فاز المنتخب الانقليزي لكرة القدم على نظيره التونسي مساء اليوم في ملعب فولفوغراد في اطار الدور الاول لمونديال روسيا 2018 (المجموعة السابعة) بنتيجة 2-1 وسجل هاري كاين هدفي منتخب انقلترا (د11 ود90 زائد1 ) فيما جاء الهدف الوحيد عن طريق الفرجاني ساسي في د 34 من ضربة جزاء.
ورغم صمود بطولي للدفاع المنتخب التونسي خاصة في الشوط الثاني فان منتخب انقلترا اظهر تركيزا لافتا وصبرا طويلا استمر حتى الدقيقة 90 زائد 1 ليحقق هدف الفوز 2-1 عن طريق مهاجمه القناص هاري كاين الذي استفاد في مناسبتين من خطا في تمركز الدفاع التونسي ليسجل هدفي فوز منتخب بلاده.
وفوت المنتخب التونسي اليوم امام اكثر من 45 الف متفرج منهم المئات من احباء المنتخب التونسي ومن الجاليات العربية في تعادل بدا في المتناول قبل ان يتبخر الحلم في اللحظات الاخيرة ولينهزم المنتخب التونسي للمرة الثانية امام نفس المنافس1-2 في المونديال بعد هزيمة اولى في نهائيات كاس العالم فرنسا 1998 بنتيجة صفر-2 وعول المدرب نبيل معلول اليوم في اولى مباريات المنتنخب في المونديال الروسي على تشكيلة مكونة من اغلب العناصر التي خاضت المقابلات الودية التحضيرية في الاسابيع الماضية مع التعويل على الحارس معز حسن كاساسي في سيناريو عرفه المنتخب التونسي في مونديال الارجنتين 1978 حيث تم التعويل على حارس غير الذي خاض التصفيات . ورغم ان معز حسن لعب ربع ساعة فقط قبل ان يخرج بداعي الاصابة فانه ترك اطيب الانطاباعات .
وعاد قائد المنتخب وهبي الخزري اليوم الى اجواء التشكيلة الاساسية بعد ان تغيب عن الوديات الماضية بداعي الاصابة لكنه لم يكن نشطا بالشكل المطلوب ولم يحرج كثيرا الدفاع الانقليزي وبدا غير مستكمل الجاهزية.
فرض منتخب انقلترا اليوم نسق لعبه القوي وضغط باستمرار على الدفاع التونسي ولعب عدة كرات خلف الدفاع التونسي وتسرب المهاجم لينغارد اكثر من مرة من الناحية اليسري للدفاع التونسي وشكلت تسرباته تهديدا مستمرا لدفاع المنتخب التونسي.
وفوت اللاعب الانقليزي ستير لينغ الذي تلقى تمريرا من زميله لينغارد في فرصة التهديف عندما مرت كرته جانب المرمى رغم موقعه المناسب د4 . واثبت منتخب انقلترا تفوقه في الكرات الثابتة عندما صعد اللاعب ستونز فوق الجميع وسدد براسه كرة قوية في اتجاه مرمى الحارس معز حسن لكن الحارس التونسي صدها ببراعة في مرة اولى قبل ان تعود امام القناص “كاين” الذي لم يهدر الفرصة وسجل منها هدف السبق لمنتخب انقلترا د11
سيطر المنتخب الانقليزي القوي بنجومه في الشوط الاول وكان الاكثر امتلاكا للكرة والافضل انتشارا فوق الميدان وكان قادرا على تسجيل اكثر من هدف لولا حسن استعداد الحارس معز حسن في الدقائق الاولي للمباراة واهدار مهاجمه لينغارد كرات بدت سانحة للتسجيل. لعب الحارس معز حسن 15 دقيقة وقبل هدفا لكنه انقذ فريقه من اكثر من هدف وابقى على امل فريقه في التدارك ثم اشتكى من الاصابة على مستوى الكتف فاضطر المدرب نبيل معلول الى تعويضه د15 بزميله فاروق بن مصطفى الذي لم يخيب الظن بدوره وصد عدة كرات .
وبادر المدافع التونسي ديلان براون الذي قدم اداء مرضيا بنسج محاولة فردية د20 عندما تسرب من جهة الجناح وسدد كرة حولها الدفاع الانقليزي الى ركنية لم تثمر .
لم يصنع المنتخب التونسي فرصا تذكر في الشوط الاول لكنه استغل ضربة جزاء اعلنها الحكم بعد ان تمت مخاشنة المهاجم فخر الدين بن يوسف في منطقة الجزاء من اللاعب وولكر . وتولى الفرجاني ساسي تنفيذها بنجاح في د34 ليعدل النتيجة 1-1 ويزداد اصرار لاعبي المنتخب على مجادلة المنافس الانقليزي بروح عالية لكن لينغارد غير المحظوظ في مباراة اليوم كاد ان يضاعف النتيجة قي د44 عندما تجاوزت كرته الدفاع التونسي وسلكت طريقها الى المرمى لكنها اصطدمت باسفل العارضة وحرمت الانقليز من هدف ثان لينتهى الشوط الاول بتعادل المنتخبين 1-1
في الشوط الثاني واصل منتخب انقلترا ضغطه وهاجم بكثافة عددية مستفيدا من تراجع المنتخب الى مناطقه في غياب خط امامي يحرج دفاع المنتخب الانقليزي ويقلل الضغط على الدفاع التونسي حيث تحول المهاجم وهبي الخزري الى اول مدافع تونسي في منطقة المنتخب الوطني .
ودعا المدرب معلول اللاعبين الى الخروج من المنطقة لكن الفريق بدا غير ممسك باليات فرض نسق لعبه والمبادرة ببناء الهجومات في غياب حلول فردية وجماعية هجومية وفي وقت حرمت الاصابة المنتخب من افضل العناصر ذات الطابع الهجومي في المونديال الروسي على غرار يوسف المساكني وطه ياسين الخنيسي.
شحت محاولات التهديف من جهة المنتخب التونسي في الشوط الثاني وبادر نعيم السليتي د73 بتسديد كرة مرت عالية في محاولة فردية . وجنح المدرب نبيل معلول الى تعزيز خط الوسط الدفاعي عندما اشرك محمد امين بن عمر مكان السليتي د72 ثم عوض الخزري د85 بالمهاجم صابر خليفة.
وسعى البديل بن عمر الى الاحتفاظ بالكرة عند زاوية الركنية في اواخر المباراة لكنها خرجت منه الى ركنية وضعت حدا لحلم المنتخب في انهاء المباراة بنتيجة التعادل حيث مهدت الركنية لتحقيق الهدف الثاني لمنتخب انقلترا عندما استفاد المهاجم هاري كاين غير المحاصر مرة اخرى من سوء تمركز دفاعي وتلقى كرة سجل منها براسه هدف فوز فريقه 2-1 في المباراة . وهو فوز رغم صعوبته بالنسبة للانقليز كان مستحقا لابناء ساوث غايت.
اما المنتخب التونسي فانه خسر المباراة 1-2 لكنه جادل بقوة وبندية منتخب انقلترا .وسجل اول هدف له في المونديال الروسي وسيسعى لاعادة صموده الدفاعي ولكن بتنظيم افضل وهجوم انجع في المباراة المقبلة مع منتخب بلجيكا يوم 23 جوان الجاري في موسكو في اطار الجولة الثانية من الدور الاول من اجل تحقيق نتيجة افضل في مجموعة صعبة. وبدت هزيمة المنتخب التونسي اليوم امام المنتخب النتقليزي بمثابة الدرس رغم قساوتها.