص المائي الحاد الذي تشكو منه، هو حاليا في مرحلة اختيار المكتب الاستشاري للإحاطة الفنية، وهي المرحلة التي تسبق الإعلان عن طلبات العروض الدولي المنتظر أن يتم في الثلاثي الثالث من السنة الحالية.
وتقدر كلفة هذا المشروع ب957 مليون دينار وطاقه إنتاجه ب200 ألف متر مكعب على مرحلتين على أن تكون هذه المحطة جاهزة في سنة 2022.