احتضنت قبة قصر الرياضة بالمنزه بتونس العاصمة، صباح الأحد، البطولة الوطنية الثانية للحساب الذهني التي تنظمها أكاديمية العباقرة بمشاركة ما لا يقل عن 1500 طفل تتراوح أعمارهم بين 5 و14 سنة.
ويتوزع المشاركون في هذه البطولة، التي أشرف على افتتاحها وزير التربية، حاتم بن سالم، على نحو 75 فرعا من مختلف أنحاء الجمهورية على غرار تونس الكبرى وصفاقس والحمامات وسيدي بوزيد والمهدية والكاف وجندوبة وجربة والمنستير وقبلي وغنوش ودوز، وهي فروع تنضوي تحت لواء أكاديمية العباقرة التي تتخذ شعارا لها : ندرّب عقلي الصغير.. نبني لبلادي مستقبل كبير”.
وترمي الأكاديمية، من خلال برامجها، إلى تنشيط قدرات الطفل الذهنية وتقوية ذاكرته وتطوير مهارة التفكير وملكات الإبداع الخلاق لديه، وفق فاطمة كمون وإدريس ستّهم، من مؤسسي الأكاديمية.
وعجّت دروب قبة المنزه التي تتسع لقرابة 4500 مقعدا بالجمهور، إذ ارتفع عدد الحاضرين إلى 1500 مشارك وأكثر من 2500 مشاهد جاؤوا لمرافقة وتشجيع هذه البراعم التونسية الواعدة في مجال الحساب الذهني، لينطلق البرنامج بتحية للعلم الوطني المفدى، تلته اختبارات المجموعة الأولى المتكونة من 500 مشارك.
وتواصلت فعاليات البطولة الوطنية الثانية للحساب الذهني مع اختبارات المجموعة الثانية (500) فالثالثة (نفس عدد المشاركين)، لتليها فقرة تنشيطية تتخللها عروض في ألعاب الجمباز ووصلات من العزف على البيانو ولوحات في التعبير الجسماني وإلقاءات شعرية على أن تختتم التظاهرة بفقرة تنشيطية يقدمها جعفر القاسمي، تتوّج بتكريم الفائزين وتوزيع الكؤوس والميداليات.
وفي تصريح خاص بـ (وات)، ذكر وزير التربية، حاتم بن سالم، بمناسبة افتتاحه للدورة الثانية للبطولة الوطنية للحساب الذهني، أن “الكنز الحقيقي الذي تزخر به بلادنا هو أبناؤها وبناتها لأنهم يمتلكون أكبر إمكانيات التنمية والتألق سواء كان ذلك على المستوى الوطني أو الدولي”، معتبرا أن الكفاءات التونسية من الأطفال تعد من أذكى الطاقات البشرية الموجودة على المستوى الدولي، حسب رأيه.
وفي سياق متصل، أقر الوزير بأن المنظومة التربوية الحالية تعتبر منظومة تقليدية لم تشهد إصلاحات جذرية معمّقة، مما يقلص الفرصة أمام التلميذ لبناء شخصيته واكتساب الثقة والإبداع، معلنا عن شروع الوزارة في العمل على هذه الأهداف الثلاث وهي بناء الشخصية والثقة والانطلاق نحو الإبداع باعتبارها المرتكزات المستقبلية للأجيال القادمة، وفق تقديره.
وقال بن سالم ‘إننا نوجه نداء عاجلا لكل الفاعلين في المنظومة التربوية للإلتحاق بمشروع الوزراة للإصلاح الحقيقي للمنظومة التربوية” متابعا “بدأنا هذا المشروع بكل هدوء، تحدونا القناعة بأن الإصلاح الحقيقي يبتدئ من المرحلة التحضرية والإبتدائية”
وأكد أن الإتفاقية الممضاة يوم الجمعة (22 جوان الحالي) مع نقابة التعليم الابتدائي، تنص على تخفيف البرامج وساعات التدريس مع استغلال هذه الساعات لبرمجة أنشطة بديلة ذات طابع ثقافي، فضلا عن بعث نواد موسيقية ومضامين تساعد على بناء الشخصية.
وشدّد الوزير على الرجوع الى رزنامة التعليم الثلاثي بداية من السنة الدراسية القادمة وإعداد برامج موسعة لتعميمها في جل الأقسام التحضيرية، وذلك في إطار إعادة النظر في أسس المنظومة التربوية التي قال إنه ” لامناص اليوم من إصلاحها لتحقيق النهضة المرجوّة لتونس”
وبيّن حاتم بن سالم في نفس التصريح بأن مثل هذه التظاهرة في الحساب الذهني تساهم في بناء جزء هام من شخصية الطفل واكتسابه للثقة في النفس، وتمكنه لاحقا من مجابهة مصاعب الدراسة “، مشيرا إلى أن الوزارة كانت تنوي في 2010 إدراج الحساب الذهني ضمن المواد التي ترتكز عليها برامج التدريس في الإبتدائي.
وتابع قائلا: “سنحاول مع أكاديمية العباقرة، خلق نواد في جل مدارس الجمهورية لدعم الحساب الذهني كمكوّن أساسي من مكونات الحساب”
وعلى صعيد آخر، تطرق وزير التربية إلى امتحان الباكالوريا الذي تم الإعلان عن نتائجه أمس السبت ، واصفا ظروفه بـ “الطيبة رغم محاولات التشكيك”، مذكّرا بأن باكالوريا 2018 تعد استثنائية بكافة المقاييس وبشهادة عدد كبير من الملاحظين نظرا للصعوبات التي رافقتها طيلة السنة.
ولئن شهدت نسبة النجاح ارتفاعا طفيفا مقارنة بالسنة الفارطة إلا أن الوزير أعرب عن أسفه بسبب تدني المستوى التربوي في تونس.
وأبرز أن الوزارة “ستعتمد على مقاربة تشاركية في إصلاح المنظومة التربوية انطلاقا من المرحلة الإبتدائية لتعمّ في مرحلة لاحقة التعليم الثانوي، وذلك بالتعاون أولا مع شريكنا الاجتماعي أي النقابات ،وثانيا مع المجتمع المدني الذي يعج بالخبرات، ولديه إمكانات هائلة لتقديم الإضافة مع ضرورة الانفتاح على مقترحات المربين -الذي تم اقصاؤهم في ما مضى- وسنعمل على أن يكون المربي في قلب العملية الإصلاحية”، وفق تصريحه.
الوسومأخبار تونس التعليم في تونس المصدر التونسية المعلمين النقابة العامة للتعليم الأساسي تونس تونس اليوم وزارة التربية