سيكون عشاق الموسيقى الكلاسيكية من تونس وخارجها على موعديْن مع عرض “أوبرا عايدة” للموسيقار الإيطالي “جوزيبي فيردي” (1813 – 1901)، وذلك يوم 30 جوان الحالي بالمسرح الروماني بالجم ثم يوم 5 جويلية بالمسرح الأثري بقرطاج.
“أوبرا عايدة” عرض موسيقي أوبرالي مدته ساعتين ونصف، أعاد تنفيذه كورال “لوليو الترابنية للموسيقى” وهي مجموعة أوبرالية إيطالية بالتعاون مع مسرح أوبرا تونس، بمشاركة حوالي 150 عنصرا بين مغنيي أوبرا وعازفين وكورال يمثلون المجموعة الموسيقية الإيطالية وكذلك الأوركستر السمفوني التونسي وأوركسترا أوبرا تونس وبالي تونس.
وتمّ تصميم ديكور وملابس خاصّة بهذا العمل من قبل مصممين تونسيين وإيطاليين، وذلك استجابة لمتطلبات العرض باعتباره يتضمن أيضا لوحات كوريغرافية لتجسيد قصّة غرامية من التاريخ جمعت قائد الجيش المصري “راداميس” بأسيرة حبشية تدعى “عايدة”.
وسيستمع الجمهور إلى أصوات أوبرالية إيطالية نسائية ورجالية لكل من “ميتي ألبارولا” و”دانييلا دياكوفا” و”داريو برولا” و”جيوسيبي جارا” و”آنريكو رينالدو” و”لويسيانا بانسا” وكذلك “جيسيبي آنفانتينو”.
وبلغت الكلفة الجملية لتنفيذ “أوبرا عايدة” حوالي مليون دينار تونسي دون احتساب نفقات التنقل، وفق وزير الشؤون الثقافية محمد زين العابدين، وقد تكفّل الجانب الإيطالي بما قيمته 600 ألف دينار تونسي.
وأكد محمد زين العابدين في ندوة صحفية عقدت صباح الاثنين بمدينة الثقافة، خصّصت لتقديم هذا العمل الموسيقي الذي وصفه بالضخم، على متانة العلاقة بين تونس وإيطاليا في المجال الثقافي وقد ترجمتها عديد المشاريع الثقافية المشتركة، “وها هي أيضا تترجم اليوم في مشروع موسيقي ضخم هو أوبرا عايدة” وفق تعبيره.
وشدّد الوزير على أهمية المشاركة التونسية في هذا العمل الموسيقي الذي سيمكّن من تطوير المهارات الوطنية في مجال موسيقى الأوبرا على مستوى الإنتاج والتكوين على المدى البعيد، مضيفا أن هذه الشراكة ستستمرّ ولن تتوقف مع “أوبرا عايدة”، كما أكد انفتاح تونس على التنوع الثقافي والحضاري وعلى مختلف الأنماط الموسيقية العالمية.
وعبّر سفير الجمهورية الإيطالية المعتمد بتونس “لورونزو فانارا” عن حرصه على تمتين الفعل الثقافي بين البلدين، لأهمية الثقافة ودورها في في ربط جسور الحوار والتواصل بين الحضارات، مبرزا أن تونس هي بلد متعدّد الثقافات وشعبها محب للثقافة.
ووصف السفير الإيطالي “أوبرا عايدة” بالعمل الأوبرالي الضخم، قائلا إن السفارة الإيطالية بتونس عملت على تحقيقه بمعية وزارة الشؤون الثقافية لتدعيم أساسيات الفعل الثقافي بين البلدين. وأفاد أن هذا العمل سيمكن من دعم السياحة بتونس، مضيفا أن الصحافة الإيطالية بادرت بالإشهار لتونس كوجهة سياحية انطلاقا من هذا العرض الأوبرالي الضخم.
وعبّر مدير “لانتي لوليو الترابنية” للموسيقى “جيوفاني دي سانتيس”، في كلمته، سعادته بالعمل المشترك مع موسيقيين تونسيين ضمن هذا المشروع، قائلا “لسنا هنا لعرض “أوبرا عايدة” فحسب، بل نحن في تونس من اجل مشروع ثقافي حقيقي بين البلدين”.
وأكّد “دي سانتيس” على أهمية مثل هذه المشاريع الثقافية المشتركة في دعم العمل الثقافي بين البلدين وبين ضفتي البحر الأبيض المتوسط. كما عدّد الخصائص الثقافية المشتركة بين تونس وإيطاليا لا سيّما منها التاريخية.
وحُدّد معلوم التذاكر لمواكبة هذا العرض الأوبرالي الذي سيسبق العرض الافتتاحي للدورة 33 لمهرجان الجم الدولي للموسيقى السمفونية، بـ 40 دينارا و50 دينارا. وستخصّص الشركة الوطنية للسكك الحديدية التونسية رحلة خاصة للجمهور نحو مدينة الجم ذهابا وإيابا، تنطلق من العاصمة على الساعة الخامسة ونصف وتتوقف بمحطتيْ بئر بورقبة والقلعة الصغرى، لتكون العودة نحو العاصمة على القطار نفسه بعد 45 دقيقة من نهاية العرض.
و”أوبرا عايدة” هو عمل للموسيقار الإيطالي “جوزيبي فيردي” استلهمه من التاريخ القديم لمصر الفرعونية، وتحكي قصة حب نشأت بين الأسيرة الحبشية “عايدة” و”راداميس” قائد الجيش المصري، الذي حكم عليه فرعون مصر بالإعدام بعد أن ثبت عليه محاولته للهرب مع عايدة إلى الحبشة.
وتمّ تقديم “أوبرا عايدة” للمرّة الأولى سنة 1871 على مسرح دار الأوبرا القديمة “الخديوي”. أما في أوروبا فقد عرضت للمرّة الأولى على مسرح “لاسكالا” في إيطاليا في شهر فيفري من سنة 1872.