تجري اليوم وغدا مباراتا نصف نهائي مونديال روسيا 2018 لكرة القدم ، حيث تجمع الاولى اليوم الثلاثاء بين الجارين فرنسا وبلجيكا فيما تدور الثانية يوم غد بين منتخبي انقلترا وكرواتيا.
وسيكون عشاق كرةالقدم على موعد مع مقابلتين أوروبيتين مثيرتين، ورغم أن الفرق الأربعة المستمرة في المنافسة تنتمي إلى نفس القارة، فإنها تختلف عن بعضها البعض من ناحية أساليب اللعب والدفاع والخطط التكتيكية.
ويرى نقاد أن منتخبات فرنسا وبلجيكا وإنجلترا وكرواتيا تتميز بصفات مختلفة تماما، فلكل فريق نهجه الخاص ولكل مدرب فلسفته وتفكيره، وكل لاعب يختلف عن الآخر من ناحية المستوى الفني وسرعة قراءة اللعب.
وستكون بداية الاثارة اليوم بين منتخبي فرنسا وبلجيكا. فمع بداية المونديال ربما كان مدرب منتخب فرنسا ديدييه ديشامب سيتعرض لانتقادات لاذعة بسبب طريقة لعب فريقه ، حيث كان البعض يعتبرون أن منتخب الديوك لديه ألف وجه ويفتقد لهوية حقيقية لكن في الواقع بعد سلسلة من المقابلات ، أصبحت هذه الميزة نقطة إيجابية، فبينما عرف الفرنسيون كيفية مجاراة إيقاع مبارياتهم في مرحلة المجموعات، أظهر منتخب فرنسا مستوى متميزا امام الأرجنتين، ثم قدم أداء قويا وفعالا في لقائه مع أوروجواي.
ويعرف منتخب فرنسا كيفية ملاءمة أسلوبه حسب منافسيه وهذه خاصية مهمة . وقد يكون الرسم التكتيكي على شاكلة 4-3-3 في مباراة و4-2-3-1 في المباراة التالية، في حين يمكن أن يقررالمدرب ديشامب استخدام قامة أوليفييه جيرو أو سرعة كيليان مبابي لزعزعة الدفاعات.
و خلال مونديال روسيا 2018، لم تعد هناك فرق ضعيفة، فحتى عمالقة مثل ألمانيا وإسبانيا واجهوا صعوبة بالغة في اللعب وفق “أسلوبهم”.. ذلك أن الاستحواذ على الكرة لا يضمن الفوز في حين أن التجربة لا تضمن النجاح.
أما البلجيكيون فدخلوا غمار البطولة بواحد من أفضل الفرق على الورق، لكن نجاحهم الأكبر في روسيا يتمثل في قوة العمل الجماعي. وقد يمثل هذا أهم إنجاز في تاريخهم، ببساطة لأنه لم يسبق لهم الوصول إلى مثل هذه المرحلة في الماضي. كما لم يكن هذا المنتخب البلجيكي معروفا في السابق بالصمود ورباطة الجأش، وهو ما أظهره الشياطين الحمر بشكل واضح تماما ضد كل من اليابان والبرازيل، علما بأن نجوم الفريق، بمن فيهم الثلاثي إيدين هازار وكيفين دي بروين وروميلو لوكاكو، يظهرون في أفضل حالاتهم عند الحاجة، ولكن تجدر الإشارة أيضا إلى أن أهداف البلجيكيين حملت توقيع تسعة لاعبين مختلفين في روسيا.
ومن جهته، يبدو أن المدرب روبرتو مارتينيز هو الرجل المناسب في الوقت المناسب، حيث يبدو أنه وجد الطريقة الأنسب لإخراج الأفضل من نجومه وبلورة الفريق كوحدة متكاملة . ففي الفريق البلجيكي، الجميع جاهزون للعب وعلى استعداد لتقديم التضحيات المطلوبة على أرض الملعب، أو في بعض الحالات، لقبول دور البديل ودعم زملائهم في الفريق.
وفي حوار انقليزي كرواتي يوم غد الاربعاء، يستمر فريق جاريث ساوثغيت في إيجاد طرق جديدة ومختلفة للفوز على خصومه، فقد لعب الفريق الشاب بثقة واسلوب حديث في اطار عمل جماعي ، علما أنه فريق يتحسن باستمرار واظهر انه مستعد للتعامل مع أية حالة من حالات المباريات ومقارعة أي منافس، كما أن طريقته في إدارة اللعب فعالة بشكل لافت وقد فازت إنجلترا في روسيا 2018 لأول مرة بركلات الترجيح في تاريخ كأس العالم، وذلك دون الخوض في تقييم فردي لنجوم الفريق على غرار الحارس المميز جوردان بيكفورد وهداف البطولة هاري كاين – وكلاهما لا يتجاوز من العمر 24 سنة.
وقد يكون هذا هو أقوى منتخب إنجليزي منذ عام 1990، وهي المرة الأخيرة التي وصل فيها الأسود الثلاثة إلى نصف النهائي. ومع ذلك، فإن هذا الفريق، بمقاربته الحديثة المحكمة والمركزة للعبة، يبدو في طريقه إلى صنع تاريخه الخاص.
أما بالنسبة لمنتخب كرواتيا، وبالنظر إلى الطريقة التي تأهل بها عن المجموعة الأكثر صعوبة في روسيا 2018، ناهيك عن اجتيازه اختبارين بغاية الصعوبة في مراحل خروج المنهزم، تعتبر من الفرق الأكثر إثارة للإعجاب في البطولة.
ويمثل خط الوسط أبرز أساس يقوم عليه هذا المنتخب، وهو الذي يعتبر واحدا من أفضل خطوط الوسط في مونديال روسيا 2018.
ويعد لوكا مودريتش وإيفان راكيتيتش عماد المنتخب الكرواتي، ليس من المعهود رؤية لاعبين من ريال مدريد وبرشلونة يجتمعون جنبا إلى جنب لتقديم مثل هذا الأداء المدمر، ولكن هذا بالضبط ما يفعله مودريتش مع راكيتيتش في قلب محور ارتكاز كتيبة فاتريني. ولكنهما ليسا الوحيدين، إذ ينضم إليهما نجم إنترميلان مارسيلو بروزوفيتش ولاعب الريال الآخر ماتيو كوفاسيتش ومهاجم فيورنتينا ميلان باديلي، الذين يعدون جميعهم من الجيل الرائع للاعبي الوسط الكرواتيين.