اعتبر رئيس اللجنة الوطنية لمكافحة الارهاب مختار بن نصر أن الربط بين اقالة وزير الداخلية لطفي براهم ونقلة بعض الأمنيين من جهة والعملية الارهابية التي جدت امس الاحد بعين سلطانة بولاية جندوبة من جهة ثانية يدخل في باب المزايدات السياسية الهادفة إلى بث الفرقة بين أفراد الشعب والتشكيك في القيادات الأمنية.
واضاف في اتصال هاتفي اليوم الاثنين بوكالة تونس إفريقيا للأنباء ان “الربط لا أساس له من الصحة لاسيما إذا ما علمنا أن 95 بالمائة من النقل تعلقت بمناصب تشكو من الشغور منذ مدة وفق ما نقله عن وزير الداخلية بالنيابة غازي الجريبي” قائلا ان “بعض المؤسسات الإعلامية سقطت في استراتيجية الارهاب وأصبحت تقوم بعملية تسويق له خاصة بعد تعالي أصوات الادانة والتنديد بقرار إقالة وزير الداخلية وتوجيه التهم دون أدلة”.
وأوضح أن نقلة الإطارات لا تؤثر على عمل المؤسستين الأمنية والعسكرية بالنظر إلى أنهما تعملان وفق مخططات تبرمج مسبقا.
ودعا في ذات السياق إلى امتصاص ارتدادات الضربة الأخيرة عبر المحافظة على وحدة الصف الوطني والابتعاد عن التجاذبات السياسية والعبث بالأمن القومي للبلاد باعتبار أن ذلك من شأنه ارباك المؤسستين الأمنية والعسكرية وزعزعة وحدة الصف الوطني والدفع بالبلاد نحو الفوضى.
وبخصوص اصدار بعض الدول الغربية في وقت سابق تحذيرات لمواطنيها من التوجه إلى ولاية جندوبة أوضح بن نصر أن هذه الجهات تقوم بتقييم الأوضاع الأمنية من خلال البلاغات الرسمية التي تصدرها وزارة الداخلية ووزارة الدفاع الوطني ثم تقوم برسم خريطة للتهديدات المحتملة لتحذر لاحقا مواطنيها من التوجه لمثل هذه المناطق مضيفا
أن 90 بالمائة من تراب البلاد يعد آمنا وهي نسبة لا تختلف عما يسجل في عديد دول العالم.
وفي حديثه عن تفاصيل العملية الارهابية بعين سلطانة بين المختار بن نصر أن مكان هذه العملية يعرف بغطائه النباتي الكثيف وبوجود عدد من المغارات والكهوف الأمر الذي استوجب تنسيقا مستمرا مع الجانب الجزائري بهدف تتبع تسلل الارهابيين على حدود البلدين مشيرا إلى أنه فور وقوع العملية تم اعلام الجانب الجزائري الذي استنفر قواته على كامل الحدود التونسية الجزائرية من شمالها إلى جنوبها.
وقال بن نصر ان المؤسستين الأمنية والعسكرية حققت نجاحات كبيرة في حربها على الارهاب وانتصرت عليه في أكثر من موقعة وحاصرت الارهابيين في الجبال وتتبعت آثارهم لمدة طويلة نسبيا مشيرا إلى أن عمليتهم الأخيرة تأتي كرد فعل على تلك النجاحات وأنهم قاموا بالاعداد لها واختيار المكان والزمان المناسبين واستغلال السياق السياسي العام بالبلاد.
يذكر أن اعتداء إرهابيا جد أمس الأحد 8 جويلية، في منطقة الشهيد على مستوى جسر قنطرة علي مبيلي بالطريق الرابطة بين المحمية الوطنية الفايجة ومنطقة الصريا من معتمدية غار الدماء (ولاية جندوبة)، وأسفر عن استشهاد ستة أعوان من الحرس الوطني وجرح ثلاثة آخرين.