“الريح آتية وبيوتهم قش والكف عالية وزجاجهم هش” و”لن يقدر الارهاب على تونس” و”جويلية 2013 … جويلية 2018 … حكومات الفشل … وسنوات الرعب” و”الحرب على الارهاب .. في ضرورة الوحدة الوطنية وشروطها”، مثلت أبرز العناوين التي تصدرت الصفحات الاولى للجرائد التونسية الصادرة اليوم الثلاثاء.
اعتبرت جريدة (الصباح) في افتتاحيتهتا اليوم، أن عملية، عين سلطانة، ما كان لها أن تحصل لولا التجاذب السياسي الذي ضرب في العمق أمن الدولة وشتت الاهتمام عن المخاطر المحدقة بالبلاد وجعل الجميع من رئيس حكومة الى رئيس الدولة الى الحكومة، التي وجدت نفسها دون وزير داخلية بعد أن رأى يوسف الشاهد ومن دفعه الى ذلك الابقاء على أهم أخطر هيكل في البلاد دون وزير فعلي مكتفيا بوزير بالنيابة بادر بعد ساعات قليلة من تعيينه “المؤقت” الى ارباك المؤسسة الامنية باقالات وتعيينات مثلت “تسونامي” حقيقي صلب المؤسسة الامنية خاصة أن “الوزير بالنيابة” أكد مسؤوليته على هذه التعيينات التي لم يستشر فيها أي كان وأنه قام بها حسب قوله “في اطار صلاحياته التي يضمنها له القانون” وهو الذي لم يمر على جلوسه فوق كرسي وزارة الداخلية سوى ساعات ولم يكن عارفا بمن يستحق الاعفاء ومن يستحق التعيين خاصة أن التغيير مس القطاعات الامنية الاكثر حساسية كالارهاب والاستعلامات.
وأضافت أنه اليوم وبعد كل ما حصل فانه يتعين على مسؤولي الدولة ونواب شعبها وأحزابها تحمل مسؤولياتهم كاملة لوضع حد لتدهور الوضع السياسي الذي بات يهدد وبشكل واضح وفاضح بانهيار أمني فتح الابواب مجددا أمام الارهاب .. انهيار أمني ربما يأتي بعد الانهيار الاقتصادي والاجتماعي الذي أصبح يهدد بخلق أرضية سانحة لرجوع ونمو الارهاب بعد استقرار أمني ملحوظ.
أما (الصحافة) فقد رأت، في سياق متصل، أنه من الطبيعي جدا أن يتوجه التونسيون الى نخبتهم السياسية لا سيما منها المضطلعين بمسؤولية الحكم ليحملوهم مسؤولية وقوع الجريمة الارهابية لصباح أول أمس وليصبوا عليهم جام غضبهم متسائلة .. أليست الحكومة ممثلة الدولة هي الضامنة لامن المواطنين والمسؤولة عن سلامة كل أبناء الوطن مدنيين كانوا أم عسكريين وأمنيين وأليست أولوية أولويات الحكومة في هذه المرحلة الانتقالية الدقيقة العمل على تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية للاسر التونسية واخراجها من د ائرة التفقير والخوف التي تردت فيها منتذ سنوات وما نتج عن ذلك من يأس واحباط رميا بشبابنا الى أحضان الهجرة السرية أو العنف الارهابي؟.
وذكرت بأن الارهاب ليس حدثا عابرا ولا يقتصر على بلد دون آخر خصوصا في منطقتنا التي تعيش أخطر وأهم تحولات في تاريخها موضحة أننا مطالبون بتغيير كامل في وعينا العام لندمج الظاهرة الارهابية كحقيقة واقعة نتعايش معها لزمن قد يطول وقد يقصر واذا ما قمنا بذلك فرضت علينا عدة واجبات لا مناص من الاضطلاع بها أولها أن لا نتعاضى عن توخي الحيطة والحذر وأن نتجنب خصوصا الاعتقاد والادعاء أننا هزمنا الارهاب وطوينا صفحته، وفق ما ورد بالصحيفة.
من جهتها أشارت جريدة (الصحافة) في مقال بصفحتها الثالثة، أن جل الخبراء في المجالين الامني والسياسي استشعروا خطورة الارباك الذي حصل على وقع التغييرات الفجئية المكثفة على رأس المؤسسة الامنية سواء على مستوى الوزارة أو على مستوى المديرين والقادة الميدانيين والادهى أن هذه التغييرات لم تتم بناء على برنامج وظيفي مدروس أو على حاجة فعلية لتجويد الاداء بل بنيت على أساس توجس واهم مغذى بتطير سياسي وحسابات هي أبعد ما يكون عن المصلحة الوطنية الاستراتيجية.
وأضافت أنه يمكن أن نفهم ببساطة أن التغييرات المربكة على مستوى القيادة تنتج وضعا مربكا على مستوى الاداء الميداني فضلا عن أنها يمكن أن تغيب حلقات مهمة على مستوى الاسترشاد أو الاستعلام والتبليغ لا يدرك أسرارها الا القادة الذين تمرسوا على وظائفهم لسنوات وعرفوا كل كبيرة وصغيرة عن تحرك الخلايا الارهابية مبرزة أننا نتحدث عن فاجعة وطنية وافة ارهابية عابرة للقارات لكن هذا لا يمنع من البحث عن ترابط وتشابه الوضعيات السياسية التي أنتجت هذه الازمة.
وأوضحت أن تونس الان مغلولة ومحاصرة مشيرة الى أنه لا غرابة أن يعيش التونسيون اليوم نفس مشاعر التوجس من المستقبل ولا غرابة ان عادت الجنائز الى الاشتغال لتوارى جثامين خيرة شباب تونس .. علها نفس غصة الحسرة على الجنود المذبوحين بالشعانبي في جويلية 2013 عادت لتتكرر في جويلية 2018.
واعتبرت (المغرب) في افتتاحيتها اليوم، أن مشاكل البلاد قد طالت وتعقدت وتداخلت وهي تحتاج من الجميع بذل جهد مضاعف وفي نفس الاتجاه من أجل بداية الانقاذ وبداية الاصلاح ثم ليتنافس المتنافسون فيما بعد أما لو تناحرنا جميعا اليوم فستذهب ريحنا كلها ويغرق المركب بمن فيه مبرزة أن الوفاء لدماء الشهداء ليس مجرد شعار بل طريقة في الفعل والاصلاح أيضا.
وأضافت أن وحدة الصف المطلوبة اليوم لا تعني السذاجة أو الاصطفاف وراء أي طرف سياسي كان وان كان لا بد من الاصطفاف فليكن وراء قوات أمننا وجندنا البواسل وراء المؤسستين الامنية والعسكرية دون محاولة اختراقهما أو تأليب طرف على طرف اخر أو الانتصار لشخصية على حساب أخرى، حسب ما ورد بالصحيفة.