“مجلس الوزراء يتبنى خطة عمل وطنية لادماج ومأسسة النوع الاجتماعي … من المساواة القانونية بين الجنسين الى التمكين الاقتصادي للمرأة” و”قرار قاتل في الوقت الضائع … البنك المركزي يعمق معاناة حكومة الشاهد” و”شكلوا قوة انتخابية مدنية صاعدة .. هل كسر المستقلون سطوة الاحزاب؟” و”نصيبنا من كأس العالم”، مثلت أبرز العناوين التي تصدرت الصفحات الاولى للجرائد التونسية الصادرة اليوم الخميس.
سلطت صحيفة (المغرب) في افتتاحيتها اليوم، الضوء على خطة العمل الوطنية التي تبناها مجلس الوزراء، أمس الاربعاء، لادماج ومأسسة النوع الاجتماعي حيث تم اقرار خطة عمل تنطلق من ضرورة تكريس المساواة التامة قانونا بين الجنسين وتصل الى التمكين الاقتصادي للمرأة بما يحقق المساواة الفعلية اقتصاديا واجتماعيا وبما يسهم في الدفع القوي للحركية الاقتصادية وللرقي الاجتماعي للجميع.
واعتبرت أن هذا المشروع طموح ويهدف الى معالجة التمييز ضد النساء معالجة شاملة في اطار الاهداف السبعة عشر للامم المتحدة تنطلق من المساواة القانونية مشيرة الى أنه في هذا سيكون لتقرير لجنة الحريات الفردية والمساواة دور أساسي لكي تنطلق منه مبادرة أو مبادرات تشريعية لتنزيل هذه المقترحات ولادراجها في ترسانتنا القانونية ثم تؤسس على هذا بجملة من السياسات العمومية تهدف كلها الى التمكين الاقتصادي والاجتماعي والبيئي للمرأة.
وأبرزت أن النساء لا يشكلن سوى 28 بالمائة من السكان النشطين ورغم ذلك فان البطالة مضاعفة عندهن مقارنة بالرجال سواء كان ذلك على المستوى الوطني أو على مستوى حاملي الشهادات العليا مشيرة الى أن ذلك يعني أن التفوق الدراسي للاناث وتمثيلهن لحوالي ثلثي الخريجين سنويا من الكليات والمعاهد العليا، وذلك منذ عدة سنوات، لم يتحول بعد الى واقع اقتصادي والى ادماج في السكان النشيطين فلو كانت نسبة النشطين متساوية بين الجنسين لانضاف الى هذا الصنف أكثر من مليون ونصف نسمة ما بين أجراء وتجار ومهن حرة وباعثين وفلاحيين ولانعكس هذا بكل قوة على نسق النمو وخلق الثروة بالنسبة للبلاد قاطبة، وفق تقدير الصحيفة.
وتطرقت (الشروق) في مقال بصفحتها الرابعة، الى قرار البنك المركزي الاخير حول الترفيع في نسبة الفائدة المديرية معتبرة أنه جاء ليزيد في حدة الصعوبات التي يواجهها يوسف الشاهد وفريقه الحكومي وليخلق أزمة جديدة بين الحكومة وبقية الفاعلين السياسيين والاقتصاديين.
ونقلت عن محللين قولهم ان هذا القرار جاء في فترة صعبة للغاية على الصعيدين الاقتصادي والمالي للدولة ويعتبر قاتلا لانه سيمس مباشرة الوضعية المالية للافراد والمؤسسات حيث سيرفع من تكلفة الاقتراض البنكي وما سيتبع ذلك من ارتفاع في تكلفة الانتاج بالنسبة الى المؤسسات التي تؤدي اليا الى ارتفاع أسعار مختلف المنتوجات كما سيتسبب في ارتفاع تكاليف القروض بالنسبة الى الافراد بما في ذلك قروض السكن وقروض الاستهلاك وقروض السيارات وغيرها مما سيزيد في الصعوبات المعيشية للمواطن.
وأضافت أن منتقدي هذا القرار اعتبروا أنه كان بامكان الحكومة أن تتفادى لجوء البنك المركزي الى مثل هذا القرار عبر اليات أخرى من شأنها أن تدفع النمو وذلك عبر مزيد تشجيع الاستثمار والعمل على الترفيع في انتاج مختلف المواد حتى يرتفع العرض وتنخفض الاسعار آليا.
من جانبها اهتمت (الصحافة) في ورقة خاصة، بظاهرة فوز المستقلين في الانتخابات البلدية بأغلبية مقاعد المجالس البلدية على حساب كل من النداء والنهضة الذي شكل وفق تقديرها مفاجأة للطبقة السياسية ولاتجاهات الرأي العام على حد سواء وضربة موجعة للنداء وللنهضة لتعكس مؤشرات سياسية واجتماعية لعل من أهمها ارادة أهالي الجهات في تحصين مؤسسات الحكم من ظاهرة التحزيب التي فتكت بمفاصل الدولة ومشاركتهم في ادارة شؤونهم المحلية بأنفسهم في ظل بروز جيل جديد من الكفاءات المتخصصة في مختلف المجالات.
واعتبرت أن تدني ثقة الناخبين التونسيين في الطبقة السياسية نوعا من الظاهرة الايجابية لانها تعكس وعيا سياسيا بأن الحكومات التي تعاقبت على حكم تونس خلال السنوات الثماني الماضية فشلت سياسيا من خلال تعثر التجربة الديمقراطية المهددة بعديد المخاطر ووعيا اقتصاديا نتيجة انزلاق والاقتصاد الى أسوأ حالته اذ لا تتعدى نسبة النمو 2 بالمائة كما تعكس وعيا اجتماعيا بأن مؤسسات الحكم المحلي كما هو في الديمقراطيات العريقة ليست مجالس بلدية تابعة للاحزاب وانما هي مؤسسات أهلية مدنية مستقلة تمثل المواطن ومهمتها الاساسية تتمثل في ادارة الملفات المحلية التنموية بعيدا عن أجندات الاحزاب السياسية.
وأشارت جريدة (الصحافة) في مقالها الافتتاحي، الى أن لعبة كرة القدم تستحوذ هذه الايام على أذهان الجماهير في مختلف أنحاء العالم ومن بينهم الجماهير التونسية بطبيعة الحال فهناك ما لا يقل عن أربعة ملايين من التونسيين شاهدوا يوم، الاثنين الماضي، مقابلة تونس مع انقلترا في نطاق الدور الاول لكأس العالم الجارية حاليا بروسيا وذلك وفق أرقام الشركات المختصة في سبر الاراء.
واعتبرت أنه ربما في ظروف عادية وغير الظروف التي يمر بها الشعب التونسي، حيث تكثر المخاوف من الانقسامات ومن تواصل التجاذبات على حساب المصلحة العامة، كان من العادي جدا أن تقف الجماهير بالملايين وراء منتخبها الوطني في حدث كروي عالمي هام جدا لكن والحال على ما هو عليه فان كل خطوة تحسب وتقرأ وتستخلص منها العبر على غرار الهبة والحشد من أجل منتخبنا الوطني لكرة القدم مبرزة أنه على هذا الاساس نفهم المرارة الكبيرة التي يعبر عنها التونسيون كلما كانت نتائج المنتخب ليست في مستوى الانتظارات لكن المهم أنه كان لنا نصيبنا في كأس العالم بين الامم واستفدنا منه على طريقتنا، وفق ما جاء بالصحيفة.