دعا وزير التكوين المهني والتشغيل فوزي عبد الرحمان، اليوم الخميس، أصحاب المؤسسات الاقتصادية إلى جذب الكفاءات التونسية عبر توفير المناخ الملائم لها، وذلك خلال افتتاح الدورة الأولى لمنتدى التوظيف المنتظم ببادرة من المعهد العربي لرؤساء المؤسسات تحت شعار “بين جذب الموارد البشرية المؤهلة والاحتفاظ بها”.
وشدد الوزير، في تصريح إعلامي، على ضرورة أن تضع المؤسسات سياسات للموارد البشرية تواكب العصر وتعتمد على التجديد والابتكار، على ان
يتم من خلالها رد الاعتبار للكفاءات التونسية والاعتراف بها وتثمينها، ويجعلها قادرة على إعادة جذب الكفاءات التونسية المهاجرة من جديد.
وأشار إلى أن عدد الكفاءات التونسية العالية في الخارج يبلغ حاليا 100 ألف تونسي، مشيرا الى أن وزارة التكوين المهني والتشغيل أبرمت اتفاقات ثنائية،متعلقة بالهجرة المنظمة، بينها وبين عدة دول، خاصة منها الدول الخليجية، حيث تشغل قطر 5 ألاف تونسي في السنة، والدول الأوروبية حيث توفر فرنسا 9200 موطن شغل للتونسيين في السنة وذلك في اختصاصات مختلفة.
ومن جانبه أكد عضو المكتب التنفيذي لمعهد العربي لرؤساء المؤسسات محمد الشعبوني، في تصريح اعلامي، أن الإحصائيات الأخيرة لمنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية التي كشفت أن 94 ألف كفاءة تونسية هاجروا الى الخارجخلال السنوات الست الأخيرة، يفرض ضرورة العمل على وضع آليات جديدة من أجل المحافظة على بقاء هذه الفئة في تونس ووضع حد لتدفقها الى الخارج.
ودعا الى ضرورة أن توفر المؤسسات التونسية ظروف عمل ملائمة للكفاءات التونسية وأن تفتح أمامها آفاقا تمكنها من تحقيق طموحاتها وتجعلها قادرة على التخطيط الى مستقبل مهني أفضل.
ومن جهته أفاد رئيس مدير عام معهد مهن الصحة غازي درغوث، أن هجرة الكفاءات التونسية العاملة بقطاع الصحة يشهد ارتفاعا متزايدا، حيث تم تسجيل هجرة 45 بالمائة من الأطباء المنضوين تحت لواء عمادة الأطباء إلى الخارج بعد أن كانت هذه النسبة لا تتجاوز 5 بالمائة خلال السنوات الفارطة.
وعزا درغوث ذلك الى الظروف “المزرية”، حسب توصيفه، التي يشهدها هذا القطاع من ذلك قلة التجهيزات وضعف الإمكانيات ونقص الأدوية، داعيا الى ضرورة وضع إستراتيجية وطنية للحد من هجرة الكفاءات الصحية التونسية أو على الأقل تأطيرها في اتجاه الحفاظ على العلاقة بين هذه الكفاءات وتونس وذلك عبر الاستفادة من قدراتها ودفعها نحو الاستثمار في تونس والمشاركة في مختلف البرامج الوطنية.
يذكر أن هذا المنتدى الذي يهدف إلى التفكير في وضع آليات كفيلة بجذب الكفاءات التونسية المهاجرة وإعادتها للعمل بالمؤسسات التونسية، انبثق عن مشروع “طموح” للتشغيل الذي أطلقه المعهد العربي لرؤساء المؤسسات منذ سنة ونصف ويشارف حاليا على الانتهاء.
وتم في اطار هذا المشروع فتح ثلاثة مراكز تحمل إسم “طموح” بولايات القيروان وسيدي بوزيد وقفصة، تقدّم تكوينا مجانيا للكفاءات الشابة، لتأطيرها ومساعدتها على ملاءمة قدراتها مع متطلبات سوق الشغل.