“مناورات وتدافع واختلاف في المقاربات .. ماذا تبقى من منظومة الشيخين؟” و”الاتحاد مصر على التغيير” و”أسبوع الحسم” و”بعد تنصيب 208 مجالس بلدية .. النهضة تدعم تقدمها في رئاسة البلديات”، مثلت ابرز العناوين التي تصدرت الصفحات الاولى للجرائد التونسية الصادرة اليوم السبت.
لاحظت جريدة (الشروق) في تحليل اخباري، أن العلاقة بين الشيخين الباجي قائد السبسي وراشد الغنوشي لم تعد كما كانت وأنها تعيش لحظة توتر بسبب ما يبدو من اختلافات في مقاربة الوضع الراهن وربما تطلعات متباينة حول طبيعة المرحلة القادمة مشيرة الى أن اللقاءات الرسمية بين الرجلين قلت خلال الفترة الماضية وعوضت أخبار تلك اللقاءات المعلنة تسريبات عن لقاءات سرية بعيدة عن الانظار كان اخرها تسريب عن لقاء عشية حفل المعايدة الاخير.
وأضافت أن تراجع منسوب العلاقة بين الشيخين كان مرتبطا بالاعلان عن نتائج الانتخابات البلدية التي منحت حركة النهضة الاسبقية عن حزب نداء تونس والارتدادات التي عقبتها والتي كان أبرزها تصريحات المدير التنفيذي للنداء (السبسي الابن) وبعض قيادات النداء عن مراجعات في اتجاه فك التوافق مع النهضة واستعادة خطاب التحالف مع من يشبههم في تشكيل المجالس البلدية في الوقت الذي كان فيه راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة يتحدث عن أنت استمرارية التوافق ضرورية لكي لا تضطرب الهندسة العامة للسياسة في البلاد الناجة عن تشريعية 2014.
وأشارت الى وجود معطيات مؤكدة توضح قلق الرئيس الشرفي لنداء تونس من خيبة الانتخابات البلدية التي زادت في انهاك الحزب وأفقدته جزءا هاما من شعبيته وبريقه مبرزة أن ذلك القلق يقف وراء مطالبة نداء تونس باجراء تغيير عميق في الحكومة واقالة رئيسها يوسف الشاهد وانفراد السبسي الاب بتسطير مسار وثيقة قرطاج 2 كغطاء، كان واضحا منذ البداية لتحميل الحكومة الخيبة الانتخابية وتقديم الشاهد كبش فداء لمحو اثار الخيبة وكسب نفس جديد لاستعادة زمام الامور، وفق ما ورد بالصحيفة.
وتطرقت (الصحافة) في مقالها الافتتاحي، الى الازمة السياسية التي تمر بها البلاد مشيرة الى أن الاتحاد العام التونسي للشغل يعتبر من أهم المطالبين بتغيير ه الحكومة وأشرسهم ولا يمكن للاتحاد التراجع عن قناعته التي عبر عنها في العديد من المناسبات بأن هذه الحكومة قد فشلت في تحقيق أي انجازات لصالح الشعب التونسي بل أنها ساهمت في تفقيره وفي الانحدار الكبير لمقدرته الشرائية باثقال كاهله بالزيادات العشوائية المتتالية وتحميله كليا عبء فشل سياساتها وخيارتها الاقتصادية والسياسية والاجتماعية.
وأضافت أنه يبرز من خلال تصريحات الامين العام للاتحاد السابقة لانطلاق الجلسة التفاوضية الاولى أن الاتحاد عازم على المضي قدما نحو الضغط من أجل تحوير كلي للحكومة بتأكيده أن التفاوض حول الملفات الاجتماعية ضرورة في اتجاه حل العديد من الملفات الاجتماعية لكنه لا يتعارض مع التمسك بتغيير الحكومة.
وأبرزت أن الاتحاد لا يقف وحيدا في خياراته الوطنية وانما تقف الى جانبه مختلف الاحزاب والقوى التقدمية التي باتت متخوفة من انفجار الاوضاع نتيجة لتواصل الازمة متسائلة هل ينجح الاتحاد في تحقيق الميزانية الفعلية بين الجلوس مع الحكومة على طاولة المفاوضات ومعارضة خيارتها التي أضرت بالشعب؟.
واعتبرت جريدة (الصباح) في ورقة خاصة، أن مشاكل تونس التي كان بالامكان حلها والمرور الى بر الامان دون ضغوط تكمن أساسا في اصلاحات تقررت وتأخر تجسيمها زمن كان بالامكان ذلك دون ضغوط الجهات المالية الدولية وفي استقرار سياسي بعيدا عن الترضيات والمحاصصات الحزبية والاطماع الفردية والعائلية مشيرة الى أن مصير بلادنا التي بدأت تشهد بوادر انفراج اقتصادي أضحى اليوم مهددا وما قد يحمله الاسبوع المقبل من مفاجات أو ما قد يمنحه لبلدنا من هدنة محدودة زمنيا لن يمثل الا مرحلة في سباق الحواجز الذي علينا خوضه بثبات وسرعة ودون تعثر لتجنب الكارثة المالية وان منطق الاشياء يقول ان على الجميع التعاطي بحكمة وهدوء مع الوضع الصعب وتغليب المصلحة الوطنية على المصالح الضيقة والابتعاد عن رفع الشعارات الفضفاضة وصد الايادي الخفية والالسن الخبيثة التي ان فسح لها المجال فلن تزيد حال وطننا وشعبنا الا سوءا، وفق تقدير الصحيفة.
أما جريدة (المغرب) فقد أشارت في افتتاحيتها اليوم، الى انه مازال يفصلنا أسبوع واحد على استكمال تركيز المجالس البلدية وقد تتحرك بعض الاتجاهات العامة نزولا أو صعودا مبرزة أن الثابت على كل حال هو تصدر النهضاويين والمستقلين للمشهد البلدي القادم وعدم تمكن الندائيين من نسج التحالفات الضرورية لكي يحولوا هزيمتهم في الصندوق العام الى انتصار ولو جزئي في توزيع المسؤوليات.
وأضافت أحركة النهضة تمكنت من تحقيق اختراقات هامة خاصة في تونس الكبرى فمن أصل 13 بلدية من ولاية بن عروس حصلت النهضة على 7 فيما اكتفى النداء بواحدة والت خمس الى المستقلين وقد حصل نظير ذلك في ولاية اريانة حيث حصلت النهضة على خمس بلديات من أصل سبع ونال المستقلون البلديتين المتبقيتين.
وبينت أن ولاية صفاقس سجلت احدى أهم الهزائم الندائية غير المتوقعة بهذا الشكل فمن أصل 13 بلدية في دائرتي صفاقس حصلت النهضة على 9 والنداء على واحدة فقط فيما اكتسحت النهضة جل ولايات الجنوب وخاصة قابس (9 للنهضة و4 للمستقلين) ومدنين (8 للنهضة) وقبلي (5 للنهضة و4للبقية) وتطاوين فيما كانت الغلبة للمستقلين في توزر وتتوازن أكثر في قفصة (واحدة للنداء وثلاث للنهضة وأربع للمستقلين).