استعرض وزير الشؤون الثقافية محمد زين العابدين صباح الجمعة بمقر رئاسة الحكومة بالقصبة الانشطة والفعاليات الثقافية التى نفذتها الوزارة خلال الفترة الماضية ضمن السياسة الثقافية لحكومة الوحدة الوطنية والتي تميزت بإطلاق مجموعة من البرامج والمبادرات الهادفة الى مزيد تنشيط الحياة الثقافية وتحفيز حركة الابداع وتشجيع المبدعين وجعل الجهات الداخلية اقطاب للفعل الثقافي الدائم.
وفى هذا الاطار يتنزل احداث برامج “تونس مدن الفنون” وتونس مدن الاداب والكتاب” و”تونس مدن الحضارات” والتي أسهمت فى خلق ديناميكية ثقافية جديدة برؤى ومقاربات ثرية ومتنوعة جعلت من المثقف والمبدع التونسي فى قلب الفعل الثقافي، الى جانب اطلاق مجموعة جديدة من البرامج الثقافية على غرار “موسم الثقافة العمالية” و”موسم الثقافة الجزرية” و”موسم ثقافة الجنوب والصحراء” وموسم “الثقافة بين الحدود” وهي مبادرات متفردة تهدف اساسا الى ابراز الخصوصيات الثقافية والحضارية والتاريخية لعدد من الجهات التونسية بهدف مزيد تثمينها وادماجها فى مسالك للسياحة الثقافية والتراثية. كما تم وضع برامج للثقافة المندمجة والتضامنية محورها تجسيد حق التونسيين من ذوي الاحتياجات الخصوصية وكذلك الفئات السكانية الهشة اجتماعيا ومتساكني الاحياء ذات الكثافة السكانية والمراة الريفية، فى النفاذ للفعل الثقافي.
وعملت وزارة الشؤون الثقافية كذلك على دعم مفهوم الديبلوماسية الثقافية من خلال تبني عديد المبادرات الاقليمية والدولية على غرار ترؤس مؤتمر وزراء الثقافة العرب واحتضان مؤتمر وزراء الثقافة 5 زايد 5 وتنظيم ندوة فكرية ثقافية اقليمية حول موضوع العقد الثقافي العربي فى شهر مارس 2017 واستضافة مهرجان المسرح العربي ومؤتمر الناشرين العرب فى جانفي الماضي الى جانب التوقيع على اتفاقيات للتعاون الثقافي الثنائي ومتعدد الاطراف مع دول صديقة وشقيقة وهيئات عربية واقليمية مختصة.
واضاف الوزير “نفتخر ايضا باننا الدولة العربية والافريقية الوحيدة التي انخرطت فى برنامج اوروبا المبدعة الذي سيفتح امام المبدعين التونسيين افاقا رحبة للتعريف باعمالهم والاستفادة من العديد من البرامج والاليات التي ينتفع بها مبدعو دول الاتحاد الاوربي”.
واشتغلت وزارة الشؤون الثقافية أيضا خلال هذه الفترة على تطوير الاطار القانوني والتشريعي المنظم للعمل الثقافي بكل فروعه من ذلك اصدار الامر الحكومي المنظم لعمل المكتبات واصدار الامر الحكومي الخاص باحداث 11 معهدا جهويا للموسيقى، وسن القانون الاساسي لمركز العبدلية وتنقيح القانون الاساسي للمركز الثقافي الدولي بالحمامات.
كما تم الانتهاء من اشغال مدينة الثقافة واحداث عديد الاقطاب الفنية والابداعية بها (مسرح الاوبرا، متحف الفن المعاصر، المكتبة السينمائية….) التي ستكون لها انعكاسات ايجابية للغاية على حركة االفنون والابداع فى تونس خلال السنوات القادمة.
وشهدت الفترة الاخيرة استكمال احداث تعاونية الفنانين والمبدعين والتقنيين فى المجال الثقافي، ويجري العمل حثيثا على اصدار قوانين جديدة ستشمل اساسا احداث المؤسسة الوطنية لتنمية المهرجانات والتظاهرات الثقافية الكبرى وتركيز المجلس الوطني للثقافة ووضع اطار قانوني لعدد من الاسلاك الثقافية (اعوان وزارة الشؤون الثقافية، محافظي التراث، اعوان المكتبات والتوثيق بالادارات العمومية…)، واخرى تهم احداث مؤسسات ثقافية جديدة على غرار المركز الوطني للفنون التشكيلية والمركز الوطني للمسرح والمركز الوطني للكتاب ومركز تونس الدولي للتكنولوجيات الثقافية والاقتصاد الثقافي بمدينة الثقافة.
وفى سياق اخر تسعى المصالح المعنية بالوزارة الى تحيين النصوص المنظمة للدعم العمومي للعمل الثقافي بهدف مزيد تقنينه وتوسيع قاعدة المستفدين منه.
وفى حديثه عن العمل الثقافي فى الجهات وجهود تعصير البنية التحتية بها، أشار وزير الشؤون الثقافية الى انه يجري تنفيذ واستكمال بناء 158 مشروعا ثقافيا (مركبات ثقافية، دور ثقافة، مكتبات جهوية ومحلية….)، كما تم صرف نحو 3ر2 مليون دينار لتعهد وصيانة 86 مؤسسة ثقافية مختلفة.
واستعرض الوزير خلال هذا اللقاء كذلك، الجهود المبذولة لتطوير عمل مختلف المصالح والمؤسسات الثقافية الوطنية الراجعة بالنظر للوزارة لتحسين خدماتها وتطوير ادائها وتكريس مبادئ حسن التصرف والشفافية والحوكمة الرشيدة. كما تطرق إلى موضوع صيانة التراث الوطني المادي واللامادي وتثمينه، فأشار الى ان الوزارة تسعى جاهدة بالتعاون مع مكونات المجتمع المدني لتسجيل عدد من المعالم التراثية ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو على غرار جزيرة جربة وشط الجريد ومائدة يوغرطة والقصور الصحراوية بولايتي قبلي وتطاوين وفخار سجنان، فضلا عن تنفيذ بعض اجراءات الصيانة والتعهد لموقع اوذنة ومسرح السيليوم بالقصرين وموقع دقة الاثري واحداث مسالك للسياحية الثقافية والمتحفية بالمدينة العتيقة بتونس والكاف وجربة.
وفى تقييمه للنشاط الثقافي خلال شهر رمضان المعظم قال الوزير انه تم تنظيم 2188 نشاطا منها 2086 بالجهات الداخلية، وستشهد الفترة القليلة القادمة تنظيم اكثر من 100 الف نشاط ضمن مختلف البرامج الثقافية الوطنية والجهوية والمهرجانات الصيفية (صائفة 2018).