قبل ثلاثة ايام من المواجهة الثانية للمنتخب التونسي بالمونديال امام نظيره البلجيكي بالعاصمة الروسية موسكو يبدو فكر المدرب نبيل معلول مثقلا ببعض الهواجس التي تستوجب حلولا عاجلة لضمان اوفر حظوظ النجاح وتدارك عثرة الجولة الافتتاحية امام المنتخب الانقليزي.
وتاتي معضلة التنشيط الهجومي على راس المشاغل الحارقة للاطار الفني في ظل المشاكل الكبيرة التي لاحت على مستوى الاستحواذ على الكرة وصناعة اللعب امام منتخب الاسود الثلاثة في لقاء يوم الاثنين الفارط بمدينة فولغوغراد باحصائيات ضعيفة اقتصرت على تسديدة مؤطرة واحدة وركنيتين ونسبة امتلاك للكرة لم تتجاوز 40 بالمائة بما جعله يعجز عن خلق فرص تسجيل حقيقية وتهديد مرمى المنافس.
وسيكون المنتخب التونسي مدعوا في هذا السياق الى التخلي عن تحفظه الدفاعي المبالغ فيه الذي سيطر على اداء اللاعبين وساهم في تكبيل اقدامهم في اتجاه اعتماد تصور تكتيكي بنفس هجومي لاحراج دفاعات المنتخب البلجيكي وتخفيف العبء على الخط الخلفي.
خيار يقتضي بالضرورة منح اكثر حرية لبعض العناصر ذات الصبغة الهجومية التي اضطلعت خلال اللقاء الماضي بادوار دفاعية على الرواقين الايمن والايسر على غرار فخر الدين بن يوسف وانيس البدري اللذين لم يتخطيا في لقاء انقلترا وسط الميدان ولعبا على مسافة قريبة من الظهيرين ديلان برون وعلي معلول لايقاف التوغلات على الاطراف واحتواء خطورة القادمين من الخلف.
وقد تاتي الحلول من بنك البدلاء بالتعويل خاصة على الظهير الايمن حمدي النقاز الذي يجيد المعاضدة الهجومية بتوغلاته السريعة في ظهر الدفاع الى جانب سيف الدين الخاوي الذي يملك من المؤهلات الفنية لاسيما على مستوى الاستحواذ على الكرة ما يجعله قادرا بدوره على تقديم الاضافة المرجوة.
ومن جهة اخرى يتوجب على المنتخب التونسي تحسين تعاطيه الدفاعي مع الكرات الثابتة التي شكلت احدى اهم نقاط ضعف الفريق في مباراته امام المنتخب الانقليزي اذ وجد زملاء ياسين مرياح صعوبات كبيرة في ابعادها وتشتيتها ولعل قبولهم هدفين من ركنيتين يجسد المعاناة الكبيرة التي رافقت اداءهم في التعامل مع مثل هذه الوضعيات.
ويتوجب في هذا الاطار تشديد المحاصرة اللصيقة على لاعبي الخصم والمحافظة على التركيز عند قيامهم بالتقاطعات داخل المنطقة للتحرر من الرقابة اضافة الى توخي اليقظة في التعامل مع الكرة الثانية والعرضيات المرفوعة على القائم الثاني حتى لا يختل التوازن.
ويبقى امام المدرب نبيل معلول بعض الوقت لتلافي هذه النقائص من اجل اضفاء النجاعة المطلوبة والفاعلية المنشودة على منظومة اللعب والارتقاء بالاداء العام للفريق الى مستوى تطلعات الجماهير التونسية التي غادرت الملعب غير راضية على الخطة التكتيكية التي تم اعتمادها في المباراة امام المنتخب الانقليزي بعدما رات فيها الكثير من التخوف والحذر في وقت يملك فيه المنتخب على حد تقديرها اسلحة قادرة على ازعاج اي منافس وتهديد مرماه.