يكرّم مهرجان السينما المتوسطية بتونس “منارات” في دورته التأسيسية (9 – 15 جويلية 2018)، السينما الفلسطينية، وذلك من خلال عرض باقة من الأفلام التي لاقت صدى واسعا لدى الفاعلين السينمائيين وحصدت جوائز في المحافل السينمائية العالمية.
وهذه الأشرطة التي انتقتها الهيئة المديرة لمهرجان “منارات” هي “عرس الجليل” لميشيل خليفي و”عيد ميلاد ليلى” لرشيد مشهراوي و”3000 ليلة” لمي نصري و”الزمن الباقي” لإيليا سليمان و”صداع” لرائد آندوني، إلى جانب فيلم “الجنة الآن” لهاني أبو أسعد، الذي تمّ عرضه مساء الأربعاء بالمكتبة السينمائية بمدينة الثقافة.
حصد فيلم “الجنة” الآن الذي تم إنتاجه سنة 2005، مجموعة من الجوائز هي جائزة مهرجان برلين للسينما العالمية، وجائزة الفيلم الأوروبي وجائزة العجل الذهبي بهولندا وكذلك جائزة الغولدن غلوب وجائزة مهرجان دوربان للسينما العالمية في جنوب أفريقيا.
يروي الفيلم قصّة صديقين فلسطينين منذ الطفولة هما سعيد وخالد يقطنان بمدينة نابلس في الضفة الغربية، تختارهما المقاومة الفلسطينية لتنفيذ تفجير في تل أبيب، ردّا على الهجمات التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي. وعندما لا تسير الخطة على ما يرام يضطر الصديقان لاتخاذ قرار مرة أخرى بما اذا كانا يرغبان حقا في المضي قدما في تنفيذ العملية. وينتهي بهما الحال الى اتخاذ قرارات مختلفة تماما وغير متوقعة.
وحاول المخرج هاني أبو أسعد من خلال “الجنة الآن” إبراز أن منفذي الهجمات الانتحارية ضدّ جنود الاحتلال الإسرائيلي يتطّعون للقيام بهذه العمليات لا من منطلق “جهادي” ديني، وإنما بسبب حالات الاختناق والتضييقات التي يمارسها الاحتلال.
وقد أثار الفيلم عند تصويره وخلال عرضه جدلا واسعا، إذ تمّ قطع التصوير مرارا بسبب العمليات العسكرية بمدينة نابلس ولكثافة إطلاق النار هناك، كما قامت مروحيات الاحتلال، أثناء تصوير الفيلم في نابلس، بقصف سيارة كانت قريبة من موقع التصوير مما دفع ستة من طاقم الفيلم يحملون الجنسية الألمانية، إلى التخلي عن مشاركتهم في الفيلم بصورة نهائية ومغادرة المنطقة.
وعرفت كواليس تصوير الفيلم أيضا اختطاف أحد العاملين في الفيلم من قبل مسلحين فلسطينيين، قبل ان يتم إطلاق سراحه بتدخل من مكتب الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات.