قال عضو المجلس المركزي للجبهة الشعبية زهير حمدي أنّ رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي ومن خلال حواره الأحد الماضي “لم يقدّم حلولا للأزمة السياسية العميقة التي تمرّ بها البلاد ولم يلعب دوره كرئيس للبلاد وأكّد تموقعه في الصراع الدائر بين أجنحة الحكم”.
واشار في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء اليوم الأربعاء الى إن “تموقع الرئيس في هذا الصراع الدائر بين مراكز قوى هدفها أساسا انتخابات سنة 2019 أكّد انه جزء من الأزمة التي ستكون تداعياتها على البلاد خطيرة وقد تؤدّي إلى سيناريوهات ونتائج وخيمة لا تتحملها تونس في هذه المرحلة”.
وأفاد بأن الجبهة الشعبية بصدد دراسة كافة البدائل الممكنة التي من شأنها المساهمة في حلحلة الأزمة بأقل تكلفة على الشعب التونسي مؤكّدا في الآن نفسه أن أي حلول لهذه الأزمة يجب أن تطرح من خارج منظومة الحكم .
وأوضح في هذا الشان انّ منظومة الحكم اليوم وبكافة مكوناتها سواء على رأس السلطة التنفيذية أو التشريعية هي جزء من الأزمة التي تعيشها تونس ولا يمكنها تقديم حلول ناجعة .
ولفت زهير حمدي إلى أنّ الجبهة تتدارس هذه المسألة لاقتناعها بأنّ الحلول تطرح من خارج النسق والمنظومة ولاعتبارها أنّ وثيقة قرطاج 1 و2 هي بمثابة العبث السياسي الذي سيزيد في تعميق الأزمة وفتح أبواب تونس على أفق مجهول مؤكّدا انّ الموقف النهائي للجبهة وما سيتبلور عن اجتماع مجلسها المركزي المنعقد منذ يوم الاثنين من مواقف سيتم الإعلان عنها غدا الخميس خلال الندوة الصحفيّة التي سينظّمها التيار الشعبي مع الجبهة الشعبية لتقديم آخر التطوّرات القضائيّة بخصوص ملف الشهيد محمّد البراهمي .
وكان المجلس المركزي للجبهة الشعبية قد انعقد منذ عشية الإثنين الماضي وقرر ابقاء اجتماعه مفتوحا لتدارس الوضع العام بالبلاد، والتداول في بعض النقاط التي وردت في الحوار مع رئيس الجمهورية خاصة منها المتعلقة بالحكومة، فضلا عن مناقشة البدائل الممكنة في المرحلة القادمة.
يذكر أن رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي، أكد في الحوار التلفزي الذي تم بثه مساء الاحد (15 جويلية الحالي )، أنه “إذا ما استمر الوضع على ما هو عليه فإن رئيس الحكومة يوسف الشاهد مطالب إما بالاستقالة أو الذهاب إلى البرلمان وطلب تجديد الثقة منه..”، مبرزا حاجة الشعب إلى ظروف ملائمة تخلق الثقة بين الحاكم و المحكوم.
وشدد على أنه لا يمكن الإستجابة لطموحات الشعب ما لم تكن لتونس حكومة متماسكة قائلا “لا نريد أن نقصي النهضة الداعمة للحكومة أو غيرها، وأنا أريد تجميع الجميع والمحافظة على مساهمة الجميع بمن فيهم حركة النهضة مع ضرورة مواصلة التمشي الذي تم إنتهاجه منذ إنتخابات 2014”.
وأضاف أن التوافق ليس مستحيلا لكنه يصبح صعبا إذا تمسك كل شق برأيه، مشيرا إلى وجود “إجماع على أن الوضع في تونس أضحى سيئا، وأن هذا الأمر لا يمكن أن يستمر كذلك”.