في اطار الاحتفال بالمشاركة التونسية في المونديال، بادرت سفارة تونس بموسكو مساء الخميس بتنظيم حفل بهيج حضره بالخصوص السفير محمد علي الشيحي ورئيس الجامعة التونسية لكرة القدم وديع الجريء وعضو مجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” طارق بوشماوي وعدد من ممثلي السلك الديبلوماسي الاجانب وبعض رجال الاعمال والثقافة وكافة افراد البعثة الاعلامية التونسية المتواجدة بالعاصمة الروسية لتغطية مشاركة المنتخب في المونديال.
الحفل اقيم في اجواء منعشة ومرحة وقد شكل فرصة للالتقاء وتجاذب اطراف الحديث بين العديد من الوجوه من مختلف الاوساط واتاح المجال للصحفيين لاجراء بعض الاستجوابات مع الضيوف واثراء مادتهم الاعلامية.
حركية دؤوبة عرفتها قاعات السفارة واروقتها، فقد تجند جميع اعضاء التمثيلية الديبلوماسية التونسية بموسكو من اجل انجاح هذه الاحتفالية الصغيرة واخراجها في ابهى صورة. الحفل غاب عنه لاعبو المنتخب وجهازه الفني بسبب انشغالهم بالتحضير للقاء الحاسم امام بلجيكا يوم السبت على ملعب سبارتاك بالعاصمة موسكو. خيار يقول عنه رئيس الجامعة التونسية لكرة القدم وديع الجريء “فعلا لقد اقتصر الحضور على الاداريين بينما تعذر قدوم اللاعبين ومختلف الطواقم الفنية والطبية في ظل تركيزهم المطلق على الاعداد لمقابلة بلجيكا … لقد خيرنا الابقاء عليهم بمقر الاقامة باعتبار ان مثل هذه المراسم قد تؤدي الى تشتيت تركيز الفريق الذي دخل في المنعرج الاخير من تحضيراته مع بداية العد التنازلي لمباراة بلجيكا”.
سفير تونس بموسكو محمد علي الشيحي تفهم هذا الغياب الذي اعتبره منطقيا قائلا “الفريق على موعد مع مباراة هامة يوم السبت تتطلب حضورا ذهنيا كبيرا وجاهزية عالية لذلك من الطبيعي ان ينصب اهتمام اللاعبين والمدرب على هذا الاستحقاق … هذا الحفل ارادت من خلاله سفارة تونس بموسكو تكريم وفد المنتخب بعد التاهل الى كاس العالم لان الترشح يعتبر في حد ذاته نجاحا وقد حرصنا من جانبنا على تامين كافة الظروف الملائمة للمشاركة التونسية في هذا المونديال وفي الحقيقة تفاجانا بالعدد الكبير للجماهير التونسية التي توافدت على روسيا لمساندة المنتخب .. حسب مصادرنا يتواجد حاليا ما يناهز عن 15 الف مشجع تونسي … صحيح لم يقتن جميعهم تذاكر المباريات لكن مجرد حضورهم يشكل خير حافز للمنتخب وهو في نفس الوقت يحملنا مسؤولية كبيرة باعتبارنا مدعوين للسهر على راحتهم وحل مشاكلهم ومتابعة ظروف اقامتهم وتنقلهم”.
البعثة الاعلامية التونسية استغلت تواجد مسؤولي الجامعة للحديث معهم عن اخر استعدادات المنتخب لمباراة بلجيكا خصوصا وان الحصة التدريبية التي اقيمت بعد ظهر يوم الخميس كانت مغلقة. تحضيرات قال عنها عضو المكتب الجامعي المكلف بالمنتخب هشام بن عمران انها تسير وفق البرنامج المحدد في كنف التفاؤل والاحساس بالمسؤولية مؤكدا ان اللاعبين عازمون على الظهور بوجه مشرف والدفاع عن حظوظهم رغم صعوبة المهمة امام منافس يملك عدة نجوم كبار ومرشح بالنظر الى ثراء رصيده البشري الى لعب الادوار الاولى خلال هذا المونديال.
واضاف “عملنا اثر الخسارة المريرة امام منتخب انقلترا على ترميم معنويات اللاعبين واعتقد ان صفحة المقابلة الاولى طويت نهائيا وانصرف الفريق للتحضير لمباراة بلجيكا التي لن تقبل القسمة على اثنين … الحصة التدريبية الاخيرة مقررة يوم الجمعة على ملعب المباراة على ان يلتحق المنتخب مباشرة بعدها بنزل “رونيسانس” داخل العاصمة موسكو باعتبار ان قوانين الفيفا تنص على ضرورة ان لا يبعد مقر الاقامة ليلة المباراة عن 30 كلم من مكان الملعب خلافا لمقر اقامتنا الدائم بفندق امبريال بارك الذي يقع على مسافة اطول في احدى المنطاق الغابية بضواحي موسكو.
الحارس معز حسان غادر يوم الخميس موسكو في اتجاه فرنسا حيث سيخضع لعملية جراحية على مستوى الكتف … تاسفنا كثيرا لاصابته ونامل ان تكون عودته للمنتخب في اقرب الاجال”.
بدوره اشار يوسف الزواوي المدير الفني للجامعة التونسية لكرة القدم الى اهمية مباراة بلجيكا في سباق التاهل الى الدور الثاني مبينا ان المنتخب التونسي مطالب بتدارك الاخطاء التي ارتكبها في اللقاء الافتتاحي خاصة على مستوى التركيز خلال بداية ونهاية المباراة والتعامل بشكل افضل مع الكرات الثابتة.
وتابع “المنتخب البلجيكي فريق قوي ومنظم وهو يضم في صفوفه عناصر قادرة على احداث الفارق في اي لحظة … يتعين علينا الدخول في اجواء المباراة منذ البداية واللعب على نقاط قوتنا مع العمل على عزل صانع الالعاب هازارد عن بقية المهاجمين وبالخصوص الثنائي دي بروين ولوكاكو. لابد ان نكون متفائلين واتمنى ان يتوفق المنتخب في تحقيق اول فوز بالمونديال منذ 1978 ويتمكن لاول مرة من هزم احد المنتخبات الاوروبية في نهائيات كاس العالم”.