يسعى المنتخب التونسي لكرة القدم الى انهاء مشاركته بالمونديال على وقع انتصار لرد الاعتبار ومصالحة الانصار بعد خسارتين متتاليتين واداء لم يرتق الى مستوى التطلعات وذلك عندما يلاقي منتخب بنما مساء الخميس بداية من الساعة التاسعة ليلا بالتوقيت المحلي (س 19 بتوقيت تونس) على ملعب موردوفيا ارينا بمدينة سارنسك لحساب الجولة الثالثة والاخيرة من منافسات المجموعة السابعة.
ويتقاسم المنتخبان المركز الثالث بلا رصيد بعدما تكبدا في المقابلتين الاوليين هزيمتين امام انقلترا وبلجيكا في ظل هشاشة دفاعية كبيرة اذ تملك بنما اسوأ خط دفاع بقبولها 9 اهداف بينما تاتي تونس في المركز الثاني في ترتيب اضعف الخطوط الخلفية بعدما اهتزت شباكها في 7 مناسبات بالتساوي مع السعودية التي اكملت مشوارها بالمونديال.
ويدخل المنتخب المقابلة وعينه على الفوز لكسر سلسلة سلبية من 13ِ مقابلة متتالية دون انتصار بكاس العالم منذ انجاز ملحمة الارجنتين 1978 عندما تمكن انذاك زملاء ساحر الجيلين حمادي العقربي من الاطاحة بالمكسيك 3-1 في باكورة المشاركات التونسية بالمونديال.
وبعد اربعة عقود كاملة يجدد منتخب “نسور قرطاج” الموعد خلال المونديال مع منافس ينحدر من منطقة الكونكاكاف (امريكا الشمالية والوسطى والكارايبي) يحدوه امل وطيد في تكرار سيناريو مباراة المكسيك للخروج بفوز معنوي لحفظ ماء الوجه بعد اداء باهت امام انقلترا وخسارة منطقية 1-2 ووجه شاحب امام بلجيكا وسقوط مدو 2-5
وابت لعنة الاصابات الا ان تواصل مطاردتها لعناصر المنتخب التونسي وقد كان الحارس فاروق بن مصطفى اخر ضحاياها بعدما تعرض في الحصة التدريبية لمساء الثلاثاء لتمدد في الرباط الداخلي للركبة يتطلب راحة لمدة 10 ايام ما يعني تخلفه عن لقاء بنما وبالتالي لم يعد امام الاطار الفني من خيار سوى التعويل على خدمات ايمن البلبولي بعدما غادر معز حسان المونديال منذ اللقاء الاول امام انقلترا بسبب خلع على مستوى الكتف.
وتعج عيادة المنتخب بالمصابين فعلاوة على الثنائي معز حسان وفاروق بن مصطفى ستسجل مباراة بنما كذلك غياب ثنائي خط الدفاع صيام بن يسوف وديلان برون باعتبار ان الاول يشكو من كدمة عضلية في الفخذ بينما يعاني الثاني من التواء في الركبة ما يستوجب خضوعهما لفترة راحة ب6 اسابيع.
وازاء هذه الوضعية الشائكة ستشهد التركيبة الدفاعية عدة تغييرات مقارنة باللقاءين الاولين اذ سيتولى ايمن البلبولي حراسة المرمى يتقدمه ثنائي في المحور يتالف من ياسين مرياح الذي سيبقى ثابتا في مكانه على ان تنحصر المنافسة على مركز قلب دفاع ثان بين يوهان بن علوان ورامي البدوي لتعويض غياب صيام بن يوسف. اما على مستوى الاطراف فسيلعب حمدي النقاز مكان ديلان برون في الرواق الايمن في حين ينتظر ان ياخذ اسامة الحدادي فرصته على الرواق الايسر كبديل لعلي معلول الذي ارتكب العديد من الاخطاء في المباراة الفارطة وبدا ليس في افضل حالاته البدنية.
وبغض النظر عن الاسماء يتعين على الخط الخلفي اكثر من اي وقت مضى استعادة توازنه وتماسكه للمحافظة على عذارة شباكه وايقاف نزيف الاهداف بعدما تلقت شباكه في اللقاءات الخمس الاخيرة بين وديات ورسميات 12 هدفا اي بمعدل اكثر من هدفين في كل مباراة وهي نسبة عالية لمنتخب ينشد التالق الامر الذي يستدعي مراجعة المنظومة الدفاعية بالياتها على مستوى التنشيط والتمركز والتغطية.
وانطلاقا من الحاجة الملحة للانتصار لما ينطوي عليه من اهمية بالغة على الجانب المعنوي ينتظر ان يعتمد الناخب الوطني نبيل معلول على خطة تكتيكية ذات صبغة هجومية للاستحواذ على الكرة وصنع اللعب في اتجاه الضغط على المنافس وخلق اكبر عدد ممكن من الفرص.
عناصر مثل فخر الدين بن يوسف وانيس البدري وسيف الدين الخاوي ونعيم السليتي مطالبة بالتقدم اكثر الى الامام وتوفير السند لراس الحربة وهبي الخزري لخلق التفوق العددي في مناطق الخصم وانجاح رهان التهديف بعدما اتسم اداؤها في اللقاءين السابقين بالكثير من التحفظ والحذر من خلال انشغالها المفرط بتامين التغطية الدفاعية على حساب تادية واجبها الهجومي.
كما يتعين على زملاء الياس السخيري القطع مع بداياتهم المحتشمة التي رافقت ظهورهم في المباراتين السابقتين والدخول بشكل جيد في اجواء اللقاء لارباك المنافس الذي يتمتع على قلة خبرته الدولية بلاعبين ذوي بنية جسمانية قوية ما يفرض جاهزية عالية من عناصر المنتخب لكسب الالتحامات البدنية والحوارات الثنائية.
منتخب بنما المغمور الذي يشارك للمرة الاولى في المونديال لا يملك في صفوفه نجوما كبارا غير انه من يعتبر من نوعية الفرق القادرة على فعل كل شيء خلال المباراة بين التالق والانهيار بمردود غير متوقع واداء ليس بثابت.
ومهما كان الامر فانه لا بديل عن الانتصار لتضميد الجراح خصوصا بعد خماسية بلجيكا حتى تكون هذه المشاركة قد ساهمت على الاقل في وضع حد لمسلسل اخفاقات كرة القدم التونسية بالمونديال المتواصلة منذ اربعة عقود ب9 خسائر و4 تعادلات متتالية.