فسر مساعد مدير قسم الجيوفيزياء بالمعهد الوطني للرصد الجوي، خير الدين العطافي، الهزتين الارضيتين اللتين سجلتهما مصالح الزلازل، الاحد الماضي بمزونة وقابس، بوجود منطقة منزل الحبيب بتقاطع العديد من الصفائح التكتونية، التي غالبا ما تكون ناشطة، مما يتسبب في حدوث هزّات أرضيّة.
وقال، في تصريح ل”وات”، أن الرجتين هما ارتداد لهزة وقعت في 21 ماي 2018 في منطقة قابس ومنزل الحبيب بقوة 5،1 على سلم رشتر وأنه رغم أن السكان شعروا بهما لم يكن للرجتين انعكاسات خطيرة على البناءات.
“تبعا لرجة 21 ماي 2018 ، سجلنا إلى حدود اليوم عشرات الهزات” وفق ما ابرزه العطافي مبينا ان هذه الهزات الارتدادية، التي يمكن ان تتواصل لعدة ايام وعدة اسابيع او لعدة شهور لا يمكن ان يكون لها الاثر الكبير.
تونس تتميز بحركة زلازل معتدلة
وأكد المسؤول بمعهد الرصد الجوي أن تونس تتميز بحركة زلازل معتدلة، إذ لم تتجاوز قوة الرجات 5ر5 درجة على سلم ريشتر إلا في بعض المناسبات النادرة ولا يمكن الحديث عن رجات خطيرة الا إذا تعلق الأمر بهزة بقوة تتجاوز 4 او 5ر4 درجة على سلم ريشتر، قائلا ” بداية من قوة 5 درجات على سلم ريشتر يمكننا تسجيل أضرار خطيرة على مستوى البناءات (تصدع الجدران) خاصة وانه يوجد العديد من البناءات القديمة بتونس وهذا النوع من الزلازل يمكن ان يتسبب في أضرار جسيمة للبناءات ويمكن أيضا تسجيل حالات إنهيار لبعضها.
وأشار إلى أن من بين أخطر الزلازل، التي تم تسجيلها حدثت خلال سنة 1970 بجهة سيدي ثابت من ولاية أريانة وبلغت قوتها 9ر5 درجة.
وتواترت الزلازل بشكل متقارب (فترات لم تتعد الشهر) خلال سنة 1979 بقوة تراوحت بين 4 و9ر4 درجات في مناطق مختلفة من بينها الوطن القبلي والساحل وجندوبة. كما تم تسجيل زلزالين هامين في سنة 1989 بقوة 8ر4 و9ر4 درجة على سلم ريشتر تسبب الأول في أرجحة منصة بترول بقابس فيما تسبب الثاني في ظهور تصدعات في الأرض بالمتلوي وقفصة الى جانب تسجيل زلازل أخرى في سنتي 1994 و1996.
وذكر المسؤول وجود جهات معرضة أكثر من غيرها لحدوث الزلازل على غرار تونس الكبرى والمناطق الموجودة على امتداد وادي مجردة إلى حدود غار الدماء وايضا بما في ذلك جندوبة ومجاز الباب والكاف والحمامات والوطن القبلي والساحل وسيدي بوزيد والقصرين بالاضافة إلى قفصة وقابس. وشهدت هذه المناطق رجات أرضية هامة خلال القرن الماضي ادت الى سقوط العديد من المباني.
وقال العطافي ان “تونس قد تكون سجلت هزات بقوة 7 درجات على سلم ريشتر خلال سنوات 850 كما شهدت حدوث تسونامي بجهة الوطن القبلي لكن هذا الامر يحتاج إلى إثبات علمي”.
وبشان احتمال مساهمة نشاط استخراج الغاز الصخري في حدوث الزلازل والهزات الارضية، قال العطافي أن الخبراء لاحظوا، على الصعيد العالمي، أن المناطق التي تشهد أشغال تنقيب عن غاز الشيست تعرضت لهزات هامة على غرار بعض المناطق في إسبانيا او الولايات المتحدة الامريكية لكن لم يقع إلى حد الآن إثبات ذلك علميا”.
وتابع “لاحظنا في تونس، مؤخرا، حدوث رجات في جنوب البلاد وبالتحديد في تطاوين المعروفة بنشاطات استخراج المحروقات والغاز”، لكنه نفى وجود رابط بين هذه الرجات وعمليات التنقيب، قائلا أنه “لا يمكن اثبات ذلك سوى عبر الابحاث العلمية وخاصة عبر النفاذ الى وثائق الشركات البترولية (قيس الضغط تحت ارضي…)”.